Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر February 2, 2018
A A A
التسوية شقَّت طريقها؟
الكاتب: الياس الديري - النهار

لا يخلو لبنان من مرجعيَّات وعقلاء وناضجين يمكن اللجوء اليهم في الأوقات العصيبة. ولكن، هل كان من الضروري حصول ما يحصل ليكتشف كبار المسؤولين أن بلد الثماني عشرة طائفة واقف على صوص ونقطة؟

لا أحاول هنا توجيه اتهامات وملامات الى هذه الجهة أو تلك، إلا أن واقع الحال مثل الكتاب الذي يُقرأ من عنوانه. فالوضع بكل ناسه وأحداثه يكاد ينفجر تلقائياً نتيجة الإهمال الشامل، والكساد الذي اجتاح وطن النجوم، فضلاً عن الشلل من الناقورة الى النهر الكبير.

ولن نتحدّث عن الفاقة التي دخلت معظم بيوت الذين كانوا يدرجون على لائحة الطبقة الوسطى، وباتوا في آخر الصف نتيجة الارتجاجات والفراغات السياسيَّة التي جعلت لبنان أقرب الى بلد شبه مهجور…

تنظر الى الوجوه فتكتشف الكآبة في ذروة تجلياتها، وتجد الغضب يكاد يغادر من تلقائه لينفجر من دون أسباب موجبة. كل الناس مصابون بداء النرفزة والعتب، ولا يتحمَّل معظمهم أكثر من التحية الهادئة ليستوقفك ويقصُّ عليك حكايته. من طقطق للسلام عليكم.

هذه الحالة، أو الوضعيَّة، مهَّدت الطريق للانفجار نتيجة أي حادث أو حدث أو أزمة سياسيَّة طارئة، أو أي كلمة مسيئة الى هذا المسؤول أو ذاك المرجع.

فكان من الطبيعي، اذاً، أن ينفجر الغضب المعشّش في الصدور لدى انتشار الغلطة الموصوفة التي ارتكبها الوزير جبران باسيل، وان يحدث ما حدث… وهو أقل بكثير مما تخوَّف العقلاء نتيجة رد الفعل الصاخب على ما لا يجوز أن يتكرّر أياً يكن الفاعل، وأياً يكن المقصود.

مَنْ مِنَ المسؤولين والناس العاديين لا يعرف أن البلد على أبواب استحقاق انتخابي يحمل تجربة انتخابيَّة جديدة تنقل لبنان من نظام انتخابي، أكل الدهر عليه وشرب، الى نظام مختلف كل الاختلاف عن كل ما عرفه اللبنانيون وعاشوه وجرّبوه حيال الانتخابات النيابية، ومليء بالتعقيدات والمفاجآت؟

وليس هذا كل شيء وكل الأسباب، فلقد أطلَّت أزمة أخرى ذات شأن وقدر وقيمة شنَّها وزير الدفاع الاسرائيلي اليميني المتطرِّف الواقع في غرام تحتيَّة لبنان المدعو أفيغدور ليبرمان المعروف عنه العداء الدائم للبنان منذ وصل الى اسرائيل قادماً من روسيا.

هذه المرة يتطلَّع الى أكثر من التحتية، إنه يريد أن يشلّحنا الحقل رقم 9 والواقع على الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل. ومع أن تهديدات عدو التحتيَّة اللبنانية تشكّل خطراً على البلد الناخخ تحت رزمات من الأزمات، فإن همّ غلطة باسيل دخل كل البيوت، ويكاد يفتح شهيَّة “البعض” على غلطات مفتوحة.

كنا سنتمنى على مراجع أن تتولى التسوية، فتولاها الرئيس عون بنفسه، نأمل أن تجلو غمامة الغلطة عن سماء لبنان؟