Beirut weather 17.99 ° C
تاريخ النشر August 30, 2024
A A A
التجديد لليونيفيل إنجاز وتحديات..!
الكاتب: صلاح سلام

كتب صلاح سلام في “اللواء”

تجديد مجلس الأمن الدولي بالإجماع لقوات اليونيفيل العاملة في الجنوب اللبناني، دون تغيير في المهام والصلاحيات الممنوحة لها، يُعتبر إنتصاراً لكل لبناني يؤمن بضرورة تجنيب الجنوب المزيد من التحديات، وما تحمله من مخاطر توسيع المواجهات العسكرية، وإيقاع الخسائر البشرية والتدميرية في القرى الحدودية.
القرار الأممي جاء تتويجاً للجهود المضنية التي بذلها وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، وفريقه الديبلوماسي بقيادة الأمين العام الناشط هاني الشميطلي، طوال الأشهر والأسابيع الماضية، وذلك رغم حالة التوتر المتصاعد التي تهيمن على الوضع الجنوبي، منذ إندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة.

ولا بد من التنويه بتعاون قيادة اليونيفيل والإيجابية التي أظهرتها في التجاوب مع الطلب اللبناني، ليس بالنسبة للتجديد سنة جديدة وحسب، بل في التقليل من المخاطر التي تواجهها القوات الدولية، في ظل الوضع العسكري المتفجر في المنطقة الحدودية، بسبب الإشتباكات اليومية بين حزب الله والجانب الإسرائيلي.
ولبنان بأمس الحاجة للقوات الدولية في المرحلة المقبلة، والتي من المفترض أن تستلم بعض المناطق اللبنانية إثر الإنسحاب الإسرائيلي منها، وذلك لفترة إنتقالية، ريثما يكون الجيش اللبناني قد أتم إستعداداته لدخول تلك المناطق. كما أن القوات الدولية سيكون لها دور مساند للجيش اللبناني في التوصل إلى إتفاق لترسيم الحدود، بالوساطة الأميركية التي كان يقوم بها الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين قبل نشوب الحرب في غزة.
السؤال أين سيكون دور الدولة في تسريع خطى تبريد الوضع المتفجر في الجنوب، والعمل على تفويت الفرصة على نتنياهو الذي يحاول، منذ أكثر من عشرة أشهر، توسيع رقعة المواجهات العسكرية، وتوريط لبنان وحزب الله وإيران في حرب شاملة، مستفيداً من دعم الأساطيل والبوارج الحربية الأميركية، التى جاءت للدفاع عن الدولة العبرية، كما يردد وزير الدفاع الأميركي أوستن في الأيام الأخيرة.
إن التجديد لقوات اليونيفيل يعتبر إختباراً جديداً لقدرة الدولة اللبنانية على بسط سلطتها الشرعية في المناطق الحدودية الجنوبية، وتوفير الأجواء المناسبة لتنفيذ القرار الدولي ١٧٠١، الذي ينص صراحة على الإنسحاب الإسرائيلي من بقية الأراضي اللبنانية المحتلة، ووقف الخروقات الإسرائيلية الجوية والبحرية والبرية للسيادة اللبنانية، مقابل إخلاء مناطق جنوبي الليطاني، وقريبة من الحدود اللبنانية من مقاتلي حزب الله.
الكرة، مرة أخرى، في الملعب اللبناني، للعمل على إحباط نوايا نتنياهو الخبيثة ضد لبنان، والذي تعمَّد القيام بزيارة للمناطق الشمالية المجاورة للحدود اللبنانية أمس، وغداة التصويت في مجلس الأمن على التجديد لليونيفيل، وإطلاق التهديدات الجوفاء ضد لبنان.
أما أين هي الدولة..؟ سؤال برسم كل مسؤول!