Beirut weather 21.32 ° C
تاريخ النشر June 15, 2016
A A A
“التاتو” الديني: الصليب والمسبحة و “313”
الكاتب: جمانة فولادكر - السفير

لا يلقى الوشم، أو “التاتو”، معارضة من قبل بعض الجماعات الدينية فحسب، بل ومن المجتمع في غالب الأحيان.
وعلى الرغم من رواج ظاهرة إزالة الوشم مؤخراً، إلّا أنّ ذلك لم يلغِ إقبال الكثير من الشباب على وشم أجسادهم، وتحديداً في أماكن ظاهرة في أجسادهم.
اللافت للنظر إنّ الكثير من هذه الوشوم لها طابع ديني، ممّا يجعل دورها واضحاً ومختلفاً وهو تحديد الانتماء، كما في العصور السابقة. إذ كان يعمد الأفراد في قبائل معينة إلى وضع الوشم نفسه على أجسادهم، وصكّها على مواشيهم أيضاً لتحديد انتمائها. أما الوظيفة التجميلية للوشم هنا فتأتي في الدرجة الثانية، إذ تطغى رمزية الوشم الموضوع على الرسم نفسه. اليوم يلجأ العديد من الشباب لتبنّي الوشوم الدينية، كوسيلة للتعبير والتأكيد على انتماءاتهم الدينية، دون كثيرٍ من الاهتمام بالوظيفة الجمالية له.
***

وشمت كريستين (25 عاماً) معصمها الأيسر برسمٍ لمسبحة علّق فيها صليب.
حصل ذلك قبل خمسة أعوام تقريباً. ويعود سبب اختيارها هذا الوشم إلى تعلّقها بالمسبحة. أما بالنسبة لاختيارها هذا المكان الظاهر من جسدها فتقول: “أنا مسيحية وأريد أن يعلم الجميع بذلك خاصة أنّني أزور مناطق معظم سكّانها من المسلمين”. تضيف: “أنا أمارس حرية المعتقد كما يفعل الجميع”.
***

رسم محمود (27 عاماً) وشماً على ذراعه اليمنى، وهو عبارة مكتوب فيها: “المهدي قادم 313”.
يقول الشاب: “رغبت بوشم جسدي، وبما أنّني قرّرت ذلك فضلت أن يكون الوشم له علاقة بالدين”. يضيف: “أنا أسعى لأن أكون من المناصرين للإمام المهدي بأفعالي وأقوالي وممارساتي اليومية، لذا اخترت هذا الوشم”. لكن، وبعد ثلاثة أعوام من وجوده على يده، يبدي محمود ندمه على وضعه لهذا الوشم. يقول: “لا أفكر في وضع تاتو آخر على جسدي مجدداً، خاصة أنّ ذلك قد يؤثر سلباً على علاقاتي المهنية والاجتماعية”.
***

يملك ديب (28 عاماً) ثلاثة وشوم دينية، الأول على يده اليسرى، وهو مسبحة معلّق فيها صليب، وقد “دقّه” قبل عام، إضافةً إلى وشمين آخرين، أولهما لصورة المسيح، وهو على الذراع نفسها، أما الثاني فهو على زنده الأيمن وفيه صورة صليب محاط بالأشواك، ويبلغ عمر هذين الوشمين عشرة أعوام.
يقول الشاب إنّ سبب وضعه لهذه الوشوم هو تعلقه بالدين وحبه لإظهار هذا التعلق. أما عن أسباب اختياره وضعها على يديه فيقول: “هذه الوشوم لها خصوصية وكرام، لذا لا يمكن وضعها على الساقين أو الخصر”.
***

وشم علي (28 عاماً)، قبل ثمانية أعوام صورة للإمام علي بن أبي طالب على صدره من الجهة اليسرى. يقول الشاب: “اخترت هذا المكان بالتحديد، لأنّه قريب من القلب، وذلك لشدة حبي للإمام علي”. يضيف: “مرّت ثمانية أعوام ولم أشعر بالندم على وضع هذا الوشم، ولماذا سأشعر بالندم إذا كانت صورة أعظم رجل في العالم على جسدي؟”.
***

وشم جان بيار (23 عاماً) ظهره برسمٍ لنجمة الخمسة حدود، وهي رمزٌ للطائفة الدرزية. يقول: “وضعت هذا الوشم منذ عامين على ظهري، لأنّني كنت على علاقة بفتاة درزية”.
اختار جان بيار هذا المكان بجسمه، لأنّه لا يظهر للناس إلّا في أوقات معيّنة. أما عن سبب وضعه لشعارٍ خاص بالطائفة الدرزية وهو مسيحي، فيقول: “ظننت أنّني بهذا الوشم سأتمكن من تحسين علاقتي بحبيبتي، لا سيما أن اختلاف ديانتينا كان عائقاً أمامها، وكان السبب وراء إنهاء علاقتنا لاحقاً”.
يشير جان بيار إلى عدم ندمه على وضع وشم ديني: “كلنا نعبد الرب نفسه، وأنا شخصياً ليس لدي مشكلة مع أيّ من الديانات أو المذاهب”.
***

d6ac9f3e-73c5-471e-890b-f9e8a7d2cd2d

وشم لمريم العذراء (عن الإنترنت)