Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر May 9, 2023
A A A
البيئة العالميّة تُحتضر… هل تكون السيّارات الكهربائيّة هي الحل؟
الكاتب: شانتال عاصي - الديار

يعاني العالم من أزمة انبعاثات الكربون المميتة التي تلقي بظلالها على البيئة والإنسان. تشكل انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون أكثر من 80 في المائة من غازات الاحتباس الحراري المنبعثة في بعض دول العالم. فترفع انبعاثات الكربون درجات الحرارة العالمية عن طريق حبس الطاقة الشمسية في الغلاف الجوي، مما يبدّل في إمدادات المياه وأنماط الطقس ويغير موسم النمو للمحاصيل الغذائية ويهدد المجتمعات الساحلية بارتفاع مستويات سطح البحر.

ما هي آثار غاز الكربون؟
– الاحتباس الحراري: يعمل ثاني أكسيد الكربون على احتجاز الإشعاع على مستوى الأرض، مما يؤدي إلى إنشاء طبقة أوزون على مستوى الأرض، تمنع هذه الطبقة الجوية الأرض من التبريد ليلاً.

– تزايد الأمراض التنفسية: تؤثر انبعاثات الكربون بشكل مباشر على البشر أيضًا مما يسبب المزيد من أمراض الجهاز التنفسي بسبب زيادة الضباب الدخاني وتلوث الهواء، إضافةً إلى أنه إذا قضت انبعاثات الكربون على بعض أنواع الحيوانات ودمرت غلة المحاصيل والأراضي فسوف يتأثّر البشر أيضًا.

– تغير المناخ: ارتفعت درجة حرارة سطح الأرض على مدى المائة عام الماضية، ويعتقد العلماء أن تلوث ثاني أكسيد الكربون هو السبب الأساسي، وآثاره معقدة للغاية. وتبين الأدلة أن مستويات مياه المحيطات زادت، مما أدى إلى فقدان الساحل والأراضي الرطبة الساحلية.

– أمطار حمضية: يساهم ثاني أكسيد الكربون في هطل الأمطار الحمضية، فتتحد الانبعاثات المنبعثة من محطات الطاقة التي تعمل بحرق الوقود الأحفوري مع الرطوبة في الهواء،لينتج عنها هطول للأمطار الحمضية، وتظهر الأدلة الموثقة الضرر المادي للأشجار، والحياة النباتية الأخرى.

 

 

السيارات الكهربائية… هي الحل؟

في ظل تسابق العديد من الدول لتحقيق الحياد الكربوني والتحول نحو القطاعات والصناعات الصديقة للبيئة، كشف الخبير البيئي البروفيسور ضومط كامل، أن السيارات الكهربائية هي الخيار الأمثل لخفض الانبعاثات في قطاع النقل. فالسيارات الكهربائية لا تصدر أي انبعاثات للغازات السامة، بل هي قائمة على «محرّك» كهرباء يعمل عند تشريج البطارية إن كان من خلال الكهرباء التي نعتمدها عادةً في حياتنا، أو من خلال مصادر أخرى كالطاقة الشمسية التي تساهم بشكل أساسي في الحفاظ على البيئة.

وفي هذا الصدد، لفتت بعض الدراسات إلى أن البطاريات المعتمدة تلوّث البيئة وبعضها قابل للاشتعال، مما يشكّل خطراً على البيئة والسائق في آنٍ واحد، إلّا أنّه وبحسب الخبير البيئي، إنّ بطارية «الليثيوم» هي من أنسب أنواع البطاريات، كونها تعمل لفترة طويلة وتستوعب طاقة كبيرة، وتوفّر انبعاث كمية كبيرة من الوقود الأحفوري المدمّر للبيئة.

رقم قياسي لانبعاثات الكربون في عام 2022

هذا، وكشفت الوكالة الدولية للطاقة في آخر تقرير لها، أن انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون العالمية المرتبطة بالطاقة في العام 2022 ارتفعت بنسبة 0.9%، لتسجّل رقما قياسيا، إلا أن هذا المعدل يبقى أقل مما كان متوقعا، وذلك بفضل الاستخدام المتزايد لمصادر الطاقة المتجددة.

وذكرت الوكالة في تقريرها، أن خطر ارتفاع حاد في نسبة الانبعاثات بسبب زيادة استخدام الفحم في سياق أزمة الطاقة لم يتحقق، كما أن اللجوء المتزايد إلى الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والسيارات الكهربائية وعوامل أخرى أدت إلى كبح انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وأوضحت الوكالة أن الانبعاثات الناجمة عن الطاقة والتي تمثل أكثر من ثلاثة أرباع غازات الدفيئة الإجمالية، تحافظ على «مسار نمو غير مستدام» ما يفاقم ظاهرة تغير المناخ. اشارة الى انه في العام 2022، ازدادت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن الطاقة بنسبة 0.9%، لتصل إلى رقم قياسي بلغ أكثر من 36.8 مليار طن.