Beirut weather 19.1 ° C
تاريخ النشر August 7, 2018
A A A
البواخر تكهرب الاجواء في البحر وعبر مواقع التواصل الاجتماعي
الكاتب: علي ضاحي - الديار

تقلل اوساط سياسية في تحالف ​حركة امل​ و​حزب الله​ من ارتدادات ما حصل في الايام الماضية حول البواخر والكهرباء على العلاقة بين الطرفين وخصوصاً في ملف الباخرة التركية الثالثة وما تسببه من جدل بين التيار والاشتراكي والقوات وامل وحزب الله. فالاعتراض على الباخرة ليس اعتراضاً بعينه بل على المبدأ اي ان حركة امل وحزب الله والاشتراكي وحتى القوات لا يريدون ان تكون حلول الكهرباء فقط بإجراءات ترقيعية بالبواخر وعلى اساس انها موقتة لنكتشف انها طويلة الامد وبكلفة تفوق انشاء المعامل. وتؤكد الاوساط ان لب المشكلة هنا فهل نريد فعلاً كهرباء؟ وهل فعلاً نريد فعلاً التخلص من العتمة؟ وهل نريد فعلاً بناء معامل حديثة وتأتي بالكهرباء 24 على 24 كما كل دول العالم بكلفة معقولة ومتدنية؟ وتسأل الاوساط هنا هل فعلاً تريد القوى السياسية التخلص من مشكلة الكهرباء ومن مشكلة “مافيا” ​المولدات الخاصة​؟ وتقول آن الآوان لتصارح كل جهة سياسية جمهورها وبلا لف ودوران او تغطية السماوات بالقبوات!

وتستنكر الاوساط لجوء وزير الطاقة ​سيزار ابي خليل​ الى لعبة مذهبية وطائفية “رخيصة” وسخيفة لتبرير ما قاله عن تغيير اسم الباخرة من عائشة الى إسراء. وتقول هل بات مشكلة الكهرباء اليوم في اسم الباخرة وفي كونه اسمها مثير للغرائز علماً ان المسلمين سنة وشيعة يسعون في لبنان للتخفيف من الاعتبارات المذهبية ويسعون في كل يوم الى حوار جدي اسلامي- اسلامي للوحدة وتحصين الساحة في وجه التكفير والفكر الاجرامي.

وتضيف الاوساط صحيح ان ملف البواخر والكهرباء والمناقصات والمعامل وكيفية ادارة ​قطاع الكهرباء​ هو ملف خلافي حاد بين امل وحزب الله والتيار وخصوصاً بين الرابية وعين التينة لكن هذا لا يعني ان يسترسل التيار وجماعته في اتهام امل ووزرائها المتعاقبين على الطاقة بالفشل والسمسرة والمحسوبيات لان التيار ايضاً فشل في ادارة الكهرباء من خلال توليها لاكثر من حكومة من الوزير ​جبران باسيل​ الى ابي خليل.

كما تستغرب الاوساط لجوء ابي خليل ايضا الى “دق اسفين” بين امل وحزب الله عبر استعمال النائب ​نواف الموسوي​ كـ”شماعة” لاظهار التباين بين الحزب والحركة.

وتقول الاوساط ان اتصالات سياسية جرت على اعلى المستويات بين امل وحزب الله لتخفيف من وطأة التجاذب السياسي بين الطرفين وطي الصفحة في إطلالتين للنائب ​محمد رعد​ الاولى في تظهير موقف الحزب والثاني في توضيح مقاصد رعد وتأكيده وجود تباين بين الحزب والحركة في ملف باخرة الزهراني.

في المقابل تؤكد اوساط ميدانية في حزب الله ان ما جرى في اليومين الماضيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي المناطق والقرى الجنوبية يعبر عن ضيق الاوضاع الاقتصادية والمعيشية للجنوبيين ككل اللبنانيين كما يؤكد ان ملف الكهرباء بات ضاغطاً وانعدام التغذية الكهربائية لايام واسابيع في الجنوب بات لا يحتمل وفي حاجة الى حل.

وتلفت الاوساط الى الظروف الصعبة للناس وعدم تحمل فاتورة المولدات المتزايدة وانعدام تغذية كهرباء الدولة هي التي فجرت غضب الناس ضد عدم الاستعانة بالباخرة لزيادة التغذية وهي ردة فعل طبيعية لجمهوري الثنائي فليس بالضرورة ان تكون ردات الفعل منظمة او نابعة من قرار قيادي للقيادتين او عبر ملتزمين حزبياً. فالقدرة على ضبط غير الحزبيين والمناصرين من الطرفين يحتاج الى جهود كبيرة. وتقول الاوساط ان الامور عادت الى الهدوء والناس ستتعامل بواقعية مع كل صعوبات الحياة لحلها والتخلص من الاعباء الضخمة.

وتشير اوساط امل وحزب الله من جهة ثانية الى ان اجتماعات ستجري في القرى والمناطق الجنوبية كما البقاعية وسيتحرك نواب الطرفين من اجل الضغط لتحسين الكهرباء وباقي الخدمات لان حرمان المناطق الشيعية بقاعاً وجنوباً بات واضحاً ولا نرغب في تسميته بالنهج المقصود من بعض القوى للزكزكة وفرط التحالف الثنائي واشغال القواعد الشعبية. وتلفت الاوساط الى ان اجتماعات مناطقية وحزبية تجري بين الطرفين لتهدئة الناس والاستماع الى مطالبهم ومتابعتها مع المعنيين مع التمني على غير الحزبيين بعدم الخروج على مواقع التواصل الاجتماعي بلغة تحريضية او فيها الكثير من التجريح والشتائم والالتزام بالمعايير الاخلاقية والدينية.