Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر November 14, 2019
A A A
البلد على كف عفريت.. لم يعد ينفع إلا الصلاة
الكاتب: حسناء سعادة - سفير الشمال

لم يعد ينفع الا الصلاة واضاءة الشموع والابتهال الى الله كي يصون ويحفظ بلدنا الذي بات على كف عفاريت..
هذا الدعاء بحسب احد الباحثين الاجتماعيين بات الخبز اليومي لشريحة من المواطنين كفرت من السلطة الحاكمة ومن الحراك معا، والذين منهم من لديه الولاء السياسي ومنهم من يشارك في الاحتجاجات على اساس “كلن يعني كلن” ومنهم من كان محايداً.
ويقول الباحث لا الفريق الحاكم تمكن من طمأنة هذه الشريحة ولا الحراك تمكن من تلبية طموحها بعد ان ركب البعض موجته.
ويضيف الباحث: ان الحراك تمكن من توجيه ضربة قوية الى السلطة بتظاهرات غير مسبوقة لفت لبنان بكل قراه ومناطقه ومن دون الوان سياسية وتحت شعار العلم اللبناني فقط لا غير الا ان بعض المشاهد الميليشياوية التي تظهرت تكاد ان تدخل البلد في متاهة لها اول وليس لها اخر.
ويرى الباحث ان السلطة لم تتمكن من جهتها من قراءة ما يجري على الارض بشكل صحيح فلم تسارع الى اتخاذ اجراءات مسؤولة وفعالة تخفف من الاحتقان وتحقق بعض مطالب المتظاهرين المحقة الذين خبروا البطالة وعاينوا الفساد المفضوح وعايشوا صعوبة تأمين الطبابة والتعليم وفي احيان كثيرة لقمة العيش.
ويلفت الباحث الى ان التأخير في تحديد موعد الاستشارات بعد استقالة الحكومة زاد الطين بلة واستفز الناس الذين شعروا بان هناك اهمالا لا بل استلشاء بمطالبهم.
ويرى انه بالمقابل ان اقفال الطرقات من قبل المتظاهرين امر خطير لانه يستجلب الفوضى والانقسام بين الناس بين مؤيد ومعارض، فكما انه من حق اي شخص ان يثور ويعبر عن غضبه من حق غيره ان يصل الى عمله او جامعته او مدرسته، ومن حق الناس ان تصلها الادوية والمواد الغذائية والبنزين والطحين والخبز.
ويختم الباحث بالتأكيد ان الثورة محقة وهناك شريحة واسعة جدا من المواطنين اثبتت انها قادرة على الانتفاض واسماع صوتها بقوة من اجل التغيير الى الافضل انما كل الخوف اليوم من انحراف المسار بفعل بعض اصوات النشاز والاعمال الميليشياوية التي بدأت تتظهر ما يجعل لبنان يرقص على كف عفاريت.