Beirut weather 15.41 ° C
تاريخ النشر April 10, 2018
A A A
البقاع الغربي: تنافس على الصوت المسيحي
الكاتب: اسكندر خشاشو - النهار

البقاع الغربي: تنافس على الصوت المسيحي ولعب على ثغرات المقاعد الشاغرة
*

على بعد أقل من شهر من الانتخابات النيابية، ارتفع منسوب التنافس الانتخابي في الدوائر كافة. وتستحوذ دائرة البقاع الغربي – راشيا على اهتمام كبير من المراقبين نظراً لتنوع القوى المتواجدة فيها، اضافة الى تقارب الاحجام بين الطرفين المتنافسين، تحالف “المستقبل” – الاشتراكي من جهة، والثنائي الشيعي – عبد الرحيم مراد من جهة ثانية.

ومع اكتمال اللوائح، وانتهاء الاستعراضات الشعبية التي بدأها الرئيس سعد الحريري خلال اعلان لائحته في بلدة الروضة، واختتمها الوزير السابق عبد الرحيم مراد السبت الماضي ايضاً خلال اعلان لائحته، انتقلت الماكينات الانتخابية الى العمل على جبهات عدة، اهمها دراسة الارقام وواقع الارض. والثاني وهو الأهم اتجاه الشارع المسيحي بعد استبعاد مرشحي “القوات” إيلي لحود و”التيار” شربل مارون الحزبيين عن اللوائح الأساسية.

المسيحيون قبلة اللوائح
يبلغ عدد المسيحيين المسجلين في دائرة البقاع الغربي – راشيا حوالى 30 ألف ناخب، بلغت نسبة اقتراعهم أوجّها في سنة 2009، حيث اقترعوا بنسبة 41.5 بالمئة، واذا حافظوا على نسبة الاقتراع ذاتها من المتوقع ان يقترع حوالى 13000 في هذه الدورة. وتوزع ستة مرشحين مسيحيين على اللوائح الثلاثة في الدائرة هنري شديد وغسان سكاف على لائحة “المستقبل”، ايلي الفرزلي وناجي غانم على لائحة مراد، ماكي عون وجوزف أيوب على لائحة المجتمع المدني، وجميعهم مستقلون (قبل تبني ترشيح الفرزلي فيما بعد من “التيار الوطني الحر”).

يسعى المرشحون الستة إلى استقطاب الصوت المسيحي، وخصوصاً بعد غياب المرشحين الحزبيين، وهم كثفوا جولاتهم واتصالاتهم في الأسبوع المنصرم لحصد أكبر رقم ممكن وسط ضياع تام في صفوف الحزبيين الذين بدأو يؤخدون فرادى من المرشحين، وهذا ما دفع الاحزاب المسيحية الى التحرك من جديد لإعادة تجميع جمهورها وتوجيه انتخابه نحو جهة محددة.

وفي هذا الاطار علمت “النهار” ان “التيار الوطني الحر” شدد في إيعاز له على الالتزام التام بانتخاب لائحة “الثنائي الشيعي – مراد” وإعطاء الصوت التفضيلي لإيلي الفرزلي، وقد بدأ هذا الأمر بالظهور فعلياً على الأرض من خلال عودة عمل الماكينة الحزبية التي كانت أصيبت بالشلل في الأسبوعين الماضيين.

أما بالنسبة لـ”لقوات اللبنانية”، وبحسب معلومات “النهار”، فأكدت أنها ستكون ناخباً أساسياً وموحداً في المعركة، وكل “الاحتمالات الصحيحة مفتوحة باستثناء طبعاً تلك التي لا تتناقض وقناعاتنا الوطنية الكبيرة، وتحديداً في ما يخص اللوائح الممهورة بدمغة “حزب الله”. وبناء على هذا الاساس أعادت فتح خطوط التواصل مع “المستقبل” بعد انقطاعها اثر استبعاد مرشحها عن لائحته. وجرت عدة اجتماعات بين الفريقين لم تتوصل حتى الساعة الى اتفاق بين الفريقين. وفي هذا الإطار، ووفق مصادر مطلعة على هذه الاتصالات، فقد طلبت “القوات” من “المستقبل” ان ينضم المرشح المسيحي الذي ستدعمه الى كتلتها النيابية، إلاّ ان هذا الطلب لم يلاقِ تجاوباً، ما وضع الاتصالات أمام خيارين لا غير، إما دعم المرشح الأورثوذكسي غسان سكاف بأصواتها التفضيلية مقابل رفد “المستقبل” لوائح “القوات” بأصوات في دوائر أخرى، أو التصويت لمصلحة مرشح الحزب التقدمي الاشتراكي وائل أبو فاعور استكمالاً للتحالف بينهما في الدوائر المشتركة، مع تقدم الخيار الأول بشكل كبير، وهو ما ستعلنه معراب في الأيام القليلة المقبلة.

كما انه سجل تحرك من القيادة الكتائبية نحو البقاع الغربي وحث المناصرين والحزبيين على إعادة تفعيل ماكينتهم والاقتراع لصالح لائحة المجتمع المدني والمرشحة الإعلامية ماكي عون. وبدا لافتاً دخول النائب روبير غانم على الخط الانتخابي. فهو عقد اجتماعات عدة مع مناصريه في نهاية الأسبوع بهدف دعم لائحة “المستقبل”.

ثغرات القانون وتشكيل اللوائح
وفي سياق منفصل برزت في الأسبوع الماضي عدة آراء انتخابية تدعو الى الاستفادة من ثغرة ترك مقعد سني شاغر على لائحة مراد الذي أصر على حصر الأصوات السنية به، إذ إن القانون سمح في المادة 52 منه بحق ترشيح كحد أدنى بنسبة 40% من المقاعد على أن تشمل جميع الدوائر الصغرى، لكن المادة ذاتها نصّت في الفقرة الثانية على أنه “تتحمل اللائحة مسؤولية عدم استيفاء مقعد يعود لها ولم ترشّح أحداً عنه ويحوّل المقعد لصاحب أعلى الأصوات التفضيلية في اللوائح الأخرى في الدائرة الصغرى ومن الطائفة التي نقص فيها العدد”، ومن هنا وبحسب عدة خبراء انتخابيين، فبإمكان لائحة “المستقبل” تحويل هذا الأمر لصالحها والدخول منه الى تأمين 4 مقاعد على الأقل وربما خمسة، شرط التسليم بخسارة مقعد سني لصالح مراد، وإبعاد امكانية تقاسم المقاعد 3-3 (تستطيع لائحة مراد تأمين حاصلين وكسر أكبر، ولائحة المستقبل ثلاثة حواصل وكسر أدنى) عن نفسها. وبإمكانها في سياق اللعبة الانتخابية من توزيع أصواتها السنية على مرشحيها المسيحيين بدل السنة، ورفع نسبة أصواتهم التفضيلية بشكل كبير يصعب على مرشحي اللائحة المنافسة الوصول اليه. هذا بالاضافة الى ان مرشحها الدرزي يملك أصواتاً تفضيلية عالية ويؤمن نجاحه، وبهذه المعادلة تكون لائحة “المستقبل” قد ربّحت لائحة مراد مقعدين سنيين وأخر شيعياً ( ينال نسبة مرتفعة من الأصوات التفضيلية الشيعية)، وبما ان المقعدين السنيين أحدهما شاغر فيذهب بطبيعة الحال الى احد مرشحيها السنة وهكذا تكون ضمت المقاعد الأربعة وحتى من دون حصولها على الحاصل الرابع. وفي المقابل لا يملك الطرف الآخر خطة مواجهة كبيرة، إذ إن كمية الأصوات التي يستطيع تجييرها الى مرشحيه المسيحيين أو أحدهما ربما لا تكفيه لمنافسة مرشح “المستقبل” بسبب فائض الاصوات الكبير جداً لدى الاخير”. كما انه بإمكانهم استعمال نفس الاسلوب لنيل خمسة مقاعد، الّا ان هذه الامر دونه عقبات عدة بسبب ارتفاع الأصوات التفضيلية التي سينالها المرشح الشيعي وبالتالي عدم قدرة المستقبل على توزيع الاصوات على 3 مرشحين.

لكن، وأقله حتى الساعة، تستبعد اوساط مستقبلية اعتماد هذا الخيار، لأن “المعركة الأساسية هي ضد عبد الرحيم مراد، ومن المستبعد التسليم بنجاحه وإهدائه المقعد على طبق من فضة، ولو كان هذا الامر سيكسبنا مقعدا إضافياً”.