Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر April 9, 2020
A A A
البطريرك يونان في رسالة القيامة: سنتغلب على “كورونا” لا محالة

وجه بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، رسالة عيد القيامة لعام 2020 بعنوان “نموت مع المسيح لنحيا معه”، تناول فيها الأوضاع العامة في لبنان وبلاد الشرق الأوسط والعالم، وكذلك الأزمة المخيفة بتفشي وباء “كورونا” المستجد.
وقال: “إن وباء كورونا الذي يجتاح عالمنا اليوم ويفتك بالآلاف من البشر يذكرنا بالأوبئة التي عصفت بالعالم على مر الأزمنة، إلا اننا وبقوة ربنا يسوع المنتصر على الموت سنتغلب عليه لا محالة، وستعود دورة الحياة إلى طبيعتها. ويا ليت المتحكمين بشؤون الناس في هذا العالم يتعظون، فيترفعون عن أنانياتهم ومصالحهم الضيقة، ويدركون أن جبروتهم مهما عظم فهو صغير جدا أمام فيروس لا تراه العين المجردة، لكنه تفشى في الكرة الأرضية بسرعة مهولة”.
وأضاف: “نعم، لقد أجبرنا هذا الوباء المخيف الذي انتشر في العالم أن نكتفي بإقامة الصلوات والقداديس في الكنائس وحدنا مع الإكليروس من دون مشاركة عامة للمؤمنين، وكنا نود أن نجتاز زمن الصوم الكبير وأسبوع الآلام الخلاصي بشراكة إيمانية وصلوات جماعية معا، بمسيرة إيمان ورجاء نحو فرح عيد القيامة المجيدة، لكن العناية الإلهية سمحت أن تجربنا كما غيرنا من الشعوب في مختلف أنحاء العالم، فنبقى محجورين في منازلنا، حفاظا على سلامتنا وسلامة الآخرين، وتماشيا مع الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية التي اتخذتها الحكومات وتجاوبت معها توصيات الرعاة الكنسيين. ولا شك أن لهذا الحجر المنزلي نتائج سلبية على معيشة الأفراد والجماعات، إلا أننا نستطيع أن نحوله إلى زمن بركة ونعمة، معززين أواصر اللحمة العائلية وعلاقات الأخوة والصداقة والمحبة فيما بيننا”.
وتابع: “إننا نضرع إلى الرب الإله القدير أن يزيل هذه النكبة المخيفة عن الكنيسة ومجتمعاتنا وبلداننا والعالم، فيشفي المصابين بوباء “كورونا”، ويرحم الذين رقدوا من جرائه، ويحمي البشرية من تفشي هذا الوباء الخطير، ويحد من انتشاره، ويعضد الأطباء والممرضين والممرضات ومساعديهم في عملهم البطولي لمجابهته، ويلهم الباحثين والعلماء لإيجاد الدواء الشافي واللقاح الناجع بأسرع وقت. كما نذكر أعزاءنا المؤمنين بأهمية الصلاة الشخصية والعائلية في هذه الظروف العصيبة، فيحيا الجميع إيمانهم ويفعلونه بالمحبة المتبادلة والمشاركة الروحية.
واردف: “بعد أن تنتصر البشرية بقوة ربنا يسوع المسيح القائم من الموت على هذا الفيروس، نضع نصب أعين المسؤولين المدنيين عن شعوبنا مصلحة أبنائنا وجميع إخوتهم في مختلف البلدان.
ففي لبنان الغارق في مواجهة فيروس كورونا، ندعو السلطة القائمة المنشغلة بتوزيع ما تبقى من مغانم سلطوية على أركانها، ومنهم من يهدد بالاستقالة من مسؤولياته إن لم ينل حصته من هذه الجبنة المهترئة المسماة “التعيينات”، إلى تفعيل عملها لمجابهة هذا الفيروس والتشدد في الخيارات، حتى ولو وصل الأمر إلى اتخاذ القرار بإعلان حال الطوارئ لوقف انتشاره وتمدده وعدم التعامل معه باستهتار واستخفاف. وعلى المسؤولين ألا يغفلوا واجبهم الملح بمعالجة المشاكل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والمصرفية التي تعصف بالوطن. فيكفي الشعب اللبناني ما يتعرض له من الإذلال والاستجداء على أبواب المصارف للحصول على مدخراته التي هي حقه، وهو في أمس الحاجة إليها في ظل هذه الأزمة الخانقة”.