Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر April 16, 2022
A A A
البطريرك يونان في رسالة الفصح: لمشاركة واعية وشجاعة في الاقتراع

وجه بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، رسالة عيد القيامة للعام 2022، بعنوان “الصليب درب القيامة”، تناول فيها الأوضاع العامة في لبنان والشرق الأوسط والعالم، والحضور المسيحي فيها وقال: “كما أن الصليب هو الدرب إلى القيامة، نصلي كي يكون صليب شعبنا وأوطاننا المعذبة والمضطهدة قد شارف على نهايته، وكي نعيش في هذا الشرق فرح القيامة، قيامة بلداننا من كبوتها وحروبها العبثية والفساد المستفحل في إداراتها ومؤسساتها، والذي يفقد المواطنين، وأبناءنا منهم، الأمل في بناء مستقبلهم في أرضهم الأم، فيجدون في الهجرة أملا لهم بغد أفضل نتمناه لهم في بلادهم وبين أهلهم وأحبائهم”.

وتابع: “يحل عيد القيامة ولبنان لم يقم من عذاباته، إذ تستمر المعاناة والآلام التي سببها السياسيون الطائفيون المستأثرون بحكم الوطن، من جراء الفساد والإهمال والتنكر لمسؤولية خدمة الشعب الذي سبق وانتخبهم. نأمل ونصلي كي تكون الإنتخابات النيابية جسر العبور، بحيث يختار المواطنون بحرية ضمير، دون الرضوخ للإغراءات والاستغلال، ممثليهم في البرلمان من أصحاب الكفاية، وممن يشهد لهم بالنزاهة والاستقامة. وإننا نشجعهم على مشاركة واعية وشجاعة في الإقتراع، لأن خلاص الوطن منوط بصوابية خيار اللبنانيين في الانتخابات النيابية التي يجب أن يليها، دون أي مماطلة أو تعطيل لأي سبب أو مبرر، تشكيل حكومة إنقاذية من اختصاصيين، للبدء بمسار التعافي الاقتصادي والاجتماعي، دون أن نتجاهل ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية في مواعيدها الدستورية، فلا يقع الوطن في فخاخ الفراغ المعطل، لأن لبنان لم يعد قادرا على الاستمرار بتحمل التعطيل والإكتواء بفراغ دستوري رئاسي”.

واعتبر أن “كل ذلك يجب أن يترافق مع التسريع في الانتهاء من ملف التحقيق في جريمة تفجير مرفأ بيروت، ومحاكمة المتهمين والمتورطين، وتحديد المسؤوليات، ورفع الحصانات عن كل من يثبت تورطه في جريمة تدمير العاصمة بيروت، والتي لم يعرف لها مثيل في العصر الحديث”.

وشدد على أن “تحرير أموال المودعين وتوحيد سعر صرف العملات الأجنبية تجاه الليرة اللبنانية، ملفات طارئة وعاجلة وضرورية لإعادة الثقة بالنظام اللبناني والمؤسسات اللبنانية الرسمية منها والخاصة، والتي وحدها يمكنها وقف نزيف الهجرة وتشجيع المستثمرين على الاستثمار مجددا في هذا البلد الغالي”.

وعن زيارة قداسة البابا، قال: “لنا علامة رجاء في زيارة قداسة البابا فرنسيس إلى لبنان، التي نأمل أن تتم في شهر حزيران المقبل، كي تكون بركة لهذا البلد المتألم والمهدد بمصيره، فلا بد لليل المعاناة والآلام أن يعقبه فجر القيامة والخلاص. وسيذكر قداسته بقيمة لبنان وتميزه بوحدة مواطنيه رغم تعدديتهم، وبضرورة أن ينهض من وهدة الأزمات التي تعصف به على كل المستويات السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية، ويعود للعب دوره المميز في محيطه والعالم، غير ناسين ما قام ولا يزال يقوم به قداسته من أجل لبنان من مبادرات للوقوف إلى جانبه ومساعدته في هذه الظروف العصيبة التي أوصله إليها السياسيون والمتحكمون به وبمصير أبنائه”.