Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر September 5, 2020
A A A
البطريرك لحام: كلنا مدعوون لحمل ومتابعة رسالة لبنان الكبير.. كلنا!

وجه البطريرك السابق لأنطاكيا وسائر المشرق والاسكندرية وأورشليم للروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، رسالة بمناسبة تأسيس لبنان الكبير، بعنوان “لبنان الكبير! لبنان الرسالة!”، وقال:
“إنني أعتبر أن تأسيس لبنان الكبير هو تأسيس وطن للعيش المشترك! لبنان الكبير هو الممهد للعيش المشترك وحامل رسالة العيش المشترك للاجيال الطالعة! تأسيس لبنان الكبير هو تحقيق حلم المناخ المناسب والملائم للعيش في بلد يجمع بين النظام الطائفي، والنظام المدني، أو ما نسميه الدولة المدنية! تأسيس لبنان الكبير خلق الأرضية الملائمة للقومية العربية، التي تضمن كل مقومات المجتمع العربي، أن تعيش معا. تأسيس لبنان الكبير هو الاساس لفصل الدين عن الدولة. مع بقاء النظام الطائفي ومع إيجابياته وسلبياته. تأسيس لبنان الكبير هو وضع الأرضية الثابتة الراسخة للحرية الدينية أو حرية المعتقد، وحرية الضمير. تأسيس لبنان الكبير هو تحقيق ما قاله القديس البابا يوحنا بولس الثاني: “إن لبنان (الكبير) هو صغير كبلد، لكنه رسالة!.
وليسمح لي الإخوة والأخوات في العالم العربي ذي الاغلبية المسلمة، أن أقول أن لبنان الكبير هو “ضمانة لبنان الرسالة”. لا بل إن لبنان الكبير هو الرسالة في العالم العربي وإلى العالم العربي. لا بل إن لبنان الكبير هو الرسالة في العالم العربي وإلى العالم العربي. لا بل لبنان الكبير هو الرسالة إلى العالم بأسره، ومحتوى هذه الرسالة هو: العيش المشترك، لا سيما المسيحي والاسلامي، وأيضا العيش المشترك بين الاديان، لا سيما في المنطقة، أعني المسيحية والإسلام واليهودية. لبنان الكبير هو الرسالة الثابتة والدعوة إلى العيش معا للطوائف المسيحية على اختلافها؛ والعيش معا للطوائف والشيع الاسلامية، والدعوة إلى التنوع السياسي والثقافي والاجتماعي والقومي والديني والفكري، والإنساني الشامل.

واضاف: “تبرز أهمية الاحتفال بالمئوية الأولى لدولة لبنان الكبير، وتبرز أهمية لبنان الرسالة، داخل لبنان وفي العالم العربي، وعلى مستوى علاقات الشرق والغرب، وأيضا علاقات الأديان عموما، ولا سيما المسيحية والاسلام، وعلى مستوى مسيرة السلام في المنطقة، والقضية الفلسطينية، والرؤية المستقبلية للعالم العربي، ولأجياله الطالعة، التي تنظر إلى ميلاد عالم، ومجتمع عربي جديد، يصنعه أبناء هذه المنطقة، مهد الديانات والحضارات.
أجل هذه هي أهمية ذكرى المئوية الأولى لدولة لبنان. هذه أهمية رسالة لبنان الرسالة، وهذه هي دعوتنا جميعا في مجتمعنا العربي المسيحي الاسلامي، لكي نكون فيه بناة حضارة المستقبل، حضارة الإيمان، حضارة السلام، حضارة المحبة.
وختم لحام: “كلنا مدعوون في الذكرى المئوية لدولة لبنان الكبير، وبعد نكبة انفجار مرفأ بيروت، كلنا مدعوون لحمل ومتابعة رسالة لبنان الكبير، كلنا! كلنا! بكل طوائفنا وأحزابنا، كلنا مدعوون لنحقق هذه الرسالة، بأن نكون مسيحيين ومسلمين في لبنان، وفي عالمنا العربي، أن نكون نورا وملحا وخميرة، ونكون في مجتمعنا العربي الواسع، بناة حضارة المستقبل لأجيالنا الطالعة، بناة حضارة الإيمان، حضارة السلام، حضارة المحبة!”.