Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر July 4, 2023
A A A
البطريرك الراعي يطلق برنامج الحج الديني: الإنفراج السياسي الوطني يسمح بتحقيق كل المبادرات الإيجابية للبنانيين

نظمت رابطة قنوبين للرسالة والتراث وجماعة الراهبات الأنطونيات، برعاية وحضور البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، وبمشاركة وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال المهندس وليد نصّار، إطلاق برنامج الحج الديني في نطاق حديقة البطاركة، الديمان- وادي قنوبين، و”درب البطريرك الراعي”على كتف الوادي، وادراج معالم الديمان الدينية على خريطة السياحة الوطنية والدولية. جاء إطلاق البرنامج، بعدما ألغت رابطة قنوبين كل المظاهر الإحتفالية للمناسبة نظراً للأوضاع الطارئة في مدينة بشري، وتضامناً مع عائلتي هيثم ومالك طوق. واقتصر الإحتفال على قداس تبعه لقاء في صالون الصرح البطريركي.

 

نصار
ثم ألقى الوزير نصار كلمة جاء فيها: “بداية، لا بد من التوقف بأسى وتضامن مع مدينة بشري، بعد الحادث المؤلم في منطقة القرنة السوداء. اننا نعزي العائلتين المفجوعتين وكل بشري والمنطقة بقياداتها وفعالياتها وسائر أهاليها”.

أضاف: “فرحتي كبيرة لمشاركتي في حفل اطلاق برنامج الحج الديني في موقع حديقة البطاركة وافتتاح درب البطريرك الراعي على كتف الوادي وادراج معالمه على خريطة السياحة الوطنية والدولية مع ما تحمل هذه المعالم من تاريخ نضالي يجعلنا نفتخر بماضينا. ان السياحة الدينية باتت جزءاً أساسياً في النمو الإقتصادي، وعلى الرغم من تسميتها سياحة دينية فإنها سياحة طبيعية وبيئية تسهم في كشف جمال طبيعتنا وغناها. وعملنا في الوزارة ومتابعتنا موضوع السياحة الدينية ساهم في الكشف على أنها الركيزة الأساسية للسياحة المستدامة في كل المناطق اللبنانية، من خلال المعالم الدينية لمختلف الطوائف”.

وتابع: “كل المرافق السياحية من فنادق ومطاعم تتغير وتتبدل لكن المواقع الدينية ثابتة رغم كل الظروف والعوامل الطبيعية والتحولات. من هنا نقول ان غنى لبنان هو في السياحة الدينية، واليوم ببركتم صاحب الغبطة نطلق هذه المبادرة الكبيرة.

الكل يعلم أنه في العام 2022 وصل الى لبنان أكثر من مليون وسبعماية ألف سائح، وهذا الأمر ساهم في جزء من صمود الأهل بوجه الظروف الصعبة. وهذا العام وبحسب مؤشرات الأرقام سيصل عدد السياح الى المليونين، 33 بالمئة منهم أجانب والأكثرية الباقية من اللبنانيين، تركوا لبنان لتحصيل علمي أو بسبب الأوضاع الحالية، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على تعلق اللبنانيين بوطنهم لبنان، ونحن كحكومة لا نتطلع الى الأمور المادية، ولكن تهمنا عودتهم الى لبنان واستثمارهم فيه”.

وأشار الى “ازدياد عدد بيوت الضيافة في لبنان والى أنه أسس نقابة لهم بعد أن فاق العدد 200 بيت، “90 بالمئة منها في المناطق الريفية حيث تسهم في نمو الإقتصاد وايجاد فرص عمل، كما تسهم في التعرف على كل المرافق السياحية الدينية في هذه المناطق”.

وقال: “النمو الإقتصادي البسيط الذي وصل الى 2 بالمئة كان نتيجة السياحة الدينية. وانطلاقاً من هذه الحقيقة نعمل على تطوير خارطة السياحة الدينية في لبنان، وقد بدأنا ادراجها على لوائح السياحة الوطنية. وعممنا القرارات على النقابات السياحية، لا سيما أصحاب مكاتب السياحة والسفر، وخارجياً على مكاتب السياحة الأوروبية والعربية والعالمية”.

وأضاف: “العمل السياحي هو عمل متكامل. من هنا أشكر رابطة قنوبين للرسالة والتراث بشخص رئيسها الشيخ نوفل الشدرواي وكامل الأعضاء لما يقومون به في هذا الموقع المقدس، في مجمّع مار يوحنا مارون وموقع حديقة البطاركة في محلة مار اسطفان ودرب البطريرك الراعي المؤهلة الى مغارة الجماجم في موقع مار سركيس، وقد أصدرنا القرارات اللازمة لإدراجها على خارطة السياحة الدينية. والشكر الكبير لغبطة أبينا البطريرك الراعي رمز البركة التي نستمد منها القوة. ونضم صوتنا الى صوته في دعوته لانتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت”.

وختم متوجهاً الى البطريرك: “كلنا نؤكد على دوركم الوطني “لأن مجد لبنان أعطي لكم”.

ثم تلا الوزير نصار قرارات إدراج مواقع مار سركيس ودرب البطريرك الراعي ومار يوحنا مارون ومار اسطفان على خريطة السياحة الوطنية والدولية.

 

 

الراعي
اختتاماً كانت كلمة البطريرك الراعي، الذي قال: “باسم الحاضرين جميعاً، نايبنا العزيز جورج عطالله، ابن الديمان بالنصف الأهم، باسم رابطة قنوبين للرسالة والتراث والراهبات الأنطونيات في حديقة البطاركة، وكل أهالي الديمان نقول شكراً لمعالي الوزير المهندس وليد نصّار، لجهوده وعنايته بالسياحة الدينية. وقد جاء اليوم ليزور مواقع الديمان الدينية ويعلن إدراجها على الخريطة السياحية. ونحن نعلم مدى اهتمام الوزير نصّار بالحج الديني والوطني، ونتمى له التوفيق في تحقيق تطلعاته، وهي تطلعاتنا أيضاً”.

أضاف: “ان الله أوجد لبنان أرضاً للسياحة بجمالاتها وفراداتها المتعددة، للسياحة الدينية والمدنية، وهي سياحة تعددية تشبه التعددية الاجتماعية والسياسية التي يعرفها لبنان. وهذه تعود الى خمسة آلاف سنة قبل المسيح، مذ توالت حضارات وشعوب على لبنان تاركة آثارها المتنوعة فيه، وها هي وزارة السياحة بهمة الوزير نصّار، ورابطة قنوبين للرسالة والتراث، التي أحيّي رئيسها وأعضاءها فرداً فرداً، في هذه المنطقة، تعطيان الحياة لهذه الآثار التاريخية. وأعطي مثلاً حين كنّا نزور حديقة البطاركة سابقاً كنّا نرى آثار حجر وتماثيل ترمي الرهبة أحياناً، أمّا اليوم فلم تعد الحديقة حاضنة للآثار فقط بل باتت حيّة، الى جانب احتضانها التماثيل برمزيتها ، بفضل جهود رابطة قنوبين وجماعة الراهبات الأنطونيات”.

وتابع البطريرك الراعي: “من فرادات السياحة في لبنان أنّها طبيعيّة متصلة بصميم هويته، التي شاءها الله، بينما نراها في دول كثيرة اصطناعيّة من صنع الانسان. وواجبنا المحافظة على هذه النعمة الإلهية للبنان. وهنا تكمن أيضاً مسؤولية السياسيين لجهة تعزيز السياحة، التي تشكل مورداً اقتصادياً وطنياً هاماً، كما تشكل عنصر تربية وتثقيف لأجيالنا، فتؤهل هذه الأجيال على العناية بهذا التراث الثروة التي تزرع الفرح وتنمي الموارد”.

وختم البطريرك الراعي مجدداً شكر الوزير نصار على عنايته واهتمامه، آملاً في “الإنفراج السياسي الوطني الذي يسمح بتحقيق كل المبادرات الإيجابية للبنانيين”.