Beirut weather 21.88 ° C
تاريخ النشر December 21, 2025
A A A
البطريرك الراعي: نصلّي من أجل قادة لبنان ليكونوا أمناء لمسؤوليتهم وخدّامًا للخير العام

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد، في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي.

بعد الإنجيل المقدس القى الراعي عظة قال فيها:
“إنجيل نسب يسوع يمكن أن يُقرأ اليوم كبيان تاريخي ووطني بامتياز. كما أن يسوع دخل التاريخ عبر نسب واضح ومعروف، لبنان أيضًا له نسبه، له ذاكرته، له هويته الروحية والثقافية والإنسانية. إنكارُ النسب يؤدّي إلى فقدان الاتجاه، وتشويهُ الهوية يؤدّي إلى ضياع الوطن. إنجيل النسب يحمل رسالة سياسية أخلاقية عميقة: لا خلاص بدون شرعية، ولا شرعية بدون احترام للقانون، ولا قانون حيّ بدون عدالة ورحمة. وطن بدون مؤسسات فاعلة، وبدون أمانة للدستور، وبدون حماية لكرامة الإنسان، هو وطن مهدَّد في جوهره”.

وتابع: “نسب يسوع لم يكن مثاليًا، لكنه كان حقيقيًا. كذلك تاريخ لبنان: فيه نور وظلال، مجد وانكسار، نجاحات وإخفاقات. الدعوة اليوم ليست إلى الهروب من التاريخ أو إنكاره، بل إلى شفائه وقراءته بصدق ومسؤولية. يُطلب اليوم تسجيل الوطن في مسار خلاص جديد: إصلاح المؤسسات، استعادة الثقة بين الدولة والمواطن، احترام الدستور، حماية الإنسان، وصون العيش المشترك. هذه ليست شعارات، بل مسؤوليات تاريخية. كما دخل يسوع التاريخ عبر نسبه، يمكن لبنان أن يدخل زمنًا جديدًا عبر التمسّك بهويته، وبقيمه الوطنية والإنسانية، وبرسالته كمساحة لقاء لا صراع. السلام ليس حلمًا شعريًا، بل ثمرة قرارات شجاعة تُتَّخذ اليوم، في ضوء الذاكرة والهوية والمسؤولية”.

وختم الراعي: “فلنصلِّ اليوم إلى الله، كي يمنحنا عقلًا يميّز الحق من الباطل، وقلبًا أمينًا لا ينغلق، وإرادة شجاعة تطيع صوته. نصلّي من أجل وطننا لبنان، ليجد طريقه إلى سلام عادل وشامل ودائم، ومن أجل قادته، ليكونوا أمناء لمسؤوليتهم وخدّامًا للخير العام. نصلّي من أجل عائلاتنا، ومن أجل كل متألّم أو حزين، ليجد فيك يا رب التعزية والرجاء، وليختبر حضورك الذي يحيي ويثبّت. فنرفع لك المجد والشكر، الآن وإلى الأبد، آمين”.

بعد القداس، استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية.