Beirut weather 17.99 ° C
تاريخ النشر July 19, 2020
A A A
البطريرك الراعي: نشعر مع مآسي اللبنانيين الفقراء والمحرومين وعددهم يتزايد

أكد ​البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي​ في عظة ألقاها خلال قداس إلهي من الصرح البطريركي في ​الديمان​ ان “الحياد ليس طرحا طائفيا أو فئويا بل هو استرجاع لهويتنا وطبيعتنا اللبنانية، وهو باب الخلاص لجميع اللبنانيين دون استثناء، ورجائي ان يصار إلى فهم حقيقي مجر ومتجرّد لمفهوم نظام الحياد، عبر حوارات فكرية تكشف معناه الوطني والسياسي وأهميته للازدهار في لبنان والمنطقة”.

وأشار البطريرك الراعي إلى ان “الله يدعونا اليوم لنحافظ على طبيعتنا وهويتنا ورسالتنا نحن كلنا زرع جيد من أبناء الملكوت وقد زرعنا الله واحدا واحدا في ارض وطننا كي نكون حقلا واحدا، عندما أعلن لبنان الكبير دولة في حقل العالم العربي والاسلامي في الاول من ايلول 1920 حمل طبيعة حبة القمح بنظامه الديمقراطي وحرياته العامة وتعدادته الدينية والثقافية وحمل رسالة العيش معا مسيحيين ومسلمين بدستور خاص مميز عن جميع دساتير محيطه العربي فاصلا بين الدين والدولة ومحترما جميع الاديان فكان بمثابة فسيفساء غنية بوحدتها المحكمة والمتكاملة ولما اعلنت سيادة لبنان باستقلاله ثبتت الدولة دورها المستقل في منظومة الامم واقامت ميثاقها الوطني بتأكيد العيش المشترك المتساوي في الحقوق والواجبات بين مكونات الوطن كلها وبهذا الميثاق أعلنت حيادها بمقولة شهيرة “لا شرق ولا غرب”، واستطاع البنان ان يتجاوز محنة سنة 1958 الرامية إلى ضم لبنان إلى الوحدة المصرية السورية العابرة وخطر التقسيم اثناء الحرب اللبنانية المشؤومة وجاءت وثيقة اتفاق الطائف لتجدد الدستور الاول كعقد لوجود لبنان وتجدد الميثاق الوطني كعقد لسيادته مع ما يلزم من توضيح لا بد من استكمال هذين العقدين بنظام الحياد الناشط والفاعل كعقد للوحدة الداخلية والاستقرار”. وأضاف “الحياد يقتضي وجود دولة قوية بجيشها ومؤسساتها وقادرة على الدفاع عن نفسها وشد أواصر وحدة شعبها وخلق الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي”.

ولفت إلى انه “نشعر اليوم مع مآسي اللبنانيين الفقراء والمحرومين وعددهم يتزايد بسبب عدم تمكن الحكومة من أجراء اي اصلاح في الهيكليات والقطاعات المعنية”.

وعن طرد موظفين من الجامعة الأميركية، نشاد الراعي الحكومة “مد يد المساعدة والتدخل لتفادي هذه المأساة الجديدة التي تضاف إلى مآسي مماثلة في المدارس والجامعات الخاصة والممؤسسات السياحية والفنادق وسواها”.

من جهة أخرى، أشار إلى انه “يقلقنا منح التراخيص العشوائية لمؤسسات تربوية وفروع جامعية تؤدي إلى تدني المستوى الأكاديمي في لبنان الأمر الذي يضرب الجامعات التي لا تبغي الربح وينذر بخطة ممنهجة لتغيير وجه لبنان الحضاري”.

وروى الراعي خلال عظته ملخصا عن حياة القديس شربل، فقال: “زرع الله القديس شربل في تراب بقاعكفرا في عائلة مسيحية مارونية اصيلة تعلم فيها الصلاة وتربى على الإيمان والممارسة فكان معروفا بحياته المثالية حتى لقب بالقديس ورزعه الله في حقل الرهبنة المارونية الجديدة التي دخلها ذات يوم من دون ان يعلم أحدا وهو بعمر 23 سنة وكان قراره ان يتكرس لله منقطعا عن العالم كله حتى عن رؤية وجه أمه، فلما بحثت أمه عنه خاطبها من وراء الباب المغلق واذا قالت له أرني على الاقل وجهك أجاب سنلتقي في السماء عندئذ أردفت “إما أن تكون راهبا صالحا او تعود معي إلى المنزل” اما هو فاتخذ قراره الكبير بأن يكون راهبا صالحا ودرس الفلسفة واللاهوت عل يد الاب نعمة الله الحرديني الذي بات ايضا قديسا، وعاش شربل متماهيا مع المسيح الكاهن الذبيح لفداء العالم ببطولة فضائله الروحية والتزاماته ونذوره الكاملة”.