Beirut weather 22.99 ° C
تاريخ النشر April 5, 2020
A A A
البطريرك الراعي: على المسؤولين أن يَنهضُوا ببلدانهم ويُعزِّزوا السَّلام فيها والوحدة

قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظة قداس أحد الشعانين: “نختتم مسيرة الصَّوم التي عادت بنا إلى ذواتنا بالصِّيام بأفعال التَّقشُّف والإماتة، وبما فرضَهُ علينا فيروس ال corona تكفيرًا عن خطايانا؛ وعادت بنا إلى الله بالإصغاء إلى كلامه وقراءة علامات الزَّمن ولاسيَّما علامة فيروس corona، وبالتَّوبة إليه بندامةٍ داخليَّةٍ حقيقيَّة؛ كما عادت بنا إلى إخوتنا الفقراء والمعوزين، بترميم علاقة المحبَّة والتَّضامن معهم. ولذلك نقيم في هذا اليوم صلاة الوصول إلى الميناء، وبها نستعدُّ لدخول مسيرة أسبوع الآلام مع الفادي الإلهيّ”.
وقال البطريرك الراعي: “في هذا العيد نُبارِك أغضان الزَّيتون كبركة سلامٍ يحمِلُها المؤمنون إلى بيوتهم، ويُحفَظ قسمٌ منها في الكنيسة لتُحرَق ويُستعمَل رمادها في “إثنين الرَّماد” الذي يَبدأ به زمن الصَّوم الكبير.
وعيدُ الشَّعانين هو عيد الأطفال الذين يتوافدون إلى الكنيسة مع والديهم وأهلهم، مُرتَدين الثِّياب الجميلة الجديدة، حاملين الشُّموع وأغصان النَّخل والزَّيتون كعلامةٍ لإيمانهم بالمسيح الملِك وحُبِّهم له.
ويسير الجميعُ في تطوافٍ بهيج، مواصلين التَّطوف وراء يسوع الذي قام به تلاميذُه مع الشَّعب والأطفال وكلُّ الذين جاؤوا إلى أورشليم لعيد الفصح.
واضاف: “ولكنَّ فيروس corona جاء يَحرِم الجميع، في كلِّ نواحي الأرض، من بهجة العيد والاحتفال به في الكنائس، ويَحرِم الأطفالَ من سعادة عيدهم؛ ويوقِعُ العديد من العائلات والأطفال في حال الفقر والحِرمان؛ ويَفتِك بمئات الآلاف من الضَّحايا”.
وها نحن اليوم من بيوتنا، بواسطة وسائل الاتِّصال، نشارِكُ روحيًّا في فرحة العيد، فالمسيح هو العيد وإليه نصرُخُ بإيمانٍ:
“هوشعنا”، هلمَّ يا ربّ وخلِّصنا من خطايانا وشرورنا، خلِّصنا والعالم من فيروس corona، أرجعِ الحياةَ إلى الكرة الأرضيَّة، وارفعها من جمودها القتَّال.
هلمَّ واخنُقِ الضَّغينة في القلوب والحقدَ والحسدَ والبغض.
هلمَّ وانصُرْ ذوي الإرادة الحسنة من حكَّامٍ ومسؤولين ليَنهضُوا ببلدانهم، ويُعزِّزوا السَّلام فيها والوحدة، ويُؤمِّنوا السِّلم الأهليَّ: السِّياسيّ والغذائيّ والصِّحِّيّ والتَّربويّ.
هلمَّ واطفئِ الحروبَ والنِّزاعاتِ والخلافات.
هلمَّ وافتقدِ النَّازحين عن أوطانهم واللَّاجئين، وحرِّك ضمائر حكَّام العالم ليعملوا على عودتهم بكرامةٍ إلى بلدانهم، لكي يُواصِلوا كتابة تاريخهم، ويُغنوا تراثاتهم ويُعزِّزوا ثقافاتهم.
هلمَّ واجعلْ من وسائل الاتِّصال الاجتماعيِّ أدوات بناءٍ للجسور، وتعزيزٍ للحضارات، وتكوينٍ للرَّأي العامِّ السَّليم والصَّحيح.