Beirut weather 10.77 ° C
تاريخ النشر December 29, 2024
A A A
البطريرك الراعي: الثقة بمؤسّسات الدولة مفقودة
1078137 1078137
<
>

قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة قداس اليوم الأحد في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي: نفتتح في هذا الأحد الذي يلي عيد الميلاد، بحسب توجيهات قداسة البابا فرنسيس، السنة اليوبيليّة المقدّسة 2025، وموضوعها كلمة القدّيس بولس الرسول لأهل روما: “الرجاء لا يخيّب” (روم 5: 5). وقد فتح قداسة البابا الباب المقدّس في بازيليك القدّيس بطرس، ليلة عيد الميلاد. في 24 كانون الأوّل. يفكّر قداسة البابا بجميع حجّاج الرجاء الذين يؤمّون روما، مدينة الرسولين القدّيسين بطرس وبولس، وبالذين لا يتمكنّون من الحجّ إلى روما، ويحتفلون في كنائسهم الخاصّة. للجميع اليوبيل الكبير هو زمن لقاء حيّ وشخصيّ مع الربّ يسوع المسيح “باب الخلاص” (يو 10: 7 و 9)، الذي تعلنه الكنيسة أنّه “رجاؤنا” (1 طيم 1: 1).

وأضاف: إنّ مشكلة لبنان اليوم هي فقدان الثقة لدى السياسيّين بأنفسهم، وببعضهم البعض، وبمؤسّسات الدولة. فقدان الثقة لدى السياسيّين بأنفسهم، كما هو ظاهر اليوم في عدم انتخاب رئيس للجمهوريّة منذ سنتين وشهرين. فإنّهم ينتظرون اسم الرئيس من الخارج، وهذا عار كبير، علمًا أنّنا نقدّر ونشكر للدول الصديقة حرصها على انتخاب الرئيس وتشجيعها للدفع إلى الأمام بعجلة انتخابه. في التاسع من كانون الثاني المقبل أي بعد عشرة أيّام وهو اليوم المحدّد لانتخاب الرئيس مازال البعض يفكّر بالتأجيل بانتظار إشعارٍ ما من الخارج. وهذا عيب العيوب وهو مرفوض بكلّيته. وحذار اللعب بهذا التاريخ الحاسم.
وثقة السياسيّين بعضهم ببعض مفقودة، وهي ظاهرة في عدد المرشّحين المعلنين والمخبئين وغير الصريحين والموعودين، وكأنّهم لا يجرؤون المجيء إلى البرلمان لانتخاب الرئيس، بانتظار اسم من الخارج.
والثقة بمؤسّسات الدولة مفقودة، لأنّ بعض السياسيّين لا تعنيهم هذه المؤسّسات، وأوّلها المجلس النيابيّ فاقد صلاحيّة التشريع، وأن يتوقّف مدّة سنتين وشهرين عن مهمّته التشريعيّة فلا يعنيهم الأمر، ولا تعنيهم مخالفتهم للدستور، ولا يعنيهم الضرّر اللاحق بالبلاد. وما القول عن تعطيل بعض القضاء أو السيطرة عليه أو تسيسه من بعض السياسيّين، علمًا أنّ القضاء أساس الملك.
وما القول عن عدم ثقة بعض السياسيّين بالدولة ككلّ، دستورًا وقوانين وأحكامًا قضائيّة، وإدارات عامّة، واقتصادًا ومالًا ومصارف، وإيداع أموال فيها، وهجرة خيرة شبابنا وشاباتنا وقوانا الحيّة، وكأنّ لا أحد مسؤول عن هذا الخراب.

وتابع: لا أحد يقدّر دور الرئيس الآتي: فأمامه إعادة الثقة إلى السياسيّين بأنفسهم، وببعضهم البعض، وبالدولة ومؤسّساتها. وأمامه بناء الوحدة الداخليّة بين جميع اللبنانيّين بالمحبّة المتبادلة، على أساس من المواطنة اللبنانيّة والولاء للبنان والمساواة أمام القانون. وأمامه إصلاحات البنى والهيكليّات المقرّرة في مؤتمرات باريس وروما وبروكسل.
مثل هذا الرئيس يُبحث عنه، ويرغم بقبول المهمّة الصعبة، ويحاط بثقة جميع السياسيّين واللبنانيّين عامّة.

وختم قائلا: فلنصلِّ، أيّها الإخوة والأخوات الأحبّاء، من أجل دخولنا الروحيّ في اليوبيل الكبير لسنة 2025 بروح الرجاء الذي لا يخيّب، وبالتوبة وانفتاح القلوب على محبّة الله والناس؛ ومن أجل الكتل النيابيّة في مشاوراتهم حول شخص الرئيس بحيث يتمّ انتخابه في التاسع من كانون الثاني المقبل.