Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر March 27, 2022
A A A
البطريرك الراعي: إلى متى أيها السياسيّون تمعنون في قهر شعبنا؟

توجّه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى المسؤولين السياسيّين، سائلاً: “إلى متى أيها المسؤولون والمتعاطون الشأن السياسي تمعنون في قهر شعبنا، وتمنعونه من التعبير والشكوى والمعارضة ورفع الرأس، وتنسفون الحلول، للإطباق على لبنان. لا، إن حق التعبير عن الرأي يولد مع الإنسان ويضمنه الدستور عندنا في لبنان. حذار من المس به ونقل البلاد إلى جو استبدادي وبوليسي شبيه بالأنظمة الشمولية البائدة. هذه الأساليب القمعية لا تشبه لبنان الذي أمضى تاريخه في الدفاع عن الحريات، وهي رسالته، إن التمادي في القمع يؤسس لانتفاضة شعبية لا أحد يستطيع التنبؤ بمداها ونتائجها”.

وتابع: “أمام حالة القضاء المحزنة والخطرة نتساءل: أين القضاة الشرفاء؟ وأين المرجعيات القضائية لا تقوم بواجباتها الناهية حماية للجسم القضائي؟ وأين السلطة لا تردع ذاتها عن استغلال بعض القضاة ولا تردع المتطاولين على دورها؟ هل الهدف من بعض الإجراءات الصادمة خلق واقع يؤدي إلى تطيير الانتخابات النيابية في موعدها، وتحميل مسؤولية هذه الجريمة الوطنية للطرف الذي يريد حصولها حقا. يجب أن يتم هذا الاستحقاق الدستوري وأن يعقبه انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل شهرين من نهاية ولاية الرئيس الحالي بموجب المادة 73 من الدستور. من شأن الرئيس الجديد أن ينهض بالبلاد وينتشلها من المحاور إلى الحياد، ويضع حدا لهذا الانهيار والدمار. لبنان ليس ملك فئة. إنه ملك الشعب والتاريخ والمستقبل”.

واعتبر أن “دولا عديدة مرت بما نمر به وتمكنت من التغلب على أزماتها”. وقال: “ها هي مصر التي استقبلتنا الأسبوع المنصرم تخرج من أزمة لا تقل حدة من أزمة لبنان. فقد حظيت بحوكمة رشيدة، على يد رئيس مستنير وحكيم، الرئيس عبد الفتاح السيسي – الذي أشكره على لقائنا المثمر وعلى حبه للبنان والشعب اللبناني وهو حب ترجمه بالمساعدات المتنوعة وهو يواصلها – لقد انتشل مصر، وأجرى الإصلاحات الضرورية، ووحد قرار الدولة ومرجعيتها، فنال رضا المجتمعين العربي والدولي والمؤسسات النقدية الدولية، فانهمرت على مصر المساعدات والهبات والقروض التي ساعدتها على استعادة استقرارها ودورها الريادي في العالم العربي. دولة لبنان تنتظر مثل هذا الرئيس لينقذ شعبها”.

ختم الراعي: “جرحت قلبنا وقلوب اللبنانيين جريمة قتل أم مع بناتها الثلاث في بلدة أنصار الجنوبية. فتساءلنا كيف بمكن أن يصبح قلب المجرمين من حجر إلى هذا الحد. نصلي كي يحول الله القلوب الحجرية إلى قلوب من لحم تكون مكان الحنان والحب. وإذ نصلي لراحة نفوس الضحايا الأربع، فإنا نعزي أهلهم والله وحده يعرف كيف يعزي القلوب الجريحة. ونطالب القضاء بمعاقبة المجرمين بما يستحقونه ردعا لمثل هذه الجرائم ضد الانسانية. يا رب، إشفنا جميعا من شلل العقل والإرادة والقلب، فتعود إلينا الحقيقة، والحرية المحررة، وحنان المحبة”.