العين بالعين والسن بالسن والبادي اظلم… لم تنم ايران على ضيم استهداف العدو الاسرائيلي لقنصليتها في دمشق واستشهاد قادة في الحرس الثوري، فكان الرد من اراضيها وقطعت صواريخها اكثر من الف كيلومتر لتصل الى عمق تل ابيب مثيرة القلق والرعب في صفوف الاسرائيليين الذين عاشوا قبل الرد وخلاله حرباً نفسية قاهرة وذاقوا كأساً مراً لطالما اذاقوه لغيرهم.

ماذا يعني الرد الايراني؟
في رد ايران سلسلة رسائل واضحة وغير مبطنة لاميركا واسرائيل معاً ومفادها ان قدرة الردع الايرانية كبيرة وجادة في حال كرر الكيان الاسرائيلي فعلته، ان الحرب النفسية توازي الحرب بالنار والصواريخ وما حدث قبل الرد من قلق نفسي عم الكيان اكبر دليل على ذلك، اما الرسالة الثالثة والاهم فهي تثبيت خطوط الردع اذ انها المرة الاولى التي يتم فيها ضرب اسرائيل بسلاح من داخل الاراضي الايرانية.
بالاضافة الى الرسائل هناك معطيات لا بد من التوقف عندها وابرزها ان ايران تعمدت ابعاد عنصر المفاجأة وابلغت قصداً اميركا عبر تركيا بموعد الضربة لابقائها ضمن تثبيت ميزان الردع وعدم السماح بتطور الامور باتجاه حرب شاملة، والمعطى الثاني تمثل باستطلاع ايران من خلال ردها المدروس لقدرة اسرائيل على التصدي للصواريخ من دون حلفائها وهذا ما تجلى واضحا بفشلها اذ ان معظم الصواريخ والمسيرات صدتها انظمة الدفاع الاميركية والبريطانية، اما المعطى الثالث فهو ابقاء ايران نفسها تحت المظلة الدولية باعتبار ان العمل العسكري الإيراني نُفّذ على أساس المادّة 51 من ميثاق الأمم المتحدة المتعلّق بالدفاع عن النفس، وكان ردا على عدوان النظام الصهيوني على مقر دبلوماسي لايران في دمشق، ويتلخص المعطى الرابع بأن الهجوم الذي استمر لنحو ٥ ساعات هو اول هجوم من هذا النوع تشنه ايران ضد اسرائيل ومن داخل اراضيها ومباشرة الى الداخل الاسرائيلي.
هل انتهى الرد؟ من حيث المبدأ تؤكد ايران ان “المسألة يمكن اعتبارها منتهية. لكن إذا ارتكب النظام الإسرائيلي خطأ آخر، فإنّ ردّ إيران سيكون أشدّ خطورة بكثير”.

تحت عنوان الوعد الصادق اطلقت ايران اكثر من ٣٠٠ مسيرة وصواريخ بالستية وصواريخ كروز باتجاه الاراضي المحتلة وهذه الصواريخ ليست الاحدث لديها فكيف سيكون الرد اذاً في حال الجنون الاسرائيلي بالرد عبر قصف ايران او المصالح الايرانية وهل بامكان اصدقاء اسرائيل من اميركا وغيرها التصدي ومنع احتراق الكيان او نشوب حرب نعلم متى تبدأ ولا احد يعلم متى وكيف تنتهي؟.
اميركا حريصة على ربيبتها اسرائيل لذا دعتها للتهدئة وعودة الطرفين لقواعد الاشتباك التقليدية.