Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر August 18, 2019
A A A
الايجابيات الصاعدة من بيت الدين تستكمل باستنفار حكومي؟
الكاتب: النهار

اتسعت امس على نحو واضح مساحة الانفراج السياسي الداخلي الذي بدأ مع لقاء المصارحة والمصالحة الذي عقد في قصر بعبدا في نهاية الاسبوع الماضي في ظل الاجواء والمواقف التي شهدها المقر الرئاسي الصيفي في قصر بيت الدين لدى زيارة وفد اشتراكي ودرزي موسع للقصر ترحيبًا برئيس الجمهورية العماد ميشال عون غداة انتقاله اليه لتمضية فترة من فصل الصيف. وعكس حجم الوفد الذي ناهز ال300 شخص تقدمتهم داليا وليد جنبلاط ممثلة والدها والوزيران اكرم شهيب ووائل ابو فاعور ونواب اللقاء الديموقراطي حرص سيد المختارة الموجود مع ابنه النائب تيمور جنبلاط في الخارج على المضي بسرعة في مسار المصالحة الذي انطلق في لقاء بعبدا وتخصيص الرئيس عون شخصيا بالترحيب والحفاوة للتأسيس على صفحة جديدة ترددت صفاتها في كلمة مقتضبة لداليا جنبلاط اشارت فيها الى ان وجود الرئيس عون في الشوف والجبل دافع لتقوية المصالحة والوحدة الوطنية كما ترددت في كلمة الوزير شهيب الذي نوه بدور الرئيس عون في تثبيت المصالحة التاريخية في الجبل . وبدا واضحا ان الرسائل الجنبلاطية ستبلغ ذروتها في زيارة يقوم بها جنبلاط لقصر بيت الدين بعد عودته من الخارج الاسبوع المقبل لنقل دعوة الى الرئيس عون الى زيارة دار المختارة وتناول العشاء في ضيافتها. ولعل اللافت في لقاء بيت الدين امس ان الرئيس عون سارع لليوم الثاني الى التركيز على الجهود التي تبذل من اجل ترجمة الورقة الاقتصادية التي جرى الاتفاق عليها في الاجتماع المالي الذي عقد في القصر الجمهوري الاسبوع الماضي مبشرا بانها ستنفذ وستضع حدا لكل ما يثار عن تداعيات مالية سلبية في البلاد . وقالت مصادر وزارية لـ”النهار” في هذا السياق ان التطورات الاخيرة سواء في اللقاءات التي تحصل تحصينًا للمصالحة او في المحادثات التي اجراها رئيس الحكومة سعد الحريري في واشنطن مع عدد من المسؤولين الاساسيين الممسكين بملفات لبنان والمنطقة وفي مقدمهم وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو تعكس اتجاها متزايدا الى تحصين الواقع اللبناني وتوفير جرعات دعم لهذا الاستقرار بما يقلل ويقلص ويخفف وقع التداعيات السلبية التي تركتها فترة الشهرين الاخيرين كما يقلص ما امكن تداعيات التصنيف المالي السلبي للبنان الذي يمكن ان يصدر عن وكالة ستاندرز اند بورز قريبا . واشارت المصادر الى ان الايام القليلة المقبلة ستشهد اعادة تزخيم للبرنامج السياسي المالي الذي جرى التوافق على خطواته في اجتماعي بعبدا الاسبوع الماضي ومن غير المستبعد ان يعقد اجتماع بين الرئيسين عون والحريري عقب عودة الاخير من واشنطن في الساعات الـ ٤٨ المقبلة مبدئيا للاتفاق على عقد جلسة لمجلس الوزراء في قصر بيت الدين تنطلق معها ترجمة القرارات المالية التي تضمنتها الورقة التي وضعت بحضور الرؤساء عون ونبيه بري والحريري . واضافت المصادر ان المرحلة الطالعة تتسم بامتحان نيات سياسية حقيقي لجهة احتواء الكثير من التداعيات السلبية الاقتصادية والمالية والسياسية التي شحنتها الاجواء المأزومة سابقا خصوصا ان ثمة ملفات خدماتية مثل ملف النفايات وملف الكهرباء وسواها تتسابق في تداعياتها وآثارها السلبية وتستدعي استنفار الحكومة لعقد جلسات متلاحقة والتصدي لها . كما ان الحريري يعود من واشنطن بأجواء مهمة ومعطيات تفرض الاهتمام والتحسب لاعادة احياء مسار ترسيم الحدود في وقت باتت مقررات سيدر بدورها عند مستوى متقدم جدا من اطلاق مسيرتها وفق ما لمح الى ذلك الحريري من واشنطن .