Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر September 17, 2017
A A A
الامن الاستباقي احبط سيناريو ارهابي
الكاتب: هيام عيد - الديار

ترتدي عودة هاجس التفجيرات الإرهابية، والتي تتزامن مع إعلان انتصار الجيش اللبناني على الإرهاب بكل وجوهه، طابعاً بالغ الخطورة، وذلك لجهة التوقيت بالدرجة الأولى، كما لجهة الأبعاد السياسية وليس فقط الأمنية، ومن دون إسقاط الإنعكاسات على المشهد الإقتصادي والإجتماعي العام في البلاد.

وبرأي مصادر وزارية سابقة، فإن ترف الإسترخاء والإنشغال بالإستحقاقات المالية والإقتصادية، وصولاً إلى الإنقسام السياسي حول عناوين مصيرية محلية وإقليمية، لا يجب أن يسيطر على المشهد السياسي الداخلي، مما يترك الباب واسعاً أمام تحرّك الخلايا الإرهابية التي ما زالت نائمة في المناطق اللبنانية، وقد أوقظها الإنتصار المدوّي للجيش على تنظيم «داعش» الإرهابي بشكل خاص. وتؤكد هذه المصادر المواكبة للهواجس الأمنية والتحذيرات الخارجية التي أطلقتها سفارات الدول الغربية الكبرى في بيروت، أن الهدف من بيانات التحذير، لم يكن مجرّد كلام ديبلوماسي يخفي في طياته رسائل سياسية كما تم تفسيرها، بل على العكس، فهي استندت إلى تقارير ومعلومات استخباراتية مصدرها الأجهزة الأمنية اللبنانية، كما المخابرات الغربية التي تقاطعت معلوماتها مع المعلومات المحلية حول تحرّك بارز لخلايا تابعة لـ «داعش» تنشط في بضعة مناطق لبنانية، وخصوصاً في مخيم عين الحلوة. وأضافت المصادر نفسها، أن الوقائع التي سُجّلت في اليومين الماضيين، والتي كشفت النقاب عن مخططات إرهابية كان يجري الإعداد لها للساحة الداخلية، قد برّرت التحذيرات الدولية إلى الرعايا الأجانب في لبنان من عمليات إرهابية خطيرة.

وفي هذا الإطار، وجدت المصادر الوزارية السابقة، أن الأجهزة الأمنية اللبنانية لم تتوقّف خلال الأسابيع الماضية عن تنفيذ إجراءاتها المشدّدة، والتي كان قد تم الإعلان عنها مراراً في المرحلة الماضية بعد تزايد مستوى التهديد الإرهابي للبنان قبل وبعد معركة «فجر الجرود». ومن هنا، قد يكون أتى قرار إلغاء الإحتفال بانتصار الجيش على الإرهاب في ساحة الشهداء يوم الأربعاء الماضي، وقبل ساعات معدودة على بدء الإحتفال، كما أضافت المصادر نفسها، والتي اعتبرت أن الإستقرار الأمني، كما السياسي، ما زال في دائرة التهديد، ولا سيما الإنتقام من قبل جبهة «النصرة» و«داعش» وغيرهما من التنظيمات الإرهابية التي تتواصل حتى الساعة مع عناصر تابعة لها في الداخل اللبناني.

وقالت المصادر نفسها، أن التحذيرات الصادرة عن سفارات أجنبية في الساعات الماضية قد بُنيت على معلومات من مصادر خارجية وليس فقط محلية، وبالتالي، فإن كل ردود الفعل السياسية عليها والتي قلّلت من أهميتها وربطتها بتطورات سياسية خارجية، قد اصطدمت بالواقع بعدما بات واضحاً للجميع أن الخطر الإرهابي ما زال يتهدّد الساحة اللبنانية، خصوصاً بعد معركة «فجر الجرود»، مع العلم أن الخطط الأمنية الوقائية التي تنفّذها الأجهزة اللبنانية، ما زالت مستمرة، وقد أحبطت بالأمس مخطّطاً إرهابياً وقبله أكثر من سيناريو كان قد أعدّه عناصر إرهابية لتنفيذه في العاصمة أو في أي مكان آخر.