Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر March 9, 2018
A A A
الاحباش يقبلون على المعركة الانتخابية بحماسة زائدة …
الكاتب: ابراهيم بيرم - النهار

الاحباش يقبلون على المعركة الانتخابية بحماسة زائدة …
4 مرشحين وتحالف مع حزب الله و”التيار” وكرامي
*

اتخذت “جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية” المعروفة بجمعية الاحباش (نسبة الى مؤسسها الراحل الشيخ عبدالله الهرري المعروف بالحبشي) من موسم الانتخابات النيابية محطة لكي تظهر الى دائرة الضوء بعد فترة كمون طالت نسبياً، بدت معها الجمعية كأنهاغائبة عن المشهد السياسي، هي التي اعتادت حراكا مكثفا وصخبا عاليا. وعليه بادرت الجمعية الى ترشيح اربعة من رموزها الاساسيين المخضرمين عن المقاعد السنية في الدائرة الثانية لبيروت وفي دائرة بعلبك – الهرمل وفي دائرة الشوف – عاليه وفي دائرة طرابلس.

والعلامة الفارقة ان مرشحي الجمعية الاربعة سيكونون في عِداد اللوائح المنافسة للوائح تيار المستقبل. ففي بيروت الثانية، سينضم مرشح الاحباش (النائب السابق عدنان طرابلسي) الى لائحة ما اصطُلح على تسميته “الثنائي الشيعي”، وفق ما يؤكد المسؤول الاعلامي في الجمعية الشيخ عبد القادر الفاكهاني لـ”النهار”، مشيراً الى ان مرشح الجمعية عن أحد المقعدين السنيين في بعلبك (يونس الرفاعي) سيكون حتما في لائحة حزب الله وحركة امل التي اكتمل عقدها باكرا.
ويبدو بحسب الفاكهاني ان مرشح الاحباش في دائرة الشوف – عاليه (المهندس احمد نجم الدين، من فروع عائلة عبدالله الكبيرة في شحيم) سيكون على اللائحة التي يعتزم “التيار الوطني الحر” تأليفها في تلك الدائرة قريباً.

أما في طرابلس، والكلام للفاكهاني ايضا، فان ثمة اتجاهاً لان يكون مرشح الجمعية وهو أحد ابرز مؤسسيها التاريخيين الشيخ طه ناجي، في عِداد القائمة التي يعتزم الوزير السابق ورئيس “تيار الكرامة” فيصل كرامي اطلاقها في القريب العاجل.

الهدف الاساسي من قرار الجمعية الانخراط في خضم الاستحقاق الانتخابي ترشيحاً حيث أمكن ودعماً للحلفاء في دوائر اخرى، هو “العمل على تحقيق فوز مرشحيها بالدرجة الاولى، خصوصا ان الجمعية وفي مسيرة عملها الطويلة صارت تمتلك رصيدا شعبيا وانتخابيا عاليا، لا سيّما في بيروت، حيث هي التيار الشعبي الثاني بلا منازع بعد تيار المستقبل، وهو ما تؤكده احصاءات واستطلاعات، فضلاً عن رصيد كبير في طرابلس وبعلبك وحواضر اقليم الخروب، اذ تملك مؤسسات ومراكز ومساجد ناشطة”.

ويضيف الفاكهاني: “ولان الجمعية تعتبر نفسها مؤسسة مستمرة وانها مسيرة عمل وجهاد وعلم متواصلة وتيار شعبي متجذر، فانها لا تتصرف من منطلق انها تيار انتخابي ذو اهداف محصورة بالاستحقاق الانتخابي ينفضّ عقده بعد قفل صناديق الانتخاب والافصاح عن النتائج، بل تعتبر ان الانتخابات محطة من محطات مسيرتها الطويلة، وان موسم الانتخاب مناسبة مهمة لممارسة حضورها واظهار قناعاتها وتتواصل مع قواعدها وجمهورها، واستطرادا مع حلفاء الخط والاصدقاء”.
ويشير الى ان “الجمعية التي فاز مرشحها عن بيروت في اول انتخابات عامة جرت بعد تطبيق اتفاق الطائف عام 1992، خاضت غمار الترشح في كل دورات الانتخاب التي تلت ذلك بما فيها انتخابات عام 2005، إذ بادرت الى الترشح عن بيروت حيث استنكف الجميع وآثروا الانكفاء عن مواجهة لائحة تيار المستقبل. وكان هدف الجمعية في حينه التأكيد انها ليست في وارد التراجع والاختباء امام حملة ضغوط شرسة مورست عليها ووضعت يومها في دائرة الاتهام في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري”.

وعن الاسباب التي دعت الجمعية الى توسيع دائرة ترشيحاتها الى خارج بيروت، يعزو الفاكهاني ذلك الى “عوامل مشجعة عدة، ابرزها قانون الانتخاب الجديد القائم على اساس النسبية والذي عزز الفرص ورفع منسوب الآمال في تحقيق اختراقات وحصول تغييرات في مجلس النواب المقبل، فضلاً عن ان الجمعية وجدت عند حلفائها واصدقائها وشركائها تجاوبا واستعدادا في مسألة التعاون والتنسيق وخوض غمار تجارب مشتركة اكثر من الدورات السابقة”.

ويؤكد ان قرار الجمعية توسيع قاعدة ترشيحاتها على نحو غير مسبوق قياساً بدورات الانتخاب السابقة هو “محطة مهمة في سياق التأكيد بالملموس ان جمعيتنا العريقة ماضية في مسيرتها، وانها انما هي تيار مبدئي صامد عند قناعاته، لم تغير او تبدل تحت تأثير اي ظرف او طارىء على غرار ما فعلته قوى اخرى فأوشكت على ان تضيّع هويتها وشخصيتها”.

ويلفت الى ان “ثمة حملة اعلامية تستهدف الجمعية ومرشحيها من منطلق انهم يتحالفون مع هذا الفريق او ذاك، وخصوصا الثنائي الشيعي، ونحن نردّ اختصارا باننا لم نتنكر من الاساس لقناعاتنا ولحلفائنا في يوم من الايام، فيما الآخرون يرفضون التعاون مع فريق معيّن في العلن ولكنهم يسارعون الى التحالف معه في انتخابات نقابة المهندسين”.

ويختم: “ومع ذلك نحن نتصرف على اساس ان الانتخابات حالة تنافسية وليست معركة كما يحلو للبعض التصوير والايحاء، ونحن سلفاً نتقبل النتائج مهما كانت ونرفض اثارة العصبيات وشحن النفوس لاهداف انتخابية”.

وبعيداً مما تقوله الجمعية بلسان مسؤولها الاعلامي، فالواضح انها كما سواها تستغل التحولات العميقة في المشهد السياسي منذ انتخاب العماد ميشال عون رئيساً لتعاود الانطلاق في رحلة حراك جديدة تثبت فيها حضورها.