Beirut weather 15.41 ° C
تاريخ النشر June 29, 2021
A A A
الإنفجار: ستنقلبون على أذنابكم!
الكاتب: راجح خوري - النهار

الى متى يمكن هذه الدولة العصابة ان تمعن في سرقة الناس، من صاحب الوديعة في المصرف الى الباحث عن لقمة خبز لأولاده، والى متى يظن المسؤولون جميعاً، ان في وسعهم ارسال رجال الأمن للوقوف في وجه الإنفجار الشعبي الذي سينضمون اليه في النهاية، والذي سيجرف المسؤولين ويدمرهم ويشعل النار في قصورهم وقلوبهم؟ ألا يتذكر هؤلاء الذين اعادوا لبنان الى العصر الحجري، ان رجال الأمن هم ايضاً من المواطنين الذين يعانون، بعدما تبخرت قيمة رواتبهم وان لديهم أطفالاً وعائلات يطلبون طعاماً وملبساً ومدرسة، ام انهم يظنون ان رجال الأمن هم مجرد آلات منضبطة تطبّق اوامرهم، ولن يأخذها الغضب الذي يجعلهم يقفون صفاً واحداً، ضد عصابة النهب والسرقة وتلك الجماعة السياسية القذرة، وعندها يمكن فعلاً ان يبدأ الحساب العسير الذي تأخّر جداً.

هل يحسب معظم الطقم السياسي العفن والمسؤولون الغائبون عن الوعي والإدراك، ان حفنة من قبضاياتهم وازلامهم الذين يقومون على حراستهم سيستطيعون دائماً حمايتهم من الغضب الشعبي المتفجر، أم ان الشعب يستطيع ان يسحقهم وأن يسحب اسيادهم اللصوص من الداخل، وان يجرّهم في الشوارع ويلقيهم في اكوام النفايات في النهاية؟

وعندما يحذر البنك الدولي قبل أسبوعين من ان الأزمة اللبنانية الفضيحة، التي افتعلها المسؤولون والسياسيون ويحاولون الآن ترقيعها بمزيد من سرقة الناس والسطو على لقمة الفقراء، انها تُصنّف من بين اشد عشر أزمات وربما بين الثلاث الأسوأ منذ منتصف القرن التاسع عشر، منتقداً تقاعس السياسيين السارقين عن تنفيذ أي سياسة انقاذية وسط شلل سياسي فاضح، يجب ان يتذكر الذين يمسكون بالدفة ويدفعون لبنان الى جهنم والغرق، ان لكل شيء نهاية، فحتى لو كانوا يحسبون ان الشعب اللبناني قطيع من الماعز او الغنم، يسلخونه ويأكلونه، ففي وسع الماعز والغنم في النهاية أن يدفعهم بقرونه الحادة الى قعر الوادي وان يجعل من قصورهم وبيوتهم حرائق جهنمية!

ذات يوم قيل “يا شعب لبنان العظيم”، لكن هذا الشعب وإنْ تحمّل وصمت وجاع وتعرّض للإهانات والتفقير والجوع، سيثبت حتماً انه عظيم عندما يخرج الناس بركاناً من الغضب حاملين العصي والمشاعل والمشانق ليحاسبوا الذين اذلّوهم وحقّروهم ونهبوهم وجعلوا منهم ممسحة للأرجل امام محطات الوقود وفي المستشفيات وأمام الصيدليات، وهم يستعملون ودائعهم في المصارف لتهريب البنزين والمازوت والمواد الغذائية الى سوريا، ولم يكن هناك مسؤول واحد يقول: كفى، مجرد اجتماعات لمجلس الدفاع الأعلى والشاحنات تزدحم على الحدود.

كنا أصلاً أمام هواة وصبية، ففي 23 آذار من عام 2020 صوّر حسان دياب قرار توقف لبنان عن دفع ديونه باليوروبوند بأنه بطولة وجرأة، رغم انه مصيبة المصائب، والذين حضروا الاجتماع في بعبدا صفقوا لهذا القرار العبيط، ومنذ ذلك الحين والمسؤولون غارقون في مصيبتين: كيف يأكلون الحكومة، وكيف يأكلون مال الناس لسد عجز الدولة التي نهبوها ولم يجدوا سارقاً واحداً فيها حتى الآن!

عندما يقول عماد حب الله وهو وزير الصناعة في الحكومة “ان المتزعمين مفسدون متسلطون اسرى عروش خاوية مصهورة من مرجعيات تاريخية ومستجدة، أيعقل انهم لا يصدقون ان غضب الناس آتٍ؟ أنصدق ان ابصارهم عميت ولا يقرأون التاريخ؟ اما آن الأوان ليبصروا وان يتوقفوا عن امتهان كرامات الناس، والله حتى اذنابهم ستنقلب عليهم كطوابير تسونامي”.

نعم دقت ساعة الصفر. هاتوا العصي والحبال والمشاعل وعليهم، ولن يقول التاريخ حتماً ان رجال الأمن حموا اللصوص الذين دمروهم ودمروا لبنان!