Beirut weather 15.77 ° C
تاريخ النشر October 7, 2020
A A A
“الإندبندنت”: لبنان يواجه “كارثة الفقر”
الكاتب: الجمهورية

حذّرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية من أنّ لبنان يواجه خطر «كارثة الفقر» في الشتاء المقبل، بعدما بات رفع الدعم مسألة وقت، إثر فقدان «المصرف المركزي» قدرته على تمويل الدواء والمحروقات والقمح، مع بلوغ احتياطي العملات الأجنبية مرحلة حَرجة.
وفي تقرير أعَدّته بيل ترو، حذّرت الصحيفة من أنّ العائلات في مختلف أنحاء لبنان تستعد لشتاء موحِش، سيتضوّر فيه كثيرون جوعاً وسيكافحون من أجل الشعور بالدفء، مشيرة إلى «أنّ أكثر من نصف اللبنانيين باتوا يعيشون تحت خط الفقر، وهي نسبة آخذة في الارتفاع».
وإذ تحدّث التقرير عن الانهيار المالي وتفشّي فيروس كورونا الخارج عن السيطرة وانفجار المرفأ، لفت إلى «أنّ أزمة جديدة تلوح في الأفق، فمن المتوقع أنّ تتضاعف أسعار الغذاء والدواء والكهرباء وفاتورة الإنترنت والمحروقات 4 أو 5 مرات، إذا ما رُفع الدعم». وحذّرت ترو من أنّ هذه الخطوة ستؤدي إلى تهافت الناس على الدولار، وبالتالي انخفاض قيمة الليرة أكثر مقابل العملة الخضراء التي سيرتفع سعرها. وفي حين أنها لم تستبعد حصول تضخّم مفرط، أي ارتفاع الأسعار جنونياً، نَبّهت الى «أنّ الفئة الفقيرة ستكون الأكثر تأثراً».
في هذا السياق، أوضح التقرير أنّ احتياطي مصرف لبنان «يَنضب بسرعة خطيرة»، مُذكّراً بتصريح الحاكم رياض سلامة من «أنّ الدعم سيتوقف عند بلوغ الاحتياطي الإلزامي 17.5 مليار دولار». وجاء في التقرير: «إذا واصَل لبنان ما يقوم به بالوتيرة نفسها، عندها قد يصل إلى هذه المرحلة قبل انتهاء السنة».
من جهته، لفت الخبير في العملات الصعبة، عمر تامو، إلى أنّ كلفة فاتورة الكهرباء – وفقاً لحساباته- سترتفع لتصبح 425 ألف ليرة (نحو 280 دولاراً وفقاً لسعر الصرف الرسمي) بالنسبة إلى أصحاب الدخل المتدنّي، أي أكثر من نصف راتب الحد الأدنى للأجور. وأوضح أنّ المسألة نفسها تنطبق على فواتير الإنترنت والاتصالات تقريباً، مشيراً إلى أنّ سعر ربطة الخبز سيزيد عن 7 دولارات، في حين ستُباع علبة البنادول بـ13 دولاراً تقريباً. وقال تامو إنّ رفع الدعم سيُطاول الدجاج واللحم والزيت المستورد، إلى جانب المعدات والخدمات الطبية، وسيُعادل ثمن صورة بالرنين المغناطيسي «MRI 3» أضعاف راتب الحد الأدنى للأجور.
وبحسب تامو فإنّ هذه الحسابات أُعدّت استناداً إلى سعر صرف يعادل 8500 ليرة للدولار، متوقعاً أن يسجّل سعر صرف الدولار ارتفاعاً مع ارتفاع الطلب عليه. وبناء عليه، رَجّح تامو أن يرتفع سعر الدولار إلى 17500 ليرة، قائلاً: «الخلاصة هي أنّ العائلات ستكون عاجزة عن الاستمرار في فصل الشتاء. فسيكون الطقس بارداً وسيحتاجون إلى المازوت والكهرباء، إلاّ أنّ الأسعار سترتفع 4 أو 5 أضعاف، وهذا إذا استطاعوا إيجاد مازوت أو كانت الكهرباء مؤمّنة». وأضاف: «تحتاج مؤسسة كهرباء لبنان إلى مليار دولار لاستيراد الفيول. من أين سيأتون بالمال؟»، وختم: «في كل يوم يمضي نخسر مزيداً من احتياطي العملات الصعبة؛ وهذه خسائر يصعب استردادها. نحتاج إلى إصلاحات الآن وليس غداً، بل الآن. فماذا ينتظرون؟».