Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر July 4, 2020
A A A
الإضراب العام قبل الإفلاس العام!
الكاتب: الياس الديري - النهار
حتماً، لن يكون اللبنانيون في انتظار أية إصلاحات أو تغييرات في الواقع الراهن. فلبنان في حالاته الراهنة يحتاج الى قرار تغيير عاجل وسريع، قبل أن تــتبــخَّر البــقــيــة الباقية. من أجّل ذلك، سنتحدث لاحقاً عن وجوب الإضراب العام.
فحال لبنان اليوم هو الأسوأ في كل ما مرَّ به. والكلام حصيلة آراء صدرت عن اختصاصيين وخبراء دوليين، هم بدورهم يغارون على هذا البلد ويريدون مساعدته وانتشاله من بئر الأفاعي التي بلغها في انهياراته. ومعظم الموكول إليهم، دولياً، أمر المساعدة وبذل الجهود الكفيلة بانتشال الغارق في هذه البئر، يجدون الكلام والأخذ والرد لا تؤدّي الى نتيجة مفيدة: ان لبنان في خطر كبير.
وعلى ما ذُكر في هذا الصدد أيضاً أن دول الخليج العربي ترى بالنسبة الى الوضع اللبناني أن اليأس بلغ الآمال التي كانت معقودة، وتحديداً في كل ما يتصل بالاصلاح والاصلاحات، وخصوصاً على مستوى وضع الكهرباء الذي لا يحتاج الى شرح يطول. وكونه العنصر الأساسي بالنسبة الى مقررات مؤتمر باريس، فإن الحالة الكارثية ستبقى على حالها ما لم يبدأ الاصلاح جدياً، ومن هذه الدائرة الأساسيَّة. لكنَّ أحداً لا يتوقّع معجزة كهذه.
جميع الغيارى على حال لبنان مقتنعون بأن اللبناني بات في الأسر الفعلي، ومن الصعب والمستحيل تغيير أي حرف مما كُتِب، وما نُفّذ، ومما أوصل البلد الأسير الى هذا الوضع المحبوك بتعقيدات مدروسة.
من هنا، ورغبة في تحريك اللبنانيين تجاه ضخامة العقبات التي تراكمت، يرى المتابعون للتطورات أن الأمر أصبح في أيدي اللبنانيين: أعلنوا لبنان في إضراب عام مفتوح، ومن هنا تبدأ المرحلة الجديدة. فما كُتِبَ قد كُتب وما حصل قد حصل، سواءً مع هذه الحكومة التي يرى البعض أنها باقية كما هي ولأمد طويل، أم بالنسبة الى الجهود التي توقَّفت بين أيدي أصدقاء لبنان، نتيجة للوضع السيّئ الراهن، والمرشَّح لتوزيع وزرع المزيد من التعقيدات…
السؤال المتردّد الذي طرح خلال الساعات الأخيرة بالنسبة الى تغيير الحكومة، والعودة الى الأصول، والى وسائل الانقاذ الأساسيَّة، لم يتلقَّ إجابات صريحة مشجِّعة. الا أن المرجعيات المسؤولة والمعنية باتت مقتنعة بوجوب الاسراع في التغيير كون الحكومة الحاليّة لم تبرهن عن قدرتها على انتشال لبنان من مجموعة الأزمات الفادحة، وتحديداً أزمة الأزمات المركَّزة في حال الكهرباء، وتوابعها، وما اليها ويترتَّب عليها من مسؤوليات وأسئلة.
لقد أصبح الوضع اللبناني جاهزاً، وبات دواؤه جلياً، كما مصدر استهلاك المليارات. وهذا الحال الكثير الوضوح والانتشار، بكل تفاصيله، برهنت الأحداث أنه يحتاج الى حكومة قادرة، وصالحة، ومؤهَّلة لانتشال لبنان من مآزق قطاع الكهرباء، والذي ابتلع المليارات بالعشرات، ولا يزال في الوضع ذاته وللغاية ذاتها كل هذه الأعوام.
والحل، كما يقول الخبراء، بحكومة قادرة، ومؤهَّلة، وأعضاؤها من المشهود لهم في مثل هذه المهمات. ولكن، هل في الامكان اقناع مَنْ شكَّل هذه الحكومة كما هي تماماً، وبموافقة منه، بترحيلها الآن والقبول بحكومة حقيقيَّة برئاسة سعد الحريري وعضوية وزراء مشهود لهم، قادرين على انهاء “مأساة لبنان الكهربائية” المزمنة اضافة الى باقي الأزمات؟
أما اذا بقي الأمر على ما هو، فليس من حل آخر: فليتبنّ اللبنانيون كلهم اعلان الأنقاذ: الاضراب اللبناني العام قبل الافلاس العام.