Beirut weather 26.41 ° C
تاريخ النشر November 3, 2017
A A A
الإختبارات النووية.. اختفاء جزر وقوى هيدروجينية خارقة
الكاتب: سبوتنيك

القصة الكاملة للصراع النووي الأميركي السوفييتي

بعد الحرب العالمية الثانية، نشأ صراع دولي بين القوى العظمى آنذاك على امتلاك وتجريب أحدث تقنيات الأسلحة وأضخمها وأكثرها دمارا، وتصدر هذا الصراع القوتان العسكريتان الأميركية والسوفيتية.

وبعد كارثة هيروشيما، تكررت التجارب الأميركية على مضلع جزر ميكرونيسيا على ساحل المحيط الهادي التي شهدت مئات التجارب النووية والهيدروجينية، الأمر الذي جعلها أكثر مناطق العالم تشبعا بالإشعاع وخلف عليها موروثا ساما قد يمتد لعشرات السنين.

ووفقاً لتقرير أعدته سبوتنيك في نسختها الفرنسية، امس الخميس 2 تشرين الثاني، اختبر الجيش الأميركي، منذ 65 عاما بالضبط، النموذج الأول من القنبلة الهيدروجينية الأولى في تاريخ البشرية على جزيرة صغيرة تسمى “إنيويتوك أتول” في ميكرونيسيا غرب الفيليبين، وذلك بقصفها في تمام الساعة 7:05 صباحا، ما أدى إلى حرقها واختفائها بالكامل.

ففي ثوان معدودة، تحولت تلك البقعة الخضراء في المحيط الهادي إلى جحيم حقيقي، حيث ظهر وميض مسبب للعمى بمجرد سقوط القنبلة الأميركية، تلته هزّة جرفت المباني والأشجار، وأخذت الرمال في الذوبان والمياه في الغليان، ثم غطت الجزيرة قبعة من الانفجار الحراري على شكل فطر عيش الغراب بلغ مداها 161 كيلومترا، وبلغت قوة الانفجار 10.4 ميغاوات محطمة الرقم القياسي لقنبلة هيروشيما، قوة حرارية لم يشهدها كوكب الأرض منذ العصر الجليدي قبل 65 مليون سنة.

أطلق الجيش الأميركي اسم “أيفي مايك” على هذا النموذج، الذي خلف وراءه حفرة قطرها 2 كيلو متر، أكد الباحثون الأميركيون حينها أن هذا التفاعل يحدث فقط في باطن الأرض أو على سطح الشمس، وقد أمكن تحقيق ذلك من خلال التجربة الأميركية عن طريق خلط نظائر الهيدروجين والديوتيريوم والتريتيوم لتدفع بطاقة حرارية تبلغ ملايين الدرجات جراء انفجار شحنة ذرية صغيرة داخل الذخائر الرئيسية، حيث لم يرتضِ الأميركيون تسميتها بالقنبلة لأنها تزن 82 طن أي ما يعادل منزل مكون من طابقين.

وتكرر الأمر بعد عام ونصف من هذه الكارثة، حين قام الجيش الأميركي بتفجير قنبلة H في 1 آذار 1954، في جزيرة قريبة وهي “بيكيني أتول” في جزر مارشال، وأطلق على هذه التجربة “قلعة برافو”، حيث كان البنتاغون يستهدف هذا المضلع في اختباراته النووية والحرارية، مستخدماً قنبلة أكثر إحكاما وهي “شريمب”، مكونة من أنبوب بطول 4.5 مترا وبعرض 1.5 متر بوزن 10.5 طن، وظلت هذه القنبلة الأميركية الجديدة في الخدمة حتى عام 1962.

تشكلت بمجرد قصف الجزيرة كرة من اللهب بسرعة بلغت نحو 7 كم في الثانية، امتدت لمسافة 400 كم. محدثة حفرة امتد لألفي متر وبعمق 76 مترا، حيث ارتفع الفطر في دقيقة واحدة لمسافة 14 كيلو متر بقطر 11 كيلومتر، حيث خلف الانفجار تلوثاً وصل مداه ما يقرب من 12 كيلو متر مربع من المحيط الهادي.

الرد السوفييتي
في 8 ايلول 2006، وقعت كازاخستان وقيرغيزستان وأوزبكستان وطاجيكستان وتركمانستان على “معاهدة سيميبالاتينسك” حيث تعهدت بموجبها على عدم تطوير أو حيازة أو اختبار أو امتلاك أي أسلحة نووية بذلك المضلع النووي بكازخستان، وهو موقع تجارب نووية للسوفييت.

انفجرت القنبلة السوفياتية الأولى على مضلع سيميبالاتينسك في 12 آب 1953، أي بعد أقل من عام من القنبلة الأميركية أيفي مايك. وكانت قوة القنبلة “رديز-6S” أخف وزنا بكثير من سابقتها الأميركية،حيث بلغ وزنها ما يقرب من 0.4 ميغا طن، ولكنها كانت أكثر إحكاما بكثير ويمكن تحميلها بسهولة على متن طائرة توبوليف 16،و تم تركيب أكثر من 500 جهاز قياس وتسجيل مختلفين في المخابئ وعلى السطح، وقامت 16 طائرة خاصة بتصوير التجربة.

انفجرت القنبلة السوفيتية الساعة 7:30 صباحا، حيث بلغت قوتها 20 ضعف القنبلة الذرية الأولى للاتحاد السوفييتي، نشأ عنها مركزاً للزلازل شكل دائرة بلغ نصف قطرها 4 كيلومترات دمرت المباني بالكامل، وتسببت في إزاحة شريط سكة حديد يزن 100 طن ويبعد كيلومتر واحد من الانفجار إلى مسافة 200 متر، كما خلفت القنبلة سحابة مشعة امتدت على مساحة 100×200 كيلو متر.

تسببت هذه التجربة في ذعر الولايات المتحدة، فبينما كان لدى الأميركيين قنبلة بحجم مبنى، كان لدى السوفييت سلاحا مدمرا يمكن شحنه في اليوم التالي بواسطة طائرة لقصف أي عدو.

وفي اختبار 22 تشرين الثاني 1952 تشرين الثاني، زاد الباحثون قوة القنبلة المدمجة رديز-37 التي انفجرت بقوة 1.6 ميغا طن.

وتعد قنبلة AN602 السوفييتية أقوى قنبلة هيدروجينية ​​فيفي التاريخ حيث كانت تزن 58 ميغواطن، والتي تم بناؤها ما بين عامي 1954-1961،وتم اختبار هذا الوحش الذي كان بطول 8 أمتار وبوزن 26.5 طن في 30 تشرين الأول 1961 على المضلع النووي سوخوي نوس في نيو زنت. ونقلت القنبلة الطائرة التي تم تعديلها خصيصا توبوليف 95V.
*

التجربة النووية أيفي مايك