Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر July 18, 2023
A A A
الإجتماع الثاني للجنة الخماسيّة لم يخرج بحلّ للأزمة الرئاسيّة
الكاتب: دوللي بشعلاني - الديار

لا أحد يعلم حتى الآن، إذا ما كانت الزيارة الثانية للمبعوث الشخصي للرئيس الفرنسي جان إيف لودريان الى لبنان المتوقّعة بين 24 و27 تمّوز الجاري، ستبقى في موعدها، أم أنّها ستُرجأ الى موعد لاحق، فالأمر يتعلّق بنتائج المباحثات التي تقرّر أن يستكملها لودريان ليس فقط مع دول «الخماسية»، إنّما أيضاً مع أطراف أخرى. فالإجتماع الخماسي الثاني الذي عُقد في الدوحة قبل ظهر أمس الإثنين، بين ممثّلي كلّ من الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر ومصر، لم يخرج باتفاقٍ ما يُمكن أن يُبنى عليه، إنّما أشيعت أجواء سلبية حول هذا الإجتماع، الذي يفصله خمسة أشهر عن الإجتماع الأول الذي عُقد في 6 شباط الماضي في باريس.

فاجتماع «اللجنة الخماسية» الذي كان يُعوّل عليه، على ما أكّدت مصادر سياسية مواكبة، لم يُحرز أي تقدّم يُذكر في جدار الأزمة الرئاسية، إنّما جرى التوافق بين ممثلي «الخماسية»، على ضرورة أن يستكمل لودريان محادثاته الخارجية والداخلية مع جميع القوى المعنية. وقد ظهر أنّ الدول الخمس، لا يزال كلّ منها يتمسّك بموقفه، على غرار ما هو الحال في الداخل اللبناني. أمّا خفض التمثيل الأميركي من مستوى مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف الى مساعدها ايثون غولدريتش، فقد أوحى قبل بدء الإجتماع في الدوحة، أنّه لن يكون حاسماً، فضلاً عن ربط ذلك بتراجع مسار المفاوضات الأميركية- الإيرانية في سلطنة عمان.

وترى المصادر بأنّ لودريان باشر بجولته على دول الشرق الأوسط، بدءاً من السعودية قبل أن يعود الى بلاده للقاء الرئيس إيمانويل ماكرون، وقبل زيارته الثانية الى لبنان، التي سيحمل خلالها المقاربة الشاملة للدول المعنية لحلّ الأزمة الرئاسية. ويُفترض في حال مجيء لودريان في الموعد المقرّر، أن يجري التعاون الداخلي مع مقترحه من أجل لبنان القائم بالدرجة الأولى على عقد طاولة حوار برعاية «الخماسية»، والذهاب ربّما الى التوافق على خيارات أخرى، أي على إسم ثالث للرئاسة بعيداً عن إسمي المرشّحين الجديين (الوزيران السابقان سليمان فرنجيه وجهاد أزعور).

غير أنّ عدم إدخال إيران في اللجنة «الخماسية»، التي كان يُتوقّع أن تُصبح «سداسية» للتوصّل الى مقاربة شاملة للأزمة الرئاسية، وفق المصادر نفسها، فمن شأنه تأخير وصول الحلّ، ما يُحتّم انتظار لبنان لأشهر عدّة بعد. فالتوافق الأميركي- الإيراني لم يحصل لكي تقوم الولايات المتحدة بتسهيل انتخاب الرئيس. كما أنّ القوى اللبنانية لم تستفد من الفرصة التي أتيحت أمامها لـ «لبننة» الإستحقاق الرئاسي، إنّما بقي كلّ منها وراء متراسه دون تقديم أي تنازلات من أجل مصلحة لبنان.

أمّا عدم توصّل «اللجنة الخماسية» الى أي حلّ، فيعني بأنّه لا يزال يلزم لودريان القيام بالمزيد من الجهود في اتجاه الدول المعنية، كما القوى الداخلية. فضلاً عن أن بعض الدول التي تضمّها «الخماسية» لا تُعطي الأولوية الآن لحلّ الأزمة الرئاسية، ولا تزال تؤجّل الموضوع، وتمرّر الوقت الى حين تأمين مصلحتها أولاً في منطقة الشرق الأوسط، وإلّا لما كان صدر القرار المتعلّق بإبقاء النازحين السوريين في لبنان عن البرلمان الأوروبي، وكانت فرنسا من بين الدول التي صوّتت عليه رغم معرفتها العميقة بالعبء الكبير الذي يتكبّده لبنان جرّاء استضافة أكثر من مليوني و500 ألف نازح سوري في ظلّ أزمة خانقة على جميع الصعد.

وهنا، على المسؤولين اللبنانيين التفكير جديّاً بالتوافق فيما بينهم أولاً، ليتمكّنوا من ملاقاة جهود «الخماسية» لدى طرح المبادرة المرتقبة عليهم، على ما تابعت المصادر، مع عودة لودريان الى لبنان، وترى بأنّ الحلّ السحري لن يكون في جعبته خلال زيارته الثانية المرتقبة خلال أيّام، إنّما مقترح ما يُمكن أن يُطرح على القوى السياسية لمناقشته ودراسته، يقضي بالذهاب نحو خيار جديد يُرضي جميع الأطراف الداخلية والخارجية.