Beirut weather 23.41 ° C
تاريخ النشر May 22, 2016
A A A
الإبادة ترعب أردوغان أكثر من رسوم الكاريكاتير
الكاتب: نقلاً عن روسيا اليوم

نشرت صحيفة “روسيسكايا غازيتا” مقالا حول اتفاقية الاتحاد الأوروبي وتركيا بشأن المهاجرين، مشيرة إلى أن البرلمان الألماني قد يدفنها في جلسته المقبلة. وجاء في مقال الصحيفة:

أيهما أهم بالنسبة لألمانيا – الاعتراف بحقيقة تاريخية أم الاتفاقية بشأن المهاجرين؟ الجواب عن هذا السؤال يجب أن يعطيه البرلمان الألماني في الثاني من حزيران المقبل. حيث سيناقش مشروع قرار بشأن المذابح والتهجير القسري الذي تعرض لها الأرمن في عهد الإمبراطورية العثمانية، واعتبار ذلك إبادة جماعية بحق الأرمن.

من جانبها، تحاول السلطات التركية التأثير في قرار البرلمان الألماني، مهددة برفض الاتفاقية بشأن المهاجرين مع الاتحاد الأوروبي.
ويذكر أن البوندستاغ كان قد وافق بالإجماع في شهر حزيران عام 2005 على اعتبار يوم 24 نيسان 1915 يوم ذكرى الضحايا الأرمن. ولكن القرار لم يتضمن حينئذ مصطلح “إبادة” لكي لا يثير الشركاء الأتراك.

بيد أن التصويت هذه المرة في البرلمان الألماني لن يجري كما يشتهي رجب طيب أردوغان؛ والسبب في ذلك هو سلوك الرئيس التركي، الذي ينوي الحصول على تسهيلات من أوروبا مقابل وقف تدفق المهاجرين. كما أن الاضطهاد الذي يمارسه الرئيس التركي بحق خصومه السياسيين والصحافيين في تركيا ومحاولاته للضغط على منتقديه المقيمين في دول الاتحاد الأوروبي تثير استياء وسخط الساسة في ألمانيا.

إن ما كان يبدو للوهلة الأولى انتصارا لأنقرة في الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي بشأن المهاجرين، وكذلك اقتراب موعد إلغاء تأشيرات السفر إلى دول الاتحاد، قد ينقلبان في النهاية خيبة أمل وخيمة لتركيا؛ لأن الظروف تسير بهذا الاتجاه:

أولا – محاولات أردوغان لرفع شكاوى ضد الصحافيين الألمان الذين ينتقدونه جعلته موضع سخرية في المجتمع الأوروبي. فقد فاز عمدة لندن السابق بوريس جونسون، الذي يتحدر أجداده من أصول تركية، بمبلغ 1000 جنيه إسترليني في مسابقة القصيدة الأشد استهزاء بأردوغان، والتي تتحدث عن علاقة حب جمعت بين الرئيس التركي وحيوان مشقوق الظلف. وقد وصف جونسون الهدف من مشاركته في المسابقة بأن “يتمكن كل من يرغب بالاستهزاء بالرئيس التركي من فعل ذلك في أي بلد”.

ثانيا- عدم الرضا عن سياسة التهديد التي تنتهجها أنقرة تجاه أوروبا، أجبر البرلمان الأوروبي على تعليق مسألة إلغاء نظام التأشيرات مع تركيا، طالبا من أردوغان تنفيذ الشروط التي وضعها الاتحاد الأوروبي سابقا والخاصة بقوانين مكافحة الإرهاب وحرية التعبير.

كما أثار سخط واستياء المجتمع الألماني طلب أنقرة من المفوضية الأوروبية سحب مبلغ 200 ألف يورو الذي خُصص لفرقة دريسدن السيمفونية لتنفيذ مشروع “كارثة” المكرس لإبادة الأرمن.

وعلى الرغم من أن المفوضية لم تسحب هذا المبلغ، فإنها طلبت حذف مساندتها لهذا المشروع من موقع الفرقة، وحذف كل ما يزعج تركيا من النصوص الخاصة بوصف مشروع “كارثة”. ونتيجة لهذه الضغوط، قرر النواب الألمان الرد عليها بالمثل، وإثبات أنه مهما كانت حميمة العلاقة التي تربط المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بالرئيس التركي أردوغان، ومهما بلغت التنازلات التي قدمتها المستشارة من أجل التوصل إلى اتفاق مع تركيا بشأن المهاجرين، فإن في ألمانيا قوى سياسية أكثر مبدئية بشأن المسائل التاريخية، وهذه القوى لا ترغب بـ “الرقص على النغم التركي”.

الإبادة ترعب أردوغان أكثر من رسوم الكاريكاتير

لقد اعتبرت دول أوروبية عديدة و44 ولاية من الولايات الأميركية ومنظمات دولية وبرلمانات مذابح الأرمن في تركيا عملية “إبادة” جماعية للأرمن، ولم تتراجع عن ذلك تحت التهديدات التركية. أي أن قرار البرلمان الألماني بهذا الشأن سيضيف ألمانيا إلى قائمة هذه الدول.

لقد هنأ أردوغان المغنية الأوكرانية جمالا بفوزها في “يوروفيجن”. وهنا يمكن أن يطرح سؤال: هل كان أردوغان سيقدم التهنئة إلى المغني الأرميني، الذي غنى عن إبادة الأرمن، لو فاز في هذه المسابقة؟