Beirut weather 20.29 ° C
تاريخ النشر November 25, 2021
A A A
الأواني والقدور النحاسية قطع للزينة والمبيضون يتقلص عددهم
الكاتب: علي داود - وطنية

يجوب مبيض الاواني والقدور النحاسية القرى الجنوبية لتبييض الاواني النحاسية التي باتت زينة في المنازل بعد غزو الطناجر الكلاسيكية بعدما كانت لصيقة بالمزارعين والفلاحين، ما جعل عددهم يتقلص.
ويردد أنور جمعة أنه ورث المهنة عن أبيه وأجداده ولم يبق سوى اثنين منهما يعملان فيها واحد في الخيام وهو في جويا. وقال: “أحضر الى المكان بناء للطلب كي لا اتكبد مشقة المسافة ومصروف البنزين”.
ولفت الى ان “المبيض اختفى من القرى التي كان يجوبها مرددا “مبيض، مبيض” “وعدته من التوتياء والفوطة القماشية والقفازات السوداء”.
وفي حديثه، يقول إن “المهنة كانت لتبيض القدور النحاسية التي تستخدم للحليب واللبن اللذين كانا مورد الجنوبيين إثر انعدام العديد من الموارد الزراعية بسبب الاحتلال الاسرائيلي للجنوب”، لافتا الى أن “مهنة التبييض قديمة تعود الى الخمسينات وبقيت رائجة الى الثمانينات الى ان حلت الطناجر الكلاسيكية والأواني غير اللاصقة محل الطناجر النحاسية في المنازل ما جعل هذه المهنة تندثر شيئا فشيئا لتعود معنا بعد تحرير الجنوب العام 2000 مع حرية التنقل”.
وقال: “كان النحاس في السينات كالمصاغ الذهبي يدخل في مهر العروس القروية وكان اسم العروس يحفر على النحاس وعلى الفخار ثم الالمينيوم، حينها كان يجول المبيض القرى وكان عدد العاملين في المهنة كثيرا ينطلقون من جويا الى انحاء الجنوب والبقاع والشوف وإقليم الخروب”.
أضاف: “رغم ان هذه المهنة تراجعت، إلا اننا لا نزال نعثر على القدور النحاسية في البيوت الجنوبية التي ورثها الأبناء عن الآباء والاجداد ويحتفظون بها في الصالونات والمطابخ والحدائق للزينة والتراث”.
يقول مختار حارة المسيحيين في النبطية راشد متى: “كانت دكاكين النحاسين منذ 60 سنة تتركز في سوق الحدادين في النبطية. إلا أنها انقرضت غداة الاعتداءات الاسرائيلية. وهناك اسماء كثيرة لمن تربعوا على مجد سوق النحاس في النبطية من يوسف النحاس وشقيقه داود وامين ويوسف رزق الله وولده حسيب والمختار السابق للحي وديع رحال. وكان المبيضون يرثون المهنة عن آبائهم وأجدادهم وكانت مورد رزق لهم ويعملون فيها من الفجر الى منتصف الليل وكانت رائجة مع تحصيلهم مالا تحت عنوان “قرشك الابيض لليوم الاسود”.
وقال حسين نجيب ناصر من يحمر إنه يملك “40 قطعة نحاسية من القدور والحلل والطناجر بين كبيرة وصغيرة والتكلفة السنوية لتبييضها 120 دولارا، يعمل المبيض في يوم واحد على انجازها ومهنته متعبة”، مشيرا الى أنه يحتفظ بها “منذ اربعين سنة وورثها عن والده الذي كان يهتم برعي الماشية والماعز”.
وأكد انها “تراث لا يمكن الاستغناء عنه بهذه السهولة والبساطة”.