Beirut weather 21.41 ° C
تاريخ النشر November 10, 2016
A A A
«الأنصار» بالروح والدم
الكاتب: اسماعيل حيدر - السفير

لا احد يستطيع ان يزايد على احد في أحقية «الأنصار» كناد عريق له تاريخه وسجله الذي دخل به موسوعة «غينيس» في الفوز بعدد بطولات الدوري، لا احد يستطيع ان ينكر دور هذا النادي في تغذية كرة القدم المحلية ان كان بعدد اللاعبين او بتلك الفاعلية التي تنبض بالروح من خلال ما يقدمه بلاعبيه وبجمهوره وباعتباره دائما من الأقوياء وأكثر المرشحين للفوز باللقب، الذي فقده منذ سنوات وهو من حقه بطبيعة الحال.

يفسر البعض الأمور كما يحلو له.. وقد لا يقرأ احيانا ماذا يقال في «الأنصار» وماذا يمكن ان يندرج عنه في سياق الكلام من عبارات في مستواه المتطور يوما بعد يوم، وتصدره للدوري عن جدارة واستحقاق، وما يقدمه في كل مباراة بعد اخرى، وقد يستخلص اننا عندما نتحدث عن تفوقه الدائم في المباريات الكبيرة أو يتم انتقاده انما من باب الاعجاب واعطائه كل الحق في أي نتيجة يحققها ايمانا منا بتلك الروح العالية التي عوّدت الجميع في لبنان على هذا النوع من الإجادة والتألق.

عندما كان «العهد» يتفوق ويتألق في مبارياته المحلية والخارجية نبهنا الى ضرورة ان يتواضع لاعبوه ويبتعدون عن المغالاة والوقوع في فخ التعالي وعدم التكبر على واقعهم لأنه لا كبير في كرة القدم، والتكبير لله عز وجل فقط، فكان ان وقع «العهد» بعد ان طار وحلق، ولم ينبس أي شخص بكلمة مسيئة بل أعطانا كل الحق في ما قلناه خوفا عليه وعلى انجازاته.

ولأن «الأنصار» بات بحاجة ماسة ليكون حامل اللقب، قلنا ما في جعبتنا خوفا ان يتعرض لما اصاب «العهد» فيقع بعد ان حلق في مباراتين قويتين امام فريقين كبيرين كان جديرا في الفوز عليهما، وكان المقصود من الكلام انه لا يجوز ان يطير اللاعبون ويصيبهم مثلما اصاب لاعبو «العهد» فيقعون مثلما طاروا، وهو قول من باب التنبيه وليس الشماتة أو الاقتناص من حق الفريق انما للتحذير والعودة الى الواقع.

ولا ينسى احد كيف ان «الأنصار» الذي اجاد وأبدع امام «الصفاء» كاد ان يسقط في فخ التعادل امام «الساحل» وحول تأخره الى فوز، ما يعني ان الفرحة كادت ان تنغصها عليه مباراة الأخير بسبب تعالي اللاعبين ليس الا.. .

«الأنصار» الروح والدم لا احد يزايد علينا به.. ندعو لاعبيه مرة اخرى الى نسيان ما حققوه والتطلع نحو المستقبل، لأن الفريق كان ينافس دائما بقوة لكنه يعود ليقصر في الأمتار الأخيرة من الدوري ويخرج من «المولد بل حمص»..

خوفا على هذا الفريق الكبير الذي نجلّ ونحترم من ان يعيد الكرّة لا سمح الله مرة ثانية نبهنا الى عدم الطيران بالفرحة والبقاء بين جدران الواقع و«اللبيب من الاشارة يفهم»…