Beirut weather 16.41 ° C
تاريخ النشر March 24, 2025
A A A
الأم اللبنانية مدرسة رغم كل المعاناة…!
الكاتب: د. فاديا كيروز

كتبت د. فاديا كيروز في “اللواء”

الظروف المأساوية التي تعيشها الأم اللبنانية، تعتبر من الأسوأ في العالم، على خلفية الظروف الدرامية الصعبة، التي تعيشها الأم في لبنان منذ عقود من الزمن، والتي تفتقد فيها إلى أبسط معايير الإطمئنان والأمان والإستقرار.
الأم في لبنان تعيش في دوامة قلق متواصل منذ الصباح الباكر وحتى ساعة متأخرة من الليل، بسبب الأجواء المضطربة التي تهيمن على البلد. فهي قلقة عندما يغادر الزوج إلى العمل، وتزداد قلقًا. عندما يذهب الأولاد إلى المدرسة، نظراً لحالة الفوضى التي تسود في الشارع، والتي تهدد بوقوع حوادث سير خطرة لفانات المدارس. ويلازم القلق خطواتها عندما تنزل إلى الشارع حيث عمليات السرقة والنشل لجزادين النساء على عينك يا تاجر، والتي غالباً ما تؤدي إلى وقوع المرأة في الشارع، واصابتها برضوض حيناً، وبكسور آحيانا، دون أن تتوصل التحقيقات إلى كشف المستور، عن هوية عصابات النشل ومن يحميها من أطراف، أو من فريق تسلل الفساد إلى بعض أطرافه.
وتعاني الأم اللبنانية من ظلم ذوي القربى، سواء كان قاضي في المحكمة الشرعية، أو قريباً ينظر إليها بعين الحسد، إذا كانت أحواله الإجتماعية أو المالية أقل منها. الأم المطلقة تقف أمام قاضي الشرع في وضع المتلهف لتحصل على قرار الحضانة لاطفالها، أو على مواعيد رؤية الأولاد في العطلات المدرسية، وكم من المآسي تتحملها الأمهات الصابرات بسبب أحكام حرمانهن من حضانة الأطفال في سنٍّ معينة، حسب القواعد الشرعية السارية التنفيذ.
وتعتبر الأم في لبنان مشروع دائم للعنف الزوجي الأعمى، الذي يُفرغ حقد صاحبه المفرط، فجأة على ضحيته، مجرد ما تكون في دائرة الإتهام، ودون إنتظار كلمة العدالة الفاصلة بين الظن واليقين.
ورغم كل هذه المعاناة فإن الأم اللبنانية، مازالت تقوم بدورها في «مملكتها الصغيرة»، وتواجه التحديات والصعوبات بعد الإنهيارات المالية والإجتماعية الأخيرة، إيماناً برسالتها الإنسانية، ولسان حالها دائما شعر حافظ إبراهيم الشهير: الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق!