Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر January 9, 2020
A A A
الأمم المتحدة: بقاء لبنان من دون حكومة عمل «غير مسؤول»
الكاتب: الأنباء

الانطباعات في بيروت ان رد الفعل الايراني على الفعل الاميركي، الذي استهدف اللواء قاسم سليماني ورفاقه قرب مطار بغداد، قد حصل فجر امس عبر الطلقات الصاروخية باتجاه القاعدتين الاميركيتين في عين أسد واربيل بصرف النظر عن حصيلة الاضرار، وان الرد من داخل ايران باتجاه المواقع الاميركية داخل العراق اظهر النية بحصرية الصراع بين الطرفين المعنيين مباشرة ومن دون اقحام الاذرع والوكلاء، ما عكسته التطمينات التي عبر عنها الرئيس ميشال عون لممثل الامين العام للأمم المتحدة في بيروت يان كوبيتش حينما التقاه اول من امس وابلغه بأن لبنان يحافظ على سلامة جميع ابنائه والمقيمين او الموجودين على ارضه، والمقصود هنا القوات الدولية في الجنوب والبعثات الديبلوماسية والرعايا والمؤسسات التابعة لها.

وبما بدا انه رد على التطمينات الرئاسية، حث المسؤول الدولي في تصريح لاحق المسؤولين اللبنانيين على «التحرك لتشكيل حكومة من دون مزيد من التأخير»، معتبرا ان إبقاء لبنان دون حكومة عمل غير مسؤول بشكل كبير في ضوء الأوضاع السائدة في المنطقة، وكان الرد عبر مصادر مسؤولة لـ «الأنباء» ان الرئيس ميشال عون يتوقع ولادة الحكومة خلال 48 ساعة.

والراهن أن الأقربيــــــن والأبعدين متلهفون لولادة الحكومة اللبنانية الجديدة، اكثر من بعض أهلها المختلفين تارة حول الأسماء وتارة اخرى حول الحقائب، فريق متمسك بحكومة التكنوقراط وآخر عاد الى حكومة سياسية بالكامل لمواجهة حالة الحروب المخيمة في سماء المنطقة، وهذا الاخير يعكس وجهة نظر حزب الله وحركة امل اللذين يفضلان حكومة كهذه برئاسة د.حسان دياب اذا قبل بذلك او الشروع بتسمية غيره بعد اعتذاره.

وكان الرئيس نبيه بري نصح عقب مقتل سليماني بالتريث في مسار التأليف تماشيًا مع ضرورات المرحلة المستجدة.

والمزعج في الأمر ان الخلاف المؤخِر لتأليف الحكومة يتناول مبدأ حق رئيس الحكومة المكلف بتسمية وزير مسيحي رغم الظاهرة الوطنية التي ميّزت التظاهرات المليونية في عيد الاستقلال، فالرئيس المكلف اختار ديميانوس قطّار (ماروني) لوزارة الخارجية استنادا الى اهليته في اعادة تصحيح العلاقات الخارجية للبنان مع الاشقاء والاصدقاء، فيما يعتبر الوزير جبران باسيل ان الخارجية من حصته، وكذلك الدفاع والطاقة، وكذلك على الثلث المعطل في مجلس الوزراء، اي 7 مقاعد للتيار ولرئيس الجمهورية.

وعلى الاثر، قرر دياب التوقف عن التواصل مع باسيل، ومن هنا كانت زيارته الى القصر الجمهوري، حيث حمل للرئيس ميشال عون مسودة تشكيلة لا تتضمن اسماء وزراء الثنائي الشيعي التي لم تسلم اليه بعد، مع بروز عقبة مسيحية جديدة، وانتهى اجتماع بعبدا بإسناد حقيبة الاقتصاد الى قطّار، على ان يُحسب على حصة رئيس الجمهورية، وان تتولى شخصية تحظى برضا حزب الله وزارة الخارجية، وقد طرح اسما ناصيف حتي وشربل وهبي المستشار الديبلوماسي للرئيس عون.

اما بالنسبة لوزارة الداخلية، فقد انتهت الغربلة الى التركيز على اثنين من ستة مرشحين سُنة، من بيروت واقليم الخروب وطرابلس وعكار، ومن هذه الاسماء العميد المتقاعد في الجيش طلال اللاذقي من بيروت والعمداء حافظ شحادة وحسني ضاهر من اقليم الخروب (الشوف) وعثمان سلطان من طرابلس واللواء عدنان مرعب من عكار.

على الصعيد الشيعي، ثمة اعادة نظر بأسماء مرشحي حركة امل وحزب الله بما يتناسب مع المستجدات الاقليمية، وهذا ما يفسر انشغال حزب الله عن التأليف.

في لقاء الأربعاء النيابي، قال الرئيس نبيه بري ان اغتيال اللواء قاسم سليماني قطع كل الخطوط الحمراء في المنطقة.

وعلى الصعيد الداخلي، افترض بري بحكومة تصريف الأعمال حكومة سعد الحريري ممارسة صلاحياتها، لكن ذلك لم يحصل مع الأسف، رغم الأوضاع المالية المتدرجة من سيئ الى أسوأ، وطالب بحكومة تطمئن الناس، حكومة لمّ شمل وطني جامعة تضم كل المكونات السياسية.

رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع قال في بيان له امس: اننا امام كارثة فعلية وجريمة حقيقية، اذ اضاع المعنيون حتى الآن ثلاثة اشهر، في وقت تتردى الاوضاع المعيشية الى درجة فقدان المواطن حق الاستعانة بمدخراته وفقد رجل الأعمال امكانية ادارة اعماله بسبب ابسط القواعد المصرفية المتعارف عليها في العالم، وقال: المستشفيات تطالب وتحذر وتجار المحروقات يصرخون ومستوردو المواد الغذائية يستنجدون، والمدارس في حالة يرثى لها، والمواطن العادي متروك لمصيره، لا حول ولا دولة له، بينما المسؤولون الرئيسيون على كوكب آخر يتناقشون حول من يكون وزير الخارجية او من يسمى وزير الدفاع او لمن سيكون الثلث المعطل في الوزارة، وكل هذا ضمن الفريق الواحد.