Beirut weather 17.99 ° C
تاريخ النشر November 23, 2019
A A A
“الأمل” سلاحُنا الوحيد في وجه المرحلة الصعبة
الكاتب: راڤ سعادة - الديار

شهر عيد الميلاد المجيد اقترب ولكن هذه السنة اقترب مع حملٍ أكبر من الأعوام السابقة. فالأوضاع المعيشية الصعبة التي كان اللبنانيون يشتكون منها في الأعوام الماضية حلّت هذا العام بثقلٍ أضخم وانفجرت دفعة واحدة في وجه الطبقات كلّها على السواء.

ليست الأحداث الأخيرة على الأرض هي سبب هذا الإنهيار الذي وصلنا إليه بل هي تراكمات سنين عديدة وولايات مديدة من الفساد الذي كان ينخر الدوائر الحكومية كافة. الشعب اللبناني الجبار، نعم الجبار لأنه ما زال صامداً ومتمسكاً بأرضه حتى النفس الأخير وهذه المرحلة الحاسمة هي النفس الأخير…

الأعياد كما كل عام نتمى أن تحلّ علينا ببركتها وتبعث في نفوسنا ولو حتى القليل من الأمل، الأمل بغدٍ أفضل، مستقبل علينا نحن الشعب أن نكتبه بيد واحدة بعيدا عن السياسة والطوائف والإنتماءات كافة. هذه المرحلة التي نمرّ بها صعبة جداً ولكن بإيماننا وأملنا سنتخطاها إن شاء الله. فلنضع البغض والنكافات والخلافات جانبا ولو لمرة واحدة لتمر هذه الأزمة على وطننا لبنان بأقل الأضرار الممكنة ولنتحضر لاستقبال العيد بأمل ودعاء لغدٍ أفضل لأبنائنا، نتحضر على الأقل معنويا وقلبيا بما أن الأوضاع الإقتصادية الضيقة لا تسمح لنا بالصّرف. رُبّ ضائقة اليوم تمهد لنا الطريق نحو ازدهار الغد.

الأعياد ستأتي لا محالة إن كنّا نعيش “البحبوحة” أم لا فلنستقبلها ولو بحدٍ أدنى من الأمل فالأخير لا يشتريه المال ولا تفرضه السلطة والسياسة ولنبتعد عن الإحباط الخبيث لأنه يدمّرنا ودماره شامل. ولا تعرفون ما أصعب العيش لولا فسحة الأمل.