Beirut weather 20.41 ° C
تاريخ النشر December 1, 2016
A A A
خاص: الأسواق تلبس ثوب العيد… هل تودّع حالة الركود الاقتصادي؟
الكاتب: هلال الصهر ـ موقع المرده

 

 

مع اقتراب الدخول في شهر الأعياد ، عيد الميلاد ورأس السنة ، أصبح للأسواق رونقها الخاص، حيث أشجار الميلاد بأشكالها المختلفة وزينتها من الأضواء التي تملئ الأجواء بالحياة والتي تساهم بدرجة كبيرة في استقطاب الزبائن وخلق ظروف التسويق من كافة المنتجات السلعية والغذائية .

زينة العيد تجذب بدرجة كبيرة الزبائن، كما أن العروض والتنزيلات الخاصة بالأعياد تدفع بعجلة الاقتصاد وتساهم بتحريك السوق ، فيخبرنا أحد أصحاب المحلات الصغيرة ، بأنه  يعوّل على شهر الأعياد و يؤكد بأن عروض الاعياد ترفع بنسبة المبيعات في هذا الشهر ، عادةً تساهم في زيادة نسبة المبيع بمعدل يفوق 50% على بقية أشهر السنة ، كما أن للمسابقات و ألعاب الجوائز التي تقيمها المولات الكبيرة سبب أساسي في ازدحامها بالزبائن وكسر حالة  ركود الأسواق ، حيث أكد لنا أحد الزبائن في أحدى المولات ، بأن وهج العيد ومناخه كان يقنعه  او حتى يمكن أن يجبره على شراء بعض السلع الكمالية في السنوات الماضية ولكن الوضع مختلف هذه السنة .

شهر الأعياد يدفع  في تسويق منتج معين  أو سلعة معينة، فوكلاء السلع وأصحاب الماركات كذلك بدورهم يستغلون فترة الأعياد لطرح منتجات جديدة ، حتى وسائل الاعلام المرئية تلبس حلة العيد وتستغل فترة الأعياد لنراها تمتلئ بالإعلانات لمحلات  أو سلع معينة.

ولكن بالمقابل الكثير من المحال أفلست وأغلقت بسبب حالة الركود التي يعيشها البلد ، فعند لقائنا “مدير شركة  للسجاد”  أكد لنا بأن شركته مازالت صامدة في ظل هذه الظروف وأن حركة البيع مشلولة على الرغم من العروض التي تقدمها الشركة للزبائن، لافتا الى إفلاس أكثر من شركة واقفالها وصرف موظفيها.

هذا الشلل الاقتصادي وتوقف الحركة في السوق ، أدى بدوره الى ندرة فرص العمل وصرف الكثير من الموظفين من أشغالهم ، فبعض المحال صرفت موظفيها من أعمالهم وهذا ما أكده صاحب محل 1$ في سوق جونية ,حيث قال: “لحد هلأ صرفت  3 موظفين، وبقي موظف أتسلى معو ، مافي شغل ، ما في مصاري اعطي الموظفين معاشاتهم”.

فعلى الرغم من كل “السولدات” والعروض التي تقدمها المحلات للزبون مازالت الحركة مشلولة في الاسواق وهي الحالة التي بدورها قد تؤدي الى كارثة اقتصادية لا تُحمد عقباها .

البعض يرجّح أسباب هذه الأزمة إلى ما كان الوضع السياسي عليه  في البلد ، والبعض الاخر يربطها بالمنطقة ، فيما يؤكد اخرون بأنها أزمة عالمية حالها حال كل دول العالم ، ولكن الأغلب يراهن على تغير الحالة  في شهر الأعياد.

بكل الأحوال،  حركة البيع تلك مرهونة بالظروف الحياتية والمعيشية المرتبطة بالمواطن من جهة ،  ومن ناحية أخرى تكمن في إعادة مقومات حركة السوق من الطلب والعرض بما يتناسب مع الوضع الراهن التي تؤلف وإياها جزء من كل الحالة الاقتصادية للبلد .

في شهر الأعياد ، ثمة من يتغنّى بجمال شجرة الميلاد في منزله وثمة من لا يستطيع أن يقتنيها لينعم بأجواء العيد حيث يكتفي فقط بالتقاط بعض الصور بجانب تلك الشجرة بأحد المحال أو بجانب بابا نويل علّه يأتي له بشجرة هذه السنة.