Beirut weather 14.1 ° C
تاريخ النشر April 1, 2022
A A A
الأزمات تطوّق الإنتاج الدرامي والمنتجون يرفعون الصوت
الكاتب: مارلي دكّاش - نداء الوطن

 

تقرع الأزمات المعيشيّة باب اللبناني يوميّاً وما من أحد يعطّل الجرس؛ فالأزمة وصلت إلى باب المنتج اللّبناني وجرّته إلى معركة البقاء الوجوديّة وتحدّي الوقائع الاقتصاديّة. ومع تكاثر الصعوبات التي تهدد الدراما اللبنانية، كان لا بدّ من التوقف عند التحديات التي تواجه شركات الانتاج عموماً والمنتجين خصوصاً ولا سيما مع اقتراب شهر رمضان المبارك.
خلال السنوات الأخيرة، تبدلّ الوضع كثيراً بحسب المنتج والمخرج إيلي معلوف صاحب شركة “Phoenix Production” للإنتاج قائلاً: “كوني صاحب أقدم شركة انتاج في لبنان اجزم انّ الوضع تغيّر الى حد كبير، فمنذ سنتين تقريباً، كان التصوير مثلاً مجانياً في الأماكن التي نختارها، فلا أتذكر اننا دفعنا يوماً مقابل ايجار منزل او قصر مخصص لتصوير مشهد أي مسلسل. أمّا اليوم فالشركات المنتجة باتت مرغمة على التعامل والدفع بالفريش وبالليرة في آن معاً لاستئجار الأماكن الخاصة بالتصوير وذلك مع دخول شركات عربية وعالمية الى عالم التصوير في لبنان. في المقابل ارتفعت تكلفة المسلسل عمّا كانت عليه قبل الأزمة الاقتصاديّة وخصوصاً مع تلاعب سعر صرف الدولار في السوق السوداء وارتفاع أسعار المحروقات، اضافةً الى غلاء المواد الغذائيّة”.

 

 

 

ويتابع حديثه لافتاً الى أنّ “القنوات اللّبنانيّة تشتري المسلسلات باللّيرة اللّبنانيّة حصراً أو من خلال شيك مصرفي”، مشيراً الى “الصعوبات في تأمين المستلزمات المطلوب دفعها عبر الحسابات المصرفية”، مشدداً على أنّ “القنوات ليست ملزمة بدفع مبلغ المسلسل كاملاً إنّما يقسم إلى دفعات متوازية، وهنا تكمن التحديات التي يواجهها الإنتاج اللّبناني”، آملاً بأن “تنتهي هذه الازمة بأسرع وقتٍ ممكن، لانّ المواطن مهما كان مجال عمله لم يعد باستطاعته تحمل خسائر اضافية”.

جمال سنان: الوضع الأمني أثّر على الإنتاج

لا يختلف حديث صاحب شركة “إيغل فيلمز للإنتاج” جمال سنان عن إيلي معلوف الذي اشار الى أنّ “تكلفة انتاج اي مسلسل باتت أعلى بنسبة 30 في المئة مقارنةً بالسنوات الماضية. الّا أنّ الشركة المنتجة أصبحت اليوم متفهّمة أكثر لفكرة أن الوسيلة لا يمكنها دفع مبلغ لشراء المسلسل مرّة واحدة. مع العلم أنّ الشركة لا تلجأ للمصارف بتاتاً وتتعامل بالمبالغ النقديّة حصراً ولا تعترف اصلاً بوجود المال في المصارف، ولا حتّى بالمعاملات المالية عبره”.

 

 

 

 

وأوضح أنّ “هناك عوامل مختلفة عن التحديات الاقتصادية، أثرت على الشركات المنتجة وآخرها جائحة “كورونا”، خصوصاً وأن عدداً كبيراً من الممثلين يعيشون بين لبنان وخارجه، فتوقّف الكثير من الأعمال عندما اقفلت المطارات، وكنا قد حجزنا العمل ودفعنا مبالغ كبيرة للتصوير ولتأمين المستلزمات المطلوبة. ولا بدّ من الاشارة الى أنّ الوضع الأمني غير المتوازن في البلاد أثّر بشكل سلبي ايضاً على الإنتاج”. وتابع: “اليوم، هناك حاجة ضرورية لا بل ملحّة لبيع العمل عدة مرات لأكثر من قناة وللمنصات العربية في آنٍ معاً”، معلناً أنّ “إيغل فيلمز” تنتج للخارج منذ بدء احتدام الأزمة في لبنان”.

 

مروان حدّاد: ستعود أقوى ممّا كانت

«صحيح ان الاسعار ارتفعت بشكل كبير، وأنّ التكلفة كانت أقل قبل الأزمة، ولكن اذا احتسبنا التكلفة على اساس الدولار في السوق السوداء تكون الكلفة نفسها او حتّى ارخص، إلا أنّ المشكلة تكمن ببيع العمل»، يقول المنتج مروان حداد، مضيفاً أنّ: «الشركات المنتجة تترك حرّيّة الخيار للمؤسسة الإعلاميّة للدّفع بالطريقة التي تناسبها… أخيراً نتقاضى المبلغ نفسه».

 

 

وعن بيع المسلسل الواحد لقنوات فضائيّة عدّة، أكّد أنّ «لا مهرب من هذه الخطوة في ظلّ تفاقم الأزمة وعجز المؤسّسات عن دفع المبالغ كاملةً»، مضيفاً: «الامر يختلف بالنسبة للمنصات التي تنتج أعمالها مع فرق عمل خاصّة بها، وبالتالي لا تحتاج الى شراء كمّيّة كبيرة من الأعمال. كما أنّ كل ما يباع لـ»نتفليكس» و»شاهد» يستخدم حصراً لهما ولا يحقّ للشركة التي انتجت العمل بيعه لمؤسّسات أخرى».

يرفض حداد انتقاد تراجع الدارما في ظل الأزمات المتتالية منذ 2019 حتى اليوم والتي لم ترحم اي قطاع، قائلاً: «يجب شكر من لا يزال قادراً على العمل في هذه الظروف المأسويّة»، آملًا بأنّ «تعود الدراما أقوى ممّا كانت».