Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر January 4, 2025
A A A
افتتاح موسم التزلج في لبنان… مواجهة التحديات بتجهيزات مكثفة
الكاتب: تالا الحريري - لبنان الكبير

لطالما كان لبنان وجهة مفضلة لعشاق التزلج، فمع بداية كل شتاء، يترقبون بفارغ الصبر افتتاح الموسم، على الرغم من أن البلاد شهدت في السنوات السابقة فترات من الاضطراب، ما أثر على السياحة عموماً، بما في ذلك السياحة الشتوية. ومع كل التحديات التي مرّت هذه السنة ولا سيما الحرب على لبنان، فتح موسم التزلج أبوابه من جديد.

وعلم موقع “لبنان الكبير” أنّ منتجعات التزلج، مثل كفردبيان والأرز، تقوم باستعدادات مكثفة لاستقبال الزوار، وتشمل تجهيز الآلات، وترتيب الفعاليات الترفيهية، وتقديم خدمات جديدة تتناسب مع احتياجات السياح. يتم التركيز على توفير تجربة شاملة تتضمن التزلج، والأنشطة الجليدية الأخرى، بالاضافة إلى المطاعم والمقاهي والفنادق.

يعتبر لبنان جاذباً للسياح من دول الخليج العربي والأجانب أيضاً، ويفضل الكثيرون قضاء عطلاتهم الشتوية فيه، اذ يتوافدون للاستمتاع بجمال الطبيعة وتنوع الأنشطة المتاحة. كما يعتبر موسم التزلج عاملاً مهماً في تنشيط الاقتصاد المحلي، فالعديد من الأشخاص يعمل في هذا القطاع، من أصحاب المتاجر إلى المدربين والمحترفين. وتساهم السياحة الشتوية في دعم الصناعات المحلية، مثل الأطعمة والمشروبات، والحرف اليدوية.

في هذا السياق، أشار رئيس لجنة الاعلام والتسويق في بلدية كفردبيان وليد بعينو لـ “لبنان الكبير” الى أنّ “كفردبيان منطقة جبلية، ومن بداية شهر أيلول تبدأ التحضيرات ليس لاستقبال موسم التزلج وحسب، بل لاستقبال تساقط الثلوج أيضاً. ونقوم بالتعاون مع وزارة الأشغال العامة والدفاع المدني والصليب الأحمر بنشر الجرافات وتجهيز سيارات البلدية ومركز شرطة البلدية حتى نكون في جهوزية تامة في هذه المواقع من أجل مساعدة الناس”.

“التجهيزات تكون حاضرة خلال تشرين الأول وتشرين الثاني، كما نتابع موضوع الحُفر وتصريف أقنية المياه التي تتأثر بالأتربة أو القمامة الموجودة، وذلك ليكون هناك تصريف للمياه حتى لا تتحول الى جليد على الطرقات وتؤثر على المنطقة، اذ يتم تجهيز آليات البلدية وصيانتها مع وجود جرافات احتياطية”، بحسب بعينو الذي أوضح أنّ “التأثير على قطاع التزلج في لبنان بدأ منذ ٢٠١٩ مع بداية فيروس كورونا ثم الأزمة الاقتصادية ما أدى إلى تأثر ميزانية البلدية. البلديات في حالة افلاس منذ ٢٠١٩، انما نحن كبلدية كفردبيان تحدينا ولم نستسلم وأمنّا هبات من الخارج حتى نستمر، الأمور الأساسية ما زالت البلدية تقوم بها لكن الرفاهية التي كانت موجودة في الماضي لم تعد موجودة”.

وقال: “زادت الحرب على لبنان الوضع سوءاً، فهذه المنطقة كانت تتكل على السائح الأجنبي والخليجي الذي يقيم في فنادق هذه المنطقة. فالمتزلج اللبناني يمكنه أن يقصد المنطقة بسيارته والعودة، حتى أنّه يحضر طعامه معه وبالتالي هناك قطاعات كثيرة تتأثر بهذا الموضوع”.

وبالنسبة الى موضوع التحسينات، لفت بعينو الى أن “لا تحسينات خلال السنوات الخمس لكن هناك محافظة على البنى التحتية الموجودة بالحد الأدنى. البنى التحتية تستوعب ٥٠٠ متزلج يومياً، وهناك ١٥ ألف متزلج اليوم، آلاف الشاليهات و٢٥ فندقاً وحوالي ٧٠ مطعماً وهذا يشكل ضغطاً على البنى التحتية. ما نطلبه من الدولة والوزارات أن تأخذ هذه المنطقة في الاعتبار لأنها قبلة السياحة وقد انتخبت كعاصمة السياحة الشتوية العربية. لذلك يجب أن تكون البنى التحتية بمستوى الخدمات ومستوى التطور في القطاع الخاص في لبنان، لأنّ القطاع الخاص سبق الدولة باستعادة عافيته وعاد ليقدم الخدمات لكن الدولة والبلديات ما زالت بعيدة عن هذا الموضوع”.

أمّا عن الأسعار، فأكد أن “هذا يعود إلى الشركة المشغلة، فهي من تضع الأسعار لكنها تقريباً ككل سنة تتراوح بين ٣٥ و٤٠ دولاراً في أيام الأسبوع و٦٥ دولاراً في العطلة. رياضة التزلج هي في الأساس باهظة ومكلفة، ففي الصيف يمكن للمواطن أن يقصد شاطئاً ذا خمس نجوم أو شاطئاً شعبياً حسب قدرته، لكن في التزلج هذا غير متاح الا اذا استثمرت الدولة اللبنانية في منحدرات تزلج ودعمت هذه الرياضة حتى تصبح متاحة لكل الناس”.

وختم بعينو بالاشارة الى “أننا سنقوم بتجهيز باصات تنطلق يوم السبت والأحد وأيام الأعياد حتى لا يكون هناك ضغط على المسارب من أجل سلامة المواطنين، وحتى تكون المسارب مفتوحة للصليب الأحمر والدفاع المدني ومن أجل أن يتمكن المواطن من التزلج، كما نحاول قدر الامكان التخفيف عن المواطنين الضغط والزحمة. من يريد التنزه فقط هناك أماكن أخرى، إنما قرب مناطق التزلج فهي ليست للنزهة”.