Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر February 20, 2022
A A A
افتتاحية “النهار”: لبنان في ميونيخ: محطات أميركية وفرنسية وسعودية
الكاتب: النهار

في وقت بدأت تتكثّف استعدادات الأفرقاء التقليديين ومجموعات المجتمع المدني لتشكيل تحالفاتهم الانتخابية، ووسط الظروف الانهيارية التي تشهدها البلاد، بدا من المستغرب تماماً ومجدّداً وتحت أي ذريعة أو حجة وضع لبنان في مواجهة خطر مواجهة أو حرب مع إسرائيل حتى لو كان كثيرون يستبعدون هذا الاحتمال تحت وطأة إطلاق مسيرة لـ”حزب الله” فوق إسرائيل. ووسط الصمت الرسمي المطبق حيال هذا التطور، بدا أهل السلطة كأنهم في مكان ناء عن لبنان وما يشهده من ضروب التلاعب والمغامرة والمقامرة بأمنه واستقراره فيما لا يترك هؤلاء عادة أيّ مناسبة كبيرة أو صغيرة، بارزة أو هامشية، إلّا ويتحفون اللبنانيين بتعليقاتهم الحصيفة حولها.

ولذلك غاب أمس أيّ تطور داخلي فيما برز حضور الملف اللبناني في محطات عدة على هامش مؤتمر الأمن المنعقد في ميونيخ في ألمانيا، وذلك أولاً في لقاء عقد بين وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان ووزير الخارجية الأميركي انطوني بلينكن الذي لفت عبر حسابه على “تويتر” إلى أنهما ناقشا الجهود المشتركة لمعالجة الأزمة التي أحدثتها روسيا، كما ناقشا ملف إيران ومنطقة الساحل ولبنان.

ثم طرح الوضع في لبنان بتعقيداته الراهنة في لقاء آخر عقد بين رئيس الوزراء نجيب ميقاتي ولودريان خلال مشاركتهما في مؤتمر الامن في ميونيخ بألمانيا.

وأفاد المكتب الإعلامي للرئيس ميقاتي أنه جرى خلال الاجتماع عرض العلاقات اللبنانية – الفرنسية ومساعي باريس لدعم لبنان في كل القطاعات. كما تم الاتفاق على استكمال البحث خلال الزيارة المرتقبة للودريان إلى لبنان “قريباً جداً”.

المحطة اللبنانية الثالثة كانت في الكلمة التي ألقاها وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان في مؤتمر ميونيخ للامن اذ تطرّق فيها إلى الوضع في لبنان وشدّد بعد التوترات الأخيرة الحاصلة على “ضرورة حلّ أي أزمة عبر الحوار”. وأضاف “أنَّ الإصلاح في لبنان أولوية وعلى القادة هناك النظر بجدية في كيفية حكم بلادهم”.

وتابع: “نحتاج لرؤية قيادة جماعية في لبنان تتخذ قرارات توافقية وتنهض بمسؤولياتها”.

ووسط الصمت الرسمي حيال إطلاق مسيرة “حسان” التابعة لـ”حزب الله” في أجواء إسرائيل وردّ الأخيرة بطلعات تهديدية لطيرانها في الأجواء اللبنانية، كتب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر حسابه على “تويتر” تغريدة ساخرة جاء فيها: “إنّ خطة النهوض مع صندوق النقد الدولي تتوضح وقد أوصى كبار المستشارين من الفريق اللبناني بتبني الليرة واستثمارها في شركات وطنية مثل كهرباء لبنان، المثل الأعلى للنجاح. أقترح توظيف أموال المودعين في قطاع الطائرات المسيّرة المصنوعة محلياً أو الصواريخ او المتفجرات ففيها مردود أفضل”.

في المقابل صعد رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” هاشم صفي الدين نبرته التهديدية فقال: “نحن أقوياء والمستقبل للمقاومة وللمعادلة التي رسمها حسّان اللقيس والتي ترسمها “مسيّرة حسّان” والآتي أعظم وسيجعل “الإسرائيلي” مذهولًا أمام قدرات المقاومة”، واعتبر أنّ “ما يغضب الأعداء هو حينما يرون تقدّمنا إلى الأمام بمشاريع جديدة وخدمة الناس بكل المجالات”. وأضاف: “إذا أراد الأميركي من خلال الضغط والحصار على لبنان اقتصاديًّا وماليًا اراحة العدو الاسرائيلي وتخفيف القلق، فإنّ طائرتنا بالأمس جعلت الإسرائيلي يزداد قلقًا”.

وقال أنّ “أزلام أميركا يحلمون بمواقع متقدّمة، وأنا أقول لكم أنتم جميعًا الذين تستظلّون بالخيمة الأميركية وتتوقعون (“الشحادة” من الخليج) سيأتي اليوم الذي تجدون فيه كلّ أموالكم تذهب مع الرياح بلا قيمة ومن يتحدّى حزب الله سينكسر ويُهزم في أيّ مكان”.

إلى ذلك، يشهد مطلع الأسبوع المقبل جلسة تشريعية لمجلس النواب يومي الإثنين والثلثاء يتضمن جدول أعمالها مجموعة من مشاريع القوانين الإصلاحية، من بينها مشروع قانون المنافسة، ومشروع يتعلق باستقلالية السلطة القضائية. وتحدثت معلومات عن أن رئيس مجلس النواب نبيه بري سيسعى إلى الحؤول دون تمادي سجالات خلال الجلسة قد تجد أرضية خصبة لها من بوابة الملف الانتخابي في ظل سعي بعض القوى إلى إدخال تعديلات على قانون الانتخاب في ربع الساعة الأخير، الأمر الذي تعتبره قوى المعارضة إحدى محاولات تطيير الاستحقاق من المنظومة.

وتردّدت في هذا الصدد معلومات عن خطر جديد محدق بانتخابات المغتربين من خلال اتجاه مدراء الوحدات الادارية في وزارة الخارجية والمغتربين إلى إعلان الإضراب بسبب مرور خمس سنوات على تشكيلاتهم التي لم يصدرها مجلس الوزراء حتى الآن. وأشارت المعلومات إلى أنّ هذا الإضراب، في حال تنفيذه، سيوقف كل المعاملات الخارجية للبنانيين، بدءاً من جوازات السفر وصولاً إلى العمل اليومي للسفارات، مروراً بالتنفيذ اللوجستي للانتخابات النيابية.