Beirut weather 17.99 ° C
تاريخ النشر September 1, 2020
A A A
افتتاحية “النهار”: لبنان في مئويته الأولى مكرّماً مع فيروز
الكاتب: النهار

ما احلاها أمسية تعبق بفيروز. هي المكرِّمة والمكرَّمة في ان واحد. فيروز الصوت والضوء، وشعاع الأمل المتبقي في عتمة لبنان الحالكة، تخلت عن عزلتها امس، فاتحة قلبها وذراعيها ومنزلها، للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي خصها بتكريم ما بعده تكريم، اذ ان زيارة رئيس دولة بحجم فرنسا بما تختزنه من حضارة، الى دارة “سفيرتنا الى النجوم”، لهو ابلغ تكريم، وارفع من الوسام الذي منحها اياه رئيس دولة تقدر الفن الاصيل، والثقافة، والشعر، والادب، اضافة الى العلوم الاخرى.

في الزيارة والتكريم، درس لمن يعتبر من رجال السياسة عندنا. وحسنا تفعل فيروز الا تلتقيهم. من المطار الى الرابية من دون اي محطة فاصلة. فيروز بما تختزنه من فن لبناني اصيل كانت مكرِمة ومكرَّمة في ان واحد، وومعها كُرّم لبنان كله.

فعلى رغم النكبات التي حلت بلبنان في ذكرى مئويته الاولى، من التردي الاقتصادي الناجم من الحجر، الى الازمة المالية الخانقة التي تضربه، واخيرا الحدث الجرمي المتمثل بانفجار المرفأ الذي اصاب البشر والحجر، كان لا بد من نفحة أمل، ولكنها للاسف، هبت من حيث يشاء الغير، كما كل الاحداث اللبنانية. وقد اتت هذه المرة من الام الحنون الذي كانت في نشأة لبنان الكبير، والتي عادت لتمسك بلبنان العجوز المتهالك في مئويته، يتكىء عليها مجددًا، طالباً كل انواع الحماية والرعاية والمساعدة والدفع الى خطوات تنقذ البلد من الزوال.

وكم جميل ان المحطات التلفزيونية والاذاعية، كما المواقع، اعادت امس بث اغنيات وتحقيقات عن فيروز والرحابنة، علها تمحو بعضا من كآبة السياسة والسياسيين.