Beirut weather 17.99 ° C
تاريخ النشر August 9, 2021
A A A
افتتاحية النهار: صعوبة كبيرة في اطلاق التوقعات حول عملية تأليف الحكومة
الكاتب: النهار

وسط نومة اهل الكهف في الدولة وتعاميهم عن مجريات بالغة الخطورة تجري تحت أنظارهم ومن دون أي تأثير لوجودهم ، بدا من الصعوبة الكبيرة اطلاق التوقعات حول عملية تأليف الحكومة وما اذا كان كلام الإيجابيات الذي انتهت عليها لقاءات الرئيس المكلف نجيب ميقاتي مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سيكون قابلا عمليا للترجمة القريبة ام ان مماحكات التأليف قد عادت الى سابق عهدها كما انتهت اليه قبيل اعتذار الرئيس سعد الحريري . وفي اعتقاد أوساط متابعة ووثيقة الصلة بالأجواء التي واكبت اللقاءات الستة بين عون وميقاتي ان أسبوعا على الأكثر سيكون فترة كافية وحاسمة لاستكشاف ما اذا كان قرار الحكم قد تغير مع ميقاتي وتاليا فان حلحلة العقد تغدو معقولة وواردة بما يفصح عن كلمة سر من شأنها ان تطلق الحكومة الجديدة من أسرها .
او ان تمضي الفترة ولا يسجل أي جديد إيجابي فعلا وتبقى عملية التأليف قيد الشروط والعقد والمطالب المتشددة وعندها سيحصل التثبت اكثر من توزيع إدوار بين العهد وحزب الله لدوافع تتقاطع عند تعطيل تأليف الحكومة الجديدة كما فعلوا مع سعد الحريري . ومع ان أي جديد معلن لم يبرز في الملف الحكومي يبدو ان عدم الاتفاق بعد على موعد اللقاء الجديد بين الرئيسين عون وميقاتي لا يشكل مؤشرا عاجلا على تحرك استثنائي للسلطة وربما تتفاقم الأمور في اتجاهات اكثر سلبية .
وقال البطريرك الراعي امس “إننا نقف إلى جانب أهلنا في الجنوب لنشجب توتر حالة الأمن. وقد سئموا -والحق معهم- الحرب والقتل والتهجير والدمار. وفيما ندين الخروقات الإسرائيلية الدورية على جنوب لبنان، وانتهاك القرار الدولي 1701، فإننا نشجب أيضا تسخين الأجواء في المناطق الحدودية انطلاقا من القرى السكنية ومحيطها. كما لا يمكننا القبول، بحكم المساواة أمام القانون بإقدام فريق على تقرير السلم والحرب خارج قرار الشرعية والقرار الوطني المنوط بثلثي أعضاء الحكومة وفقا للمادة 65، عدد 5 من الدستور” .
وأضاف “صحيح أن لبنان لم يوقع سلاما مع إسرائيل، لكن الصحيح أيضا أن لبنان لم يقرر الحرب معها، بل هو ملتزم رسميا بهدنة 1949. وهو حاليا في مفاوضات حول ترسيم الحدود، ويبحث عن الأمن، والخروج من أزماته، وعن النهوض من انهياره شبه الشامل، فلا يريد توريطه في أعمال عسكرية تستدرج ردودا إسرائيلية هدامة. ونهيب بالجيش المسؤول مع القوات الدولية عن أمن الجنوب بالسيطرة على كامل أراضي الجنوب وتنفيذ دقيق للقرار 1701 ومنع إطلاق صواريخ من الأراضي اللبناني لا حرصا على سلامة إسرائيل، بل حرصا على سلامة لبنان. نريد أن ننتهي من المنطق العسكري والحرب واعتماد منطق السلام ومصلحة لبنان وجميع اللبنانيين “.
وسط هذه الأجواء نظّم أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت مسيرة احتجاجية تحت عنوان “كلنا ضحايا والمجرم واحد”، انطلقت من أمام مبنى صحيفة “النهار” بإتجاه مدخل رقم 3 للمرفأ، للمطالبة بكشف الحقيقة ورفع الحصانات، وجدّدوا المطالبة بتحقيق العدالة ومحاسبة المتسبّبين بالفاجعة. وخرجت نعوش من حرم مرفأ بيروت في المرحلة الثانية للمسيرة التي نظمها الاهالي وتوجهوا بها بإتجاه منطقة مار مخايل.
وعبّر أهالي الضحايا عن “إصرارهم على المطالبة بتسليم قتلة ضحاياهم إلى القضاء”، سائلين المحقق العدلي القاضي طارق البيطار “عدم الخوف أو التراجع والمضيّ قدماً في سبيل إظهار الحقّ وإجلاء الحقيقة”.