Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر October 28, 2023
A A A
افتتاحية “النهار”: الديبلوماسية الساخنة: الستاتيكو الميداني الجنوبي كم يصمد
الكاتب: النهار

 

ارتفع منسوب التحركات والاتصالات الديبلوماسية في اتجاه لبنان على نحو لافت في انعكاس مباشر لاحتدام المواقف الدولية والإقليمية من مجريات حرب غزة التي شهدت تصعيدا إسرائيليا جديدا مساء امس والمواجهات الميدانية عند الجبهة اللبنانية الإسرائيلية في الجنوب . وإذ لا تزال الصورة شديدة الضبابية لجهة اسباغ أي توقعات متسرعة حيال ما يمكن ان تتطور اليه الأوضاع الميدانية على الجبهة الجنوبية المرتبطة بمجريات حرب غزة، كانت ثمة معطيات لدى الاوساط الرسمية السياسية والامنية المعنية برصد التطورات الميدانية جنوبا مفادها ان “الستاتيكو” الميداني السائد منذ نحو ثلاثة أسابيع مرشح لان يستمر من دون تبديلات كبيرة وجذرية ما دامت المعطيات الطارئة او الجديدة المتصلة بمسار حرب غزة بدأت تتسع للمحاولات والجهود الآيلة الى اطلاق مسارات من مثل الكلام عن توسيط قطر في صفقة تبادل اسرى بين إسرائيل و”حماس” شرط الا تتفجر الأوضاع مجددا كما بدأ يحصل مساء امس. وإذ لوحظ انخفاض ولو نسبي ومحدود في حدة المواجهات الميدانية عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية فان ذلك دفع الأوساط نفسها الى اعتبار ان الحركة الديبلوماسية الكثيفة المتعددة الاتجاهات والمركزة في شأن لبنان تهدف على الأقل وفي ادنى الطموحات الى انتزاع مواقف ومعطيات تثبت هذا الواقع ولا تجنح به الى مواجهة حربية واسعة تنزلق بلبنان الى حرب شاملة في حال تصاعد الهجمات البرية الإسرائيلية على غزة. علما ان ثمة وجها اخر من هذه الحركة يعكس الاحتدام الديبلوماسي المتصل بالصراعات التي ترتبط بالوضع المتفجر في المنطقة وهو ما ترجمه حضور وفد برلماني إيراني امس الى بيروت مسابقا ومستبقا زيارة مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربارا ليف لبيروت الأسبوع المقبل ولو ان زيارته تأتي ضمن جولة على “دول النفوذ الإيراني” العراق ولبنان وسوريا.

كما انه وسط المساعي المحلية والخارجية لتجنيب لبنان الانخراط في الصراع، تلقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي امس إتصالا هاتفيا من وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي تم خلاله البحث في التطورات الراهنة في غزة وجنوب لبنان. وجدد رئيس الحكومة مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على اسرائيل لوقف عدوانها والتوصل الى وقف لاطلاق النار في غزة.

 

وفد إيراني

وفي غضون ذلك حطّ نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية الإيرانية في مجلس الشورى في الجمهورية الاسلامية في ايران إبراهيم عزيزي على رأس وفد برلماني في بيروت وزار رئيس مجلس النواب نبيه بري ونائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم.

وأوضح عزيزي انه “استنكاراً وادانةً للمجازر الصهيونية الوحشية وعملية الإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان الصهيوني الغاصب بحق الآمنيين والأبرياء والمدنيين العزل في قطاع غزة رأت الجمهورية الاسلامية الايرانية ان هناك واجباً انسانياً وسياسياً ملقى على عاتقها من اجل التحرك على كل المستويات المتاحة نصرة للشعب الفلسطيني المجاهد وإنطلاقاً من السعي الديبلوماسي والبرلماني الذي تقوم به الجمهورية الاسلامية الايرانية في هذا المجال أتينا اليوم كوفد برلماني في زيارة اقليمية بدأت في العاصمة العراقية بغداد وتستمر اليوم في بيروت وسنتجه غداً الى العاصمة السورية دمشق”. واشار الى انه “كانت هناك رسائل تطرح علينا اذا إستمرت هذه العمليات الارهابية الاجرامية الاسرائيلية بحق الامنيين في غزة ما الذي سيحصل يا ترى وكان جوابنا الواضح والقاطع في هذا المجال انه امام الاستمرار في هذا الاجرام الاسرائيلي وهذا الارهاب الصهيوني فلا بد لكل الشعوب العربية والاسلامية لا بل لكل الشعوب الحرة والابية في هذه المنطقة ان تهب هبة رجل واحد من اجل الصمود والتصدي والوقوف الى جانب الشعب الفسطيني ومن اجل التصدي امام هذا الارهاب الاسرائيلي”.

وخلال استقباله الوفد الايراني، قال نائب الأمين العام لـ”حزب الله”: “كشف طوفان الأقصى المؤيدين لفلسطين من المؤيدين للاحتلال الإسرائيلي وعدوانه. وقد أثبت ميدان المواجهة في غزة نبل الأداء المقاوم ووحشية إسرائيل وأميركا ومحورها” . واعتبر ان “طوفان الأقصى خسارة كبيرة محقَّقة للعدو الإسرائيلي وأصبحت من ثوابت التاريخ، ولا يمكن أن ينتصر هذا العدو بالمجازر ضد المدنيين، وهو أجبن وأضعف من أن ينتصر في الميدان في مواجهة أبطال فلسطين المقاومين المجاهدين . صورة الميدان تردد إسرائيلي، وخوف من المعركة البرية، في المقابل ثبات المقاومين واستمرار الصواريخ على الكيان ومواجهة للمواقع المقابلة لجنوب لبنان، كل ذلك بثقة واعتقاد بالنصر. لا يعلم الأميركي والإسرائيلي ما تخبئه الأيام إذا استمر العدوان”.

في المقابل التقى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في معراب السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو، وأفاد بيان ان “الجانبين توافقا على أولوية تجنيب لبنان خطر الانزلاق نحو الحرب وضرورة بذل كل الجهود الممكنة للحؤول دون ذلك، كما أكَدا الأهمية القصوى لتحصين المؤسسات الوطنيّة والدستورية من أجل مواجهة الأخطار الداهمة ولا سيّما مؤسسة الجيش اللبناني . وشدّدا على متابعة السعي بغية إيجاد الحلول الناجعة للأزمات الداخليّة العالقة على المستويين السياسي والاقتصادي رغم صعوبة الأمر”. وابلغ جعجع السفير الفرنسي موقفه من أن “منع اندلاع الحرب في لبنان هو في يدي الرئيسين نجيب ميقاتي ونبيه بري من خلال توصية نيابيّة أو قرار حكومي لنشر الجيش اللبناني على كامل الحدود الجنوبية وسحب المسلّحين اللبنانيين والفلسطينيين من جنوب الليطاني انفاذاً للقرار 1701 بالتعاون مع قوات اليونيفيل”.

 

خطة الطوارئ والوضع الميداني

الى ذلك دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري معظم اللجان النيابية إلى عقد جلسة مشتركة في تمام الساعة العاشرة والنصف من قبل ظهر يوم الثلثاء المقبل وذلك “لمناقشة الحكومة في خطة الطوارئ الوطنية لتعزيز الجهوزية لمواجهة تداعيات العدوان الإسرائيلي”.

اما على الصعيد الميداني فاعلن “حزب الله” امس عن سلسلة هجمات شنها على مواقع الجيش الإسرائيلي فاعلن أن عناصره استهدفوا بالصواريخ الموجهة مواقع رويسات العلم السماقة وزبدين في ‏مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ، كما اعلن عن هجوم على موقع الصدح بالصواريخ الموجّهة ‏والأسلحة المناسبة وتدمير أجزاء كبيرة من منشآته وتجهيزاته وسقوط ‏إصابات مؤكّدة بين أفراد حاميته ، كما أعلن عن هجوم على موقع “مسكاف عام” بالصواريخ الموجّهة والأسلحة المناسبة وتدمير قسماً من تجهيزاته الفنية.

في المقابل حصل قصف إسرائيلي على منطقة رباع التبن قرب مزرعة بسطرة وقصف مماثل على محيط كفرشوبا .

 

وتعرض موكب عسكري للجيش اللبناني بعد ظهر امس لإطلاق رصاص من موقع إسرائيلي في أطراف بلدة عيترون من دون تسجيل إصابات. وفيما استمر القصف الاسرائيلي على القرى الحدودية ، سقطت قذائف ضمن رقعة تدخل عناصر الدفاع المدني والجيش اللبناني أثناء إخماد حريق حرج في اللبونة – علما الشعب – صور، ما اضطرهم الى الانسحاب فوراً الى مكان آمن الى حين توقف القصف.كما سقطت قذائف مدفعية بين أطراف بلدتي علما الشعب والضهيرة. وتعرضت أيضاً معاد في محيط اللبونة قرب بلدة الناقورة للقصف الاسرائيلي. فيما انفجر صاروخ اعتراض باتريوت أطلق من داخل إسرائيل في أجواء بلدتي العديسة ورب ثلاثين.

وصباحاً، وبعدما خرق الهدوء الحذر الذي ساد الجبهة الجنوبية ليلا، إطلاق صاروخ موجه من لبنان تجاه مستوطنة المنارة، طلبت الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي من سكان المنارة عند الحدود مع لبنان التزام الملاجئ “بسبب حدث أمني” في حين قامت “اليونيفيل” بجولات مكثفة على طول الحدود مع اسرائيل.

يشار الى ان الأمم المتحدة قدرت بان نحو 29 الف نزحوا من جنوب لبنان جراء التصعيد في المنطقة الحدودية .