Beirut weather 14.1 ° C
تاريخ النشر December 31, 2022
A A A
افتتاحية “اللواء”: لبنان على أبواب سنة رابعة للأزمة.. بلا رئيس ولا سلطة تنفيذية
الكاتب: اللواء

عند منتصف الليلة تنطفئ الانوار ايذاناً بانطفاء سنة من اعمار المواطنين، شاء البعض القليل منهم، ان يحتفل بقدوم عام جديد في الملاهي، او الفنادق الفخمة والمتوسطة، وفي المطاعم العريقة والمستحدثة، فيما الغالبية الساحقة من الناس بالكاد تجد للمناسبة نكهة، الا إذا تسمّرت امام الشاشات لتشاهد وتستمع، ثم يأتي دور المنجمين.. ولو صدقوا كذبوا، بتعبير الشاعر العربي، ليجولوا ويصولوا في خفايا مستقبل سعر صرف الليرة، واسرار الانهيارات التي لم تحدث بعد..

أما في السياسة اليومية، فبقي التجاذب قائماً حول عقد جلسة لمجلس الوزراء، في ضوء الحاجة التي تستوجب عقدها. ومع المتاريس التي يضعها التيار الوطني الحر بوجه عقد جلسة لمجلس الوزراء، نقل عن الرئيس نبيه بري تأييده توجه الرئيس نجيب ميقاتي الى عقد جلسة وزارية كلما دعت الحاجة..

رئاسياً، بدأت الاتجاهات بين المرشحين تظهر اكثر وأكثر للعيان، ففي ظل تزاحم الاولويات بين قائد الجيش جوزاف عون ورئيس تيار المرده النائب السابق سليمان فرنجيه، كان من اللافت امس، وصول مدير دائرة الشرق الاوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي الوزير السابق جهاد ازعور الى بيروت، والبدء بزيارات للمراجع المعنية، فهو زار لهذه الغاية كلا من الرئيس بري والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.

وعلى الجبهة الاخرى، ما يزال تحالف في قوى 14 آذار يقف وراء النائب الحالي ميشال معوض.

وفي المعلومات ان عون بات الاقرب الى الدعم من جانب القرار العربي والدولي في ضوء الاتصالات القطرية، المدعومة من الجانبين الاميركي والفرنسي..

ولكن المعلومات تشير الى ان حزب الله ما يزال متمسكاً بترشيح فرنجيه، على ان يترك للفريق الآخر اختيار رئيس الحكومة ضمن صيغة «لا غالب ولا مغلوب» مشيرا الى ان معادلات الخارج الداعمة لعون، ليست اقوى من المعادلة الداخلية، لا سيما في ظل دعم حزب الله لفرنجيه.

 

 

وغداً، يستقبل اللبنانيون اول ايام السنة الجديدة بمزيد من الإحباط واليأس من اي حلول تنتشلهم من بؤرة العذاب اليومي والمعاناة المتمادية بسبب استهتار المسؤولين عنهم ومواصلة عنادهم ومكابرتهم وحرصهم على مصالحهم الخاصة وعدم مبادرتهم الى وقف هذا المسلسل الدرامي الذي دفع المواطن ثمنه من اعصابه وصحته وماله، بينما تذهب الامور بسبب عطلة الاعياد التي تمتد الى ما بعد عيد الميلاد لدى الطوائف الارمنية في السادس من كانون الثاني المقبل، والى مزيد من التأجيل والمماطلة والاشتباك السياسي المقيت، الذي يهدد بمخاطر انفلات امني ومجتمعي اوسع وتجاهل تام من الناس لوجود السلطة ومؤسسات الدولة التي ترهلت حتى الذوبان.في حين تتجه البلاد مجددا الى العتمة الاوسع بعد الخلاف بين وزارة المال ووزارة الطاقة على الاعتماد المطلوب من مصرف لبنان تأمينه لزوم شركة كهرباء لبنان لتشغيل معامل انتاج الكهرباء.

والى مزيد من الانهيار يتجه القطاع التربوي – بعد القطاع الصحي- حيث ان بداية العام 2023 قد تشهد اضرابات للمعلمين في المدارس الرسمية والخاصة، وربما يتحرك اساتذة الجامعة اللبنانية ايضاً، فبعد صرخة أساتذة القطاع الرسمي وتهديدهم بالإضراب، أطلق أساتذة القطاع الخاص إنذاراً، حيث اعتبر نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض في مؤتمر صحافي ان «اكمال العام الدراسي يلزمه مقومات الحد الادنى للحياة»، وحدد مهلة «تنتهي في الثامن من كانون الثاني المقبل». وقال: نحن سنكون بحل من الوعد الذي قطعناه على انفسنا باكمال العام الدراسي.

ومع ذلك ثمة من لا زال يبيع الامل بالرهان على تحرك سياسي مطلع العام المقبل قد يصل الى تسوية حول رئاستي الجمهورية والحكومة وبرنامجها، بينما توحي الاشتباكات والسجالات السياسية والاعلامية بأن كل ابواب الحلول ما زالت موصدة ولا يملك احد مفتاحها، ولعلها باتت تحتاج الى ثورة اجتماعية صاخبة تقلب الموازين والمعادلات السوداء، اوعصا خارجية غليظة تؤدب الخارجين عن ارادة الناس الراغبين بالراحة والاستقرار والحياة الكريمة.

وترددت معلومات عن تحرك ما سيقوم به رئيس المجلس نبيه بري بعد الاعياد، لكن ليس مجرد الدعوة الى الحوار الذي تم تفشيله، لكن قديقوم بمبادرة ما تحرك المياه الراكدة وتخلق نوعا من النقاش، كما يجري الحديث عن مسعى لدى نواب المعارضة من الاحزاب التقليدية والمستقلين والتغييريين في محاولة جديدة للتوافق على اسم او اسمين لرئاسة الجمهورية. لكن لا شيء واضحاً بعد ولا توجد حركة بارزة بين هؤلاء النواب للوصول الى مثل هذا التوافق.وقالت مصادر النواب لـ «اللواء»: صحيح هناك مسعى واتصالات لكنها لم تصل الى بلورة اي اقتراح اوحل.والمحاولة مستمرة.

وحتى الرهان على تحرك فرنسي ما بات في علم الغيب، بعد تمنع الرئيس الفرنسي عن زيارة لبنان بسبب عدم تجاوب المسؤولين الرسميين والسياسيين مع الاجراءات الواجبة للإنقاذ، مع انه اعلن التحضير لإجتماع رباعي فرنسي – اميركي – سعودي- قطري في باريس لبحث المخارج للازمة اللبنانية لم يتبلور شيء حوله بعد، فيما ينتظر الجميع ما سيحمله وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو الذي وصل الى بيروت، واعلن قبيل وصوله عبر حسابه على «تويتر»، أنه سيزور لبنان لتمضية ليلة رأس السنة مع الجنود الفرنسيين في اليونيفيل في جنوب لبنان، وأنه سيزور أيضا «مكان الانفجار في مرفأ بيروت حيث تعاونت عناصر الجيش الفرنسي مع عناصرالجيش اللبناني تعاونا وثيقاً».

واكدت السفارة الفرنسية في بيروت في بيان لها مساء، أنّ «لوكورنو سيتوجه إلى مقرّ قوات «اليونيفيل» في الناقورة، حيث سيلتقي رئيس بعثة «اليونيفيل» وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو ساينز، ثم ينتقل إلى المقر العام لعملية «دامان» في دير كيفا، في قلب منطقة عمليات القوات الدولية ويُعاين الخط البحري (المسمى الخط الأزرق) الذي رسمته منظمة الأمم المتحدة كخطّ فاصل بين لبنان وإسرائيل».

وذكرت السفارة «أنّ لوكورنو سيلتقي نظيره اللبناني، وزير الدفاع موريس سليم، وقائد الجيش جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري. كذلك، سيتوجه الوزير الفرنسي إلى مرفأ بيروت حيث ستعرض له الأعمال التي قام بها الجيش في منطقة المرفأ في العام 2020 بالتعاون الوثيق مع الجنود الفرنسيين».

واضاف بيان السفارة: وتؤكد الزيارة على الدعم الفرنسي للقوات المسلحة اللبنانية، كما أنّ لها دلالة أبعد من ذلك إذ تشير إلى تمسك فرنسا بنهوض لبنان الذي يمرّ عبر احترام الاستحقاقات الدستورية من أجل تبني الاصلاحات الضرورية، في حين أن اللبنانيين ما زالوا يعانون من الأزمة الاقتصادية والمالية والاجتماعية.

 

ميقاتي سنقوم بواجباتنا

وفي موقف جديد له، اكد ئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي خلال استقباله موظفي رئاسة الحكومة لمناسبة نهاية العام اننا «لن نتخلّى عن الأمل بنهوض لبنان وعودة الأمور الى وضعها الطبيعي، وسنظل نقوم بواجباتنا ولن نتوقف عند العراقيل والمصاعب».

وقال: لقد مرّ لبنان عبر تاريخه بصعوبات وظروف قاسية، ولكنه كان ينهض دائماً وينطلق من جديد، وهذه الانطلاقة ليست صعبة بتعاون كل الارادات وبوجود جنود مجهولين مثلكم يعملون بصمت برغم الأوضاع القاسية.

 

تأجيل كلمة السيد

أجّلت قيادة حزب الله الخطاب المقرر للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء امس الجمعة، وذلك لأسباب صحية بعد إصابته بالإنفلونزا «مما يعيق سماحته عن الحديث بالشكل المعتاد والطبيعي».

وأوضحت العلاقات الإعلامية للحزب في بيان، «أن السيد نصرالله يتلقى العلاج المناسب، وسيكون حاضراً خلال الإحتفال المقرر في ذكرى الشهيدين القائدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، يوم الثلاثاء المقبل الواقع فيه 3/1/2022 الساعة السادسة مساء».

 

مرسوم ترقية الضباط

على الصعيد الوزاري الاجرائي، وقّع وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الاعمال موريس سليم مراسيم ترقية الضباط كما وردت إليه بتاريخ امس، من قيادة الجيش وذلك للدفعة الأولى من العام ٢٠٢٣ من الرتب كافة. كذلك وقّع مجدداً مراسيم ترقية الضباط من رتبة عقيد إلى رتبة عميد والتي وردت بتاريخ امس أيضا من قيادة الجيش، وذلك عن الأعوام ٢٠٢٠ و ٢٠٢١ و٢٠٢٢ كونها لم تصدر في حينه، وقد أحيلت كلّها إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء وفقاً للأصول.

كما أصدر وزير الدفاع القرار رقم (1838/ود) يتعلق بتكليف العميد طبيب الأسنان ملحم حداد من المفتشية العامة للجيش «بتسيير أعمال المفتشية العامة لغاية تعيين مفتش عام أصيل». والتقى الوزير سليم العميد حداد في مكتبه في اليرزة صباح امس، معرباً «عن ثقته به لتسيير شؤون المفتشية على أكمل وجه، وزوده بتوجيهاته متمنياً له التوفيق في مهامه».

 

امن رأس السنة

على الصعيد الامني، وعشية رأس السنة، أكد وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي أن «350 كنيسة ستكون محميّة و519 ضابطاً منتشراً على الأرض و7700 عنصر و433 دورية منتشرة لحفط الأمن والنظام ليلة رأس السنة»، وقال: سأسهر على حفظ الأمن والأمان، والخطة الأمنية تمتدّ إلى ما بعد 1-1-2023. وطلب في مؤتمر صحافي من المواطنين «التعاون مع القوى الأمنية في حفظ النظام والأمن وإدراك خطورة إطلاق النار العشوائي».

وأضاف مولوي «التحقيق الجدّي مستمر في قضية إطلاق النار على مبنى «الجديد» وهناك دوريات لشعبة المعلومات متمركزة عند المبنى وتم تركيب كاميرات فوق جسر الكولا المطل على المحطة، وسنصل إلى الحقيقة، ولدينا معطيات لا يمكن الكشف عنها حالياً.

 

مطالب الاساتذة مجدداً

على الصعيد المعيشي والمطلبي، طالبت الهيئة التنسيقية للاساتذة المتعاقدين (مهني وثانوي وأساسي)، وزير التربية والتعليم في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي، «بقرار جريء وسريع يحفظ ساعات الأساتذة المتعاقدين خلال فترة التعطيل القسري، وحصر دوام أساتذة الملاك».

ودعت الهيئة المجلس النيابي ورئيس لجنة التربية النائب حسن مراد وأعضائها بالاجتماع الفوري وعقد جلسة تشريعية حياتية طارئة، والعمل على اقرار قانوني العقد الكامل وبدل النقل للمتعاقدين عن العامين المتتاليين 2022 و 2023، على أن يكون للسنوات المقبلة حق مكتسب لجميع المتعاقدين بمختلف مسمياتهم. بالإضافة الى إصدار تعميم بدفع مستحقات الاساتذة المتعاقدين (مهني- ثانوي- أساسي) كل شهرين أقله والالتزام بتنفيذه.

كما طالبت الهيئة المعنيين بصرف جميع المستحقات المتأخرة عن العام المنصرم للمتعاقدين بمختلف تسمياتهم ودفع مستحقات بدل النقل، وببدل انتاجية عن كل يوم عمل وفريش دولار تدفعها الوزارة عبر لـ”omt” حوالي (7$) فريش للأساتذة كافة بمختلف مسمياتهم، ودفع مستحقات شهري تشرين الأول والثاني والعمل على انتظام القبض الشهري ومستحقات الإمتحانات الرسمية عن العام المنصرم.

 

مصرفياً، بقي التزاحم امام المصارف في واجهة المتابعة، في ضوء التهافت من حملة الملايين، وربما الميليارات من الليرات اللبنانية امام المصارف، وداخل باحاتها، لاجراء عمليات «صيرفة» في ضوء تعاميم المصرف المركزي على هذا الصعيد.