Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر June 9, 2023
A A A
افتتاحية “اللواء”: جلسة «تبرئة الذمم».. والرئيس على همَّة التفاهمات الخارجية
الكاتب: اللواء

علَّق مرشح «التقاطع» الوزير السابق جهاد ازعور عمله في صندوق النقد الدولي، وأعلنت كتلة الوفاء للمقاومة حضور جلسة الاربعاء، والتصويت الى جانب المرشح المدعوم من الثنائي سليمان فرنجية، في وقت حسم فيه اللقاء الديمقراطي امره باتجاه التصويت الى جانب ازعور، الذي سبق للحزب، ورشحه من ضمن سلة من الاسماء الأخرى.

وأشارت مصادر سياسية الى مؤشرين مهمين، سجلا لصالح مرشح المعارضة والتيار العوني الوزير السابق جهاد ازعور، بمواجهة مرشح الثنائي الشيعي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، اولهما تراجع الجانب الفرنسي عن المبادرة التي اطلقها منذ اشهر وترتكز على دعم ترشيح فرنجية للرئاسة، والقاضي نواف سلام لرئاسة الحكومة المقبلة، بعدما ووجهت برفض من الكتل النيابية المسيحية الثلاث، وأطراف بالمعارضة بمعظم مكوناتها، وكانت زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي لباريس مؤخرا، بمثابة العامل الحاسم لاسقاطها، والمؤشر الثاني اعلان كتلة اللقاء النيابي الديمقراطي بعد اجتماعها بحضور وليد جنبلاط،تأييد ترشيح ازعور، باعتباره مرشحا، لا يشكل تحديا لاي طرف بعدما كان جنبلاط طرحه من جملة اسماء من خارج الاصطفافات السياسية قبل اشهر على الاطراف السياسيين الأساسيين.

وتعتبر المصادر المؤشر الأول بتحول الجانب الفرنسي عن مبادرته وتكليف الرئيس ايمانويل ماكرون، لوزير خارجية فرنسا الاسبق ايف لودريان بمهمة توافقية بين الاطراف اللبنانيين لحل الازمة الخطيرة التي يتخبط فيها، التخلي عن دعم مرشح المبادرة الفرنسية سليمان فرنجية، والبحث عن مرشح توافقي، واستتباع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا في قطر بعد لقاء مع بعض اعضاء دول اللقاء الخماسي، بموقف جديد، اعلنت فيه،بانه ليس لفرنسا اي مرشح للرئاسة الاولى في لبنان، ليس الاعلان الرسمي عن نعي مبادرتها، وانما بمثابة انضمام فرنسا لمواقف دول اللقاء الخماسي، بما تمثله دولهم اقليميا وعربيا ودوليا، والذين لم يؤيدوا مبادراتها سابقا، وكانوا على تباين معها.

واهمية المؤشر الثاني لتأييد كتلة اللقاء الديمقراطي بتأِييد ترشيح ازعور، تكمن بأنه يراعي توجهات دول اللقاء الخماسي وتحديدا المملكة العربية السعودية، وهي الدول التي حددت مواصفات ومعايير للمرشحين الرئاسيين، ولم تدخل في التسميات، وهذا المنحى قد ينسحب على العديد من النواب السنّة المبعثرين والتغييريين المترددين، ويزيد في اصوات النواب المؤيدين لترشيح ازعور.

وعليه، اتخذت جلسة الانتخاب رقم 12 لانتاج رئيس للجمهورية، مع تعيين مسؤول فرنسي رفيع هو وزير الخارجية السابق جاك – ايف لودريان، أبعادا جديدة، من دون اسقاط عناصر المفاجآت والحسابات والتأثيرات المباشرة على الكتل والتجمعات النيابية على مستوى الملتزمين او المحيرين او الرماديين.

وقال مصدر نيابي لـ «اللواء» ان الجلسة المقبلة اشبه بجلسة «تبرئة الذمم»، من تهم التعطيل، لا سيما مع التوجه الفرنسي الجديد وعزم دول اللقاء الخماسي، على انهاء الشغور، وسط البلوغ بعقوبات، على ان تحسم الاتصالات الجارية بين العواصم الوجهة الاخيرة للمرشح المكتوب له ان يكون رئيساً.

ومنعاً لأي تأويل، برَّر اللقاء الديمقراطي موقفه بأن الحزب او من رشح ازعور وهذا الترشيح لا يعني تموضعاً او اصطفافاً، مجددا الالتزام بالحوار من اجل التوافق، رافضا اعتبار ترشيحه كنوع من التحدي.

ولاحظت مصادر دبلوماسية متابعة ان التقاء كتلة حزب الله واللقاء الديمقراطي على الحوار، وكتل اخرى، يعني ان جلسة الاربعاء المقبل، لن تكون الحاسمة في انجاز انتخاب الرئيس، انما تفتح الباب امام حوارات جديدة لبلورة وضعية من شأنها إنضاج طبخة التفاهمات، بالتزامن مع اطلاق حركة اتصالات دبلوماسية- سواء عبر اللقاء المستمر بين الجانبين السعودي والسوري، او من خلال لقاء وزيرة الخارجية الفرنسية مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان خلال اللقاءات الخليجية- الدولية حول مكافحة الارهاب.

ويُنتظر ان تقوم باريس بمقاربات اخرى للملف يأخذ بالاعتبار التطورات التي حصلت بترشيح جهاد ازعور مقابل ترشيح سليمان فرنجية. فيما يفترض ان تتبلور تباعاً خلال الايام الفاصلة عن جلسة الانتخاب مواقف الكتل النيابية الحائرة او المترددة او المتأخرة عن تحديد موقف، بعد استنفاد كل الاتصالات والخيارات، وسط توجه لعدم استخدام الورقة البيضاء لدى معظم إن لم يكن كل الكتل والنواب المستقلين. فما يبدو من بعض المؤشرات والمواقف ان الامور ذاهبة الى تسوية جديدة لا احد يعرف متى تتم في ظل استمرار الاستعصاء القائم.

وفي ما يبدو انه مقدمة لنشاط رئاسي علني وبدء جولة جديدة من الاتصالات مع الكتل، اعلنت مديرة الإعلام في صندوق النقد الدولي جولي كوزاك، «أن مدير منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى جهاد أزعور علق عمله مؤقتاً في صندوق النقد الدولي، مشيرةً إلى أنه في إجازة حالياً، من أجل تجنب أي تصور بشأن تضارب المصالح».

وعلى هذا تتجه الانظار الى ما سيحمله لودريان والى مواقف الكتل والنواب الفرادى الذين لم يحددوا او يعلنوا خياراتهم بعد، لاسيما نواب جزين صيدا شربل مسعد أسامة سعد وعبد الرحمن البزري، و«الاعتدال الوطني» و«اللقاء المستقل»، وحتى موقف تكتل «التوافق» الجديد، ومجموعات «نواب التغيير» الذين يميل اغلبهم للتصويت لمصلحة ازعور ولو لم يتم الاعلان عن ذلك بعد، حيث توقعت مصادرهم تبيان وجهة كل مجموعة منهم واتخاذ القرار خلال ايام قليلة.

الى ذلك، وفي حين يُرتقب زيارة لودريان الى بيروت ربما قبل جلسة الانتخاب في 14 حزيران، التقى وزير الخارجية عبدالله بوحبيب وزيرة الخارجية الفرنسية في الرياض على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي «لهزيمة داعش» المنعقد في الرياض. وحسب المعلومات «تفاهم الوزيران حول مسألة السفير اللبناني في فرنسا. كما تناولا ملف النزوح السوري في لبنان والانتخابات الرئاسية، حيث شددت كولونا على ان ليس لفرنسا مرشح رئاسي، بل ما يهمها ان يصبح للبنان رئيس للجمهورية خاصة في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة».

كما افادت الوزيرة الفرنسية عن تعيين الرئيس ماكرون لودريان موفداً الى لبنان «حيث سينشط ليسرّع في مسار انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية». من جهته، أكد بوحبيب على ضرورة تأييد فرنسا للموقف اللبناني حول ملف النزوح السوري.

كما التقى الوزير بوحبيب وزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان، الذي «قدّم شكر القيادة السعودية وتقديرها لكافة الجهود التي بذلتها الأجهزة الأمنية المختصة في لبنان، وعلى سرعة تجاوبها في تحرير المواطن السعودي المختطف هناك». وجرى خلال اللقاء، استعراض العلاقات الثنائية، وسبل تعزيزها وتطويرها في العديد من المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، كما تناول الجانبان أبرز الموضوعات المطروحة في الاجتماع الوزاري للتحالف ضد «داعش».

وقد دعا الوزير بوحبيب الامير بن فرحان لزيارة لبنان، «مما يعطي زخما لعودة الاخوة السعوديين لزيارة وطنهم الثاني لبنان.كما شكر المملكة على التسهيلات التي قدمتها لاجلاء اللبنانيين خلال ازمة السودان».

وتناول الوزيران «اهمية الموقف العربي الاخير من الازمة السورية، والحاجة لحل عربي لها بما يعود بالفائدة على جميع الدول العربية في المنطقة، لا سيما لبنان عبر ايجاد حل لملف النزوح السوري وتداعياته. وفي هذا الاطار، اشار الامير الى انه يقوم بالجهود اللازمة مع الاوروبيين بما يراعي الهواجس اللبنانية». واكد «ان لبنان يواجه أعباء اقتصادية ولا يمكنه تحمّل كلفة بقاء اللاجئين السوريين».

وفي الرياض ايضاً، أكد رئيس وزراء قطر وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني «أنّ الحل السياسي في لبنان بيد اللبنانيين وليس أي دولة أخرى»، مؤكداً أنّ قطر تدعم الجيش اللبناني لأهميته لاستقرار البلاد.

وكشف بعد لقائه وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أنّ قطر تتشاور باستمرار مع فرنسا لإيجاد حلول سلمية لقضايا مثل الوضع في لبنان وسوريا والنووي الإيراني.

من جانبها، اشارت كولونا الى أنّ قطر وفرنسا تعملان معا على تقديم حلول سياسية للأزمة في لبنان وانتخاب رئيس لكل اللبنانيين.

في المقابل، رأى عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب فادي كرم أنّ «الأمور تسير بشكل مريح بالنسبة إلى المرشح الرئاسي جهاد أزعور، من دون أن تكون المعركة قد حُسِمَت»، مشيراً إلى أنّ الاتصالات ستستمرّ حتى موعد انعقاد الجلسة.

وأكّد كرم أنّ «المواقف التي صدرت عن «التيار الوطنيّ الحرّ» في هذا الصّدد إيجابيّة ومن المنتظر أن تصبّ نسبة كبيرة من أصوات نوابه لصالح أزعور».

وتوجهت كتلة «تجدد» بعد اجتماعها امس، «إلى بعض النواب المترددين في اتخاذ القرار المناسب، مطالبة إياهم، بحسم خيارهم وانتخاب المرشح الذي تقاطع على تأييده القوى النيابية كمخرج من الأزمة، وتنبه إلى أن الذرائع التي استعملت سابقاً من قبل بعض النواب، للاستنكاف عن مواجهة الوصاية على المؤسسات، أدّت إلى تصلب الممانعة في التمسك بفرض مرشحها، وشتت قوى المعارضة، وبالتالي بات يفترض بها اليوم، أن تصحح هذا الخطأ، بالتصويت في الاتجاه الذي يرفع الوصاية عن المؤسسات الدستورية وفي طليعتها رئاستي الجمهورية والحكومة».

جلسة حكومية

على الصعيد الحكومي، من المرتقب ان يدعو رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى جلسة لمجلس الوزراء مطلع الاسبوع المقبل وعلى الارجح الثلاثاء، لبحث واقرار ورقة الحكومة اللبنانية لمؤتمر بروكسل، وزيارة وزير المهجرين عصام شرف الدين الى دمشق الاربعاء او الخميس للتحضير لزيارة وفد حكومي رسمي الى العاصمة السورية للبحث فيملف عودة النازحين.

خفض تعرفة الكهرباء

معيشيا،  أعلنت مؤسسة «كهرباء لبنان»، في بيان، أنه «بناء على المداولات وتوجيهات رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ووزير الطاقة والمياه وليد فياض ووزير المالية يوسف خليل في الاجتماع المنعقد في السرايا الحكومية صباح الثلاثاء الواقع فيه 6/6/2023، ونظرا لانخفاض أسعار المشتقات النفطية، وانخفاض سعر صرف الدولارالاميركي في السوق الموازية واستقرار سعر صرف الدولار على منصة صيرفة، اتخذ مجلس إدارة المؤسسة في جلسته المنعقدة عصر الأربعاء الواقع فيه 7/6/2023 القرار رقم 285 القاضي بخفض التعرفة الكهربائية لإصدار فواتير شهري كانون الثاني وشباط 2023. على النحو التالي:

-حسم نسبة 25 في المائة على الرسوم الثابتة، أي على كل من رسم بدل الاشتراك وبدل التأهيل.

-الإبقاء على سعر الشطر الأول المدعوم، أي 10 سنت أميركي لكل ك.و.س. / لأول 100 ك.و.س. استهلاك.

– تخفيض سعر الشطر الثاني إلى 26 سنتا أميركيا لكل ك.و.س. استهلاك يزيد عن 100 ك.و.س.

صندوق النقد يحذّر

أعلن صندوق النقد الدولي، «أنّ لبنان بحاجة إلى تحرك عاجل بشأن إصلاحات اقتصادية شاملة لتجنب عواقب يتعذر إصلاحها على اقتصاده».

وقالت المتحدثة باسم صندوق النقد الدولي جولي كوزاك للصحافيين: إن هناك حاجة لإصلاحات لوقف الأزمة الشديدة والمتفاقمة التي يواجهها الاقتصاد اللبناني.