Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر November 19, 2023
A A A
افتتاحية “الديار”: محاولات لتحريك الملف الرئاسي من الباب القطري
الكاتب: الديار

بعد 42 يوما على اندلاع حرب غزة، لم يتمكن العدو الاسرائيلي رغم الدعم الاميركي المباشر والمجازر اليومية التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني في المستشفيات والمدارس من تحقيق اي هدف من الاهداف التي اعلنها، وبقي جيشه يواجه في توغله البري مقاومة منظمة وشرسة في كل المناطق والمواقع ويدفع اثمانا باهظة بالخسائر البشرية المادية.

ولتغطية عجزه في الميدان توجه العدو بحربه نحو المستشفيات والمدارس، ونفذ امس مجزرة جديدة في قصف مدرسة الفاخورة التابعة للاونروا ومدرسة تل الزعتر موقعا عشرات الشهداء والجرحى، وتحدث المراسلون عن مئتي شهيد وعدد كبير من الجرحى.

اضافة الى هذه المجزرة، اجبر جيش العدو افراد الطاقم الطبي والجرحى والمرضى والنازحين على مغادرة مستشفى الشفاء الذي حوله الى غرفة عمليات عسكرية بعد فشل ادعاءاته بوجود رهائن واسرى لدى حماس او وجود اسلحة في المجمع.

واستطاعت مجموعات المقاومة تدمير واصابة عدد من الدبابات والمدرعات وقتل عدد من جنود العدو، واسقاط مسيرة اسرائيلية في سيدروت في غلاف غزة.

وفي ظل تخبط المسؤولين الصهاينة، بدأت ترتفع الاصوات داخل وخارج المؤسسة العسكرية الاسرائيلية لقبول اقتراحات تبادل الاسرى، والتي كان اخرها صفقة تبادل 50 اسيرا اسرائيليا بعدد من الاسيرات والاسرى الاطفال في سجون العدو التي رفضها رئيس وزراء العدو نتنياهو في اللحظة الاخيرة.

كما تظاهر عشرات الالوف من الاسرائيليين واسر الاسرى امس مطالبين الحكومة بالاسراع في الافراج عن الاسرى لدى حماس وفصائل المقاومة.

وعلى جبهة لبنان تواصلت المواجهات بين حزب الله وجيش العدو، وتمكن الحزب من اسقاط مسيرة مقاتلة متطورة للعدو من نوع هيرميز 450 سقط حطامها في اصبع الجليل. كما هاجم مواقع وتجمعات لجنود العدو موقعا اصابات مباشرة، واعترفت وسائل الاعلام الاسرائيلية بمقتل جندي.

وفي ظل هذا المشهد الميداني، بقي موضوع مصير قيادة الجيش موضع اتصالات وجهود مكثفة. لكن المعلومات المتوافرة لـ «الديار» قالت انه لم يتم اي تقدم في هذا الشأن، الامر الذي ادى الى تأخير انعقاد مجلس الوزراء الذي قيل انه كان سيجتمع غدا.

وقال مصدر وزاري لـ«الديار» امس ان المحاولات المكثفة الجارية لايجاد حل او مخرج لهذه الازمة لم تنجح حتى الان، مؤكدا ان لا جلسة لمجلس الوزراء يوم غد الاثنين كما تردد.

واستبعد المصدر ان ينعقد مجلس الوزراء الاسبوع المقبل لان «طبخة قيادة الجيش» لم تنضج بعد، مشيرا الى ان هناك طروحات يجري الاخذ والرد بشأنها اكان لجهة تعيين قائد جديد للجيش واعضاء المجلس العسكري للمقاعد الشاغرة بمن فيها رئيس الاركان، ام لجهة التمديد للعماد جوزاف عون لستة اشهر. لكن كل هذه الطروحات تواجه صعوبات وعقبات وتدور حتى الان في حلقة مفرغة.

وفي المعلومات التي توافرت لـ«الديار»، فان فكرة تعيين قائد جديد للجيش تقدمت في الايام الثلاثة الاخيرة، بعد ان تبين ان صيغة التمديد للعماد عون تواجه صعوبات كبيرة، ان عبر الحكومة او عبر مجلس النواب.

واضافت ان تقدم فكرة التعيين يعود لموافقة التيار الوطني الحر على صيغة تعيين السلة الكاملة بما فيها قيادة الجيش. كما رشح ان الادارة الاميركية التي كانت تضغط للتمديد لعون، ابدت موقفا مرنا من تعيين قائد جديد للجيش لتفادي حصول الشغور في قيادة الجيش، وان السفيرة الاميركية في لبنان شيا لم تبد ممانعة في تعيين مدير المخابرات العميد طوني قهوجي قائدا للجيش.

وفي هذا المجال قال مصدر مطلع لـ «الديار» انه على الرغم من تقدم خيار التعيين، هناك صعوبات كبيرة تواجهه منها رفض جهات سياسية وروحية مسيحية سلوك هذا المسار في غياب رئيس الجمهورية، بالاضافة الى المشاكل القائمة حوله داخل الحكومة، لا سيما ان الرئيس ميقاتي يحاذر القبول بالسير في التعيين ولا يحبذ الاقدام على مثل هذه الخطوة.

وفي السياق نفسه، قال مصدر نيابي في الثنائي الشيعي لـ «الديار» امس: ان موقفنا يتلخص بالتاكيد على المحافظة على المؤسسة العسكرية ودورها الوطني، وعلى عدم شغور موقع قيادة الجيش. ونحن مع اي حل او مخرج يتلاءم مع هذا الموقف ويحظى بتفاهم المكونات السياسية».

ورفضت مصادر سياسية مسيحية معارضة لتعيين قائد جديد للجيش للديار القول» ان خيار التمديد للعماد عون قد تراجع لمصلحة فكرة التعيين». وقالت «ان نسبة التمديد لقائد الجيش ما زالت كبيرة، معتبرة ان تعيين قائد جديد للجيش يواجه صعوبات كبيرة ورفضا واسعا في غياب رئيس للجمهورية».

ولم يستبعد مصدر نيابي ان يبقى التجاذب حول هذا الموضوع مستمرا حتى موعد انتهاء ولاية العماد عون في 10 كانون الثاني المقبل، وقال انه في مثل هذه الحال يصبح خيار تولي الضابط المسيحي الاعلى رتبة مهام قيادة الجيش امرا واقعا، وهو عضو المجلس العسكري العميد بيار صعب.

 

محاولات تحريك الملف الرئاسي
على صعيد اخر، قال مصدر سياسي مطلع لـ«الديار» ان هناك محاولات يجري التمهيد لها لاعادة تحريك ملف الاستحقاق الرئاسي استنادا الى معلومات واجواء تفيد بان قطر تنوي استئناف تنشيط الاتصالات حول هذا الملف بعد ان تكون قد حققت نجاحا في الوساطة التي تقودها للافراج عن دفعة من الاسرى الاسرائيليين لدى حركة حماس مقابل الافراج عن اسرى ومعتقلين فلسطينيين في سجون العدو الاسرائيلي وزيادة تزويد غزة بالمساعدات والوقود.

واضاف المصدر انه لم تبرز بعد اشارات واضحة حول موعد استئناف التحرك القطري المدعوم من اللقاء الخماسي، لكن الجديد في هذا الموضوع ان الدوحة استبدلت في الاونة الاخيرة طرح اقتراح انتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون بما تصفه مرشح الخيار الثالث المتمثل بالمدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري.

وحسب المعلومات، فان الدوحة تركز على البيسري مؤخرا بدلا من عون، مع العلم ان وضع رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه ما زال على ما هو بالاستناد الى دعم الثنائي الشيعي وجهات سياسية اخرى.

ووفقا لمصادر مطلعة، فان قطر تعتقد ان خيار البيسري ربما يسهل مهمتها اكثر من الاستمرار في طرح ترشيح عون، باعتباره لا يواجه اعتراضات حادة ويمكن ان يشكل الخيار الثالث.

ووفقا لما سجل مؤخرا، فان جهات سياسية في الموالاة والمعارضة باتت تتعامل مع اللواء البيسري على انه مرشح جدي ويملك حظوظا في السباق الى بعبدا.

وذكرت المعلومات ان هناك محاولات جس نبض تجري بعيدا عن الكواليس في شأن خيارات الاستحقاق الرئاسي بانتظار التحرك القطري المنتظر.

وفي المقابل، قال مصدر نيابي مطلع لـ «الديار» امس ان موضوع الاستحقاق الرئاسي ما زال مجمدا، مقللا من اهمية المعلومات حول قرب استئناف المساعي القطرية في هذا الشأن. ووصف ما يجري بانه «حكي عن بعد»، مشيرا الى ان الوضع الناشئ عن حرب غزة زاد من جمود هذا الملف.

واضاف ان هناك دعوات واتصالات خجولة تجري حول الاستحقاق الرئاسي لكنها لا ترتقي الى مستوى تحريك هذا الملف بشكل فعال، مشيرا الى ان هناك اجواء عن عزم البطريرك الماروني بشارة الراعي اعادة رفع الصوت من اجل اعادة استحضار هذا الملف وعدم ربطه بحرب غزة.

وحول هذا الموضوع، قال مصدر نيابي في الثنائي الشيعي لـ «الديار»: «ان موقف ثنائي امل وحزب الله معروف، وعن دعم فرنجيه، مع التاكيد في الوقت نفسه على الحوار بين سائر القوى والاطراف حول الاستحقاق الرئاسي لانتخاب رئيس للجمهورية في اسرع وقت ممكن».

 

 

حزب الله يسقط مسيرة مقاتلة
وعلى الصعيد الميداني، تواصلت المواجهات بين حزب الله وجيش العدو الاسرائيلي. وتمكن الحزب بواسطة صاروخ ارض جو من اسقاط مسيرة قتالية متطورة للعدو من نوع «هيرميز 450» سقط حطامها في اصبع الجليل فجر امس، وهي مسيرة تستخدم لمهام قتالية عديدة.

كما هاجم عددا من مواقع وتجمعات قوات العدو موقعا فيها اصابات مباشرة، واعترفت وسائل الاعلام الاسرائيلية بمقتل جندي.

ومن هذه المواقع: البياض، الراهب، ثكنة راميم، العباد، سعسع المستحدث، حدب البستان، حلة وردة، وشتولا.

وكانت مسيرة للعدو قصفت فجر امس معملا للالمينيوم في منطقة النبطية البعيدة عن المناطق الحدودية، كما قصفت بالطيران الحربي والمروحيات والمدفعية مناطق عديدة في القطاعات الثلاثة الغربي والشرقي والاوسط.