Beirut weather 13.54 ° C
تاريخ النشر December 9, 2022
A A A
افتتاحية “الديار”: لا ولادة في الجلسة التاسعة وبري يخرج «ارنب» الحوار حفاظا على «ماء وجه» الكتل النيابية
الكاتب: الديار

 

وفي الجلسة التاسعة لم يأت المخاض الرئاسي بنتيجة، كان «الطلق» كاذبا ولم يخرج من «رحم» ساحة النجمة الا «أرنب» حواري جديد من قبل رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي وضع الكتل النيابية امام مسؤولياتها من خلال اعادة تقديم طرحه في توقيت مختلف لا بصيغة مختلفة هذه المرة حيث بات الجميع يشعر بالاحراج من المشهد الهزلي الذي يتكرر كل يوم خميس، ولهذا قد يكتب لهذه المحاولة النجاح، لا في انتاج رئيس طبعا وانما في تغيير عنوان «المسرحية» من جلسة اسبوعية عقيمة لانتخاب الرئيس الى حوار عقيم للاتفاق على الرئيس العتيد، وفي كلا الحالتين النتيجة معروفة، لا تسوية رئاسية تلوح في الأفق دون نضوج «الطبخة» الاقليمية والدولية، وقد كان واضحا عدم وضعه على «النار» بعد من خلال اجواء السفيرة الفرنسية آن غريو التي جاءت الى عين التينة حاملة اسئلة لا اجوبة، وجولة ديفيد هيل الدبلوماسي الاميركي السابق العارف ببواطن الامور والذي ذكر على مسامع من التقاهم بان لبنان اليوم ليس على «الطاولة» بعد. وفي الانتظار قد يكون الحوار المفترض مخرجا «لحفظ ماء الوجه» للجميع بينما يواصل التيار الوطني الحر «لحس المبرد» في حربه الاعلامية والسياسية المفتوحة على حليفه الوحيد حزب الله الذي شكل ويشكل ومن خلال التجربة سندا حقيقيا في «السراء والضراء»، واذا كانت «الرسالة» في الجلسة الرئاسية تحمل طابعا «ولاديا» وغير ناضج من خلال فرض تعادل «وهمي»بين الاوراق البيضاء والتصويت للنائب ميشال معوض، فان بيان الرد على بيان الدائرة الاعلامية في حزب الله حمل اصرارا مستغربا على التصعيد «والعبث» في منطقة محرمة وحساسة لدى «حارة حريك» من خلال الاصرار على محاولة تشويه مصداقية الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله المعروف عنه لدى العدو قبل الصديق انه «اذا وعد وفى». هذه العلاقة التي يحرص على متناتها حزب الله الذي عمم اجواء بوقف اي تصعيد والاكتفاء بالتوضيحات التي صدرت في بيانه الاخير، لن «يغصب» احد على البقاء اذا اراد الرحيل.

الدعوة الحوارية
فيما كان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي يؤدي مناسك العمرة في السعودية على هامش تلبيته دعوة الرياض لحضور القمة العربية الصينية، على راس وفد ضم وزير خارجيته المتمرد المحسوب على التيار والوزير المنشق عن الطاشناق، ووزير المال، تكرر المشهد الممل في ساحة النجمة بالامس، ولم يتمخض عن الجلسة التاسعة اي جديد رئاسيا، رئيس المجلس النيابي نبيه بري استغل حراجة الموقف التي تمر به الكتل النيابية وحشرها في «الزاوية» من خلال دعوته الى تحويل الجلسات الانتخابية العقيمة الى طاولة حوار موسعة، ووفقا لمصادر نيابية مطلعة، فان نسب النجاح مرتفعة هذه المرة لان الكل محرج ويحتاج الى مخرج من «مهزلة» يوم الخميس، وفي هذا السياق، يرغب بري في التدرج حواريا من خلال ثلاثة مراحل، الاولى استعراض وجهات النظر المتقابلة ومحاولة فهم حقيقة مواقف كل كتلة سياسية على حدة. المرحلة الثانية تقديم كل طرف طروحاته حيال كيفية الخروج من المأزق. وثالثا، دمج هذه المقترحات ومحاولة الوصول الى قواسم مشتركة تؤدي الى تسوية حول هوية الرئيس المقبل. ولهذا فهو يريد من الكتل السياسية ان تلاقيه في «منتصف الطريق» وهو سيمهلها حتى بداية الاسبوع المقبل للاعلان عن مواقفها، وهو ابلغ من راجعه انه في حالة نجاح الدعوة فان اللقاءات ستعقد في القاعة نفسها التي شهدت الحوار في العام 2006 عبر ممثلين عن الكتل، ولن تكون في القاعة العامة لان حضور 28 نائبا سيعني فوضى ومزايدات ولن تصل الامور الى اي نتيجة، وفي حال وافق الجميع على هذه الخطوة سيعلن تحويل جلسة الخميس المقبل الى جلسة حوارية لا انتخابية.

هل توافق الكتل النيابية؟
وفي المواقف الاولية، لا يعارض حزب الله الفكرة بل يؤيدها وهو على تنسيق كامل مع بري حول كامل مندرجاتها، القوات اللبنانية تدرس الخطوة وتميل نحو الايجابية دون ان يحسم الامر بعد، موقف التيار الوطني الحر لا يزال مبهما، واختار عدم حسم خياره على نحو متسرع، وهو يدرس تداعيات الرفض والقبول وعندها سيكون الموقف اكثر وضوحا. كتلة «اللقاء الديموقراطي» لن تقاطع اي حوار يرعاه بري، اما حزب الكتائب فهو ايجابي للغاية ولن يرفض اي حوار يجري ضمن المؤسسات، اما النواب المستقلون والتغييريون، فلا موقف موحدا بعد وبعضهم يتريث في الاعلان عن الرفض او القبول بانتظار تبلور المشهد على نحو اكثر وضوحا. وعقدت الجلسة بغياب النواب جميل السيّد، سليم الصايغ، سيمون أبي رميا، ياسين ياسين، وضاح صادق، الياس بو صعب، ستريدا جعجع، نعمت افرام، طه ناجي، علي عسيران، ملحم رياشي وهاغوب بقرادونيان، فيما حضر النائب جبران باسيل بعد جولة الانتخاب ولم يشارك في عملية الاقتراع. وكانت مداخلة لعضو تكتل «الجمهورية القوية»، النائب فادي كرم، كرّر فيها موقف زميله في التكتل النائب أنطوان حبشي الذي أدلى به في الجلسة السابقة، فتوجّه إلى بري بالقول إنّ «البلد ينهار وكلّنا مسؤولون وأنت المسؤول الأكبر»، وطلب منه دعوة النواب «الذين لا يحضرون ليحضروا ويفاجئوا الشعب اللبناني بخبر إيجابي وهو انتخاب رئيسٍ». فردّ بري قائلاً إنّ الجميع يعلم أنني قبل انتهاء ولاية فخامة رئيس الجمهورية أحاول وأؤكد ضرورة أن يكون هناك حوار، من أجل ماذا؟ من أجل الوصول إلى حلّ وتوافق. فالسؤال هل هناك إمكان لأيّ أمر غير الحوار؟ إن شاء الله يقتنع الجميع بهذا الأمر.وكما في كل جلسة طار النصاب بعد فرز الاصوات في الجلسة الاولى، ودعا بري الى جلسة «مبدئيا» يوم الخميس المقبل.

استراتيجية «التيار» التعادلية !؟
وكان بري دعا الكتل النيابية كافة إلى إبداء رأيها بشأن الحوار قبل الخميس المقبل، فيما لم تحمل جلسة مجلس النوّاب التاسعة لانتخاب رئيسٍ للجمهورية أيّ جديد يميّزها عن سابقاتها سوى «التعادل» الذي سُجّل في عدد الأصوات بين الورقة البيضاء والنائب ميشال معوّض، وقد انتهت عملية فرز الأصوات على النحو الآتي: معوض: 39، أوراق بيضاء: 39، عصام خليفة: 5، أوراق ملغاة: 15، سليمان فرنجية: 0، زياد بارود: 1، وأسماء6 أخرى. وهذه النتيجة واضحة لما اعتبره التيار الوطني الحر «رسالة» الى حزب الله رداً على مشاركته في جلسة الحكومة الإثنين الماضي، وقد لمّح إلى ذلك النائب جبران باسيل الذي اكتفى بعد انتهاء الجلسة بالقول «على قد ما لازم»، كما أكد النائب غسان عطالله في تصريحه خلال مغادرته مجلس النواب قائلاً: أصبح هناك تعادل. وهو امر اعتبرته مصادر سياسية مقربة من الحزب بانه امر مخيب للآمال و»مخجل» لان ما حصل سيناريو «ولادي» بكل ما للكلمة من معنى، وهو اساسا لا يغير من المشهد شيئا، لكنه يؤكد ان الازمة المفتعلة من قبل «التيار» لا علاقة لها ابدا بجلسة مجلس الوزراء الاخيرة التي اعتبرت ضربا للميثاقية، والا هل يمكن لهذا الرد ان يكون على هذا المستوى المتدني غير المتناسب مع هول «الجريمة» المفترضة من قبل الحزب.وفي أوّل تعليق من «التيار» على بيان حزب الله الذي صدر امس، قال عطالله إنّ كلام باسيل «لم يكن كما ذُكر في البيان». واعتبر أنّ حضور حزب الله في جلسة مجلس الوزراء ضرب للشراكة الوطنية وللالتزام الذي حصل.

علاقة التيار – حزب الله!
وفي هذا السياق، يبدو «التيار» مصرا على رفع مستوى السجالات الاعلامية مع حزب الله، ومع مسارعة نوابه الى عدم منح اللقاء «العرضي» في المجلس النيابي مع النائبين علي عمار وحسن فضل الله طابع عودة الاتصالات الى سابق عهدها، والاصرار على ان الحديث كان عاما ولم يتطرق الى العلاقة الثنائية، خرجت اللجنة المركزية للاعلام والتواصل في «التيار» ببيان تفصيلي ردا على بيان سابق للدائرة الاعلامية للحزب صدر عقب كلام باسيل. ووصف «التيار» بيان اعلام حزب الله بانه «ملتبس» ويحمل تناقضات، مصرا على ان ما حصل نكث للوعود السابقة، واصفا ما ورد في بيان الحزب بانها مزاعم ، متهما حليفه بعدم الوضوح… خاتما البيان بالقول» اما الصداقة فان التيار الوطني الحر يعرف معناها جيدا لانه يقدم كل ما يلزم في سبيل حفظها، الا ما يتعلق بمسألة الدور والوجود والشراكة. متوعدا بشرح مفصل من باسيل يوم الاحد المقبل».

هل يتمسك «الحزب» بالعلاقة؟
وفي المقابل» يبذل حزب الله جهدا لوقف التصعيد تستغرب اوساط مقربة منه هذا الاصرار على شحن الاجواء من قبل «التيار»، وترى فيها «دعسة ناقصة» لن تستدرج الحزب الى «فخ» الردود المتبادلة والسجالات التي لا طائل منها. ولولا ان باسيل استهدف «بسهامه» مصداقية الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لما كان بادر الى الرد عليه. مع العلم ان السيد لا ينتظر شهادة من احد في المصداقية، واذا كان ثمة من لديه شك، فعليه ان يقرأ ماذا يقول العدو الاسرائيلي. ووفقا للمعولمات، لا اتصالات مباشرة حتى الآن بين الطرفين، الحزب يعمل على استيعاب الطرف الآخر، وهو متمسك بالعلاقة الا ذا لم يعد باسيل يريدها، وهذا خياره. لكن بات واضحا ان المسألة ليست حكومة او جلسة استثنائية وانما ملف الرئاسة الاولى حيث لم يهضم رئيس التيار التبني غير الرسمي من قبل حزب الله لترشيح فرنجية وهو سيعمل اي شيء لمحاولة ثنيه عن ذلك.؟!

لبنان ليس على «الطاولة»
على صعيد آخر، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة مساعد وزير الخارجية الاميركي السابق مدير مركز ويلسون للدراسات في واشنطن ديفيد هيل والوفد المرافق، حيث تم عرض للتطورات والاوضاع العامة، ووفقا لاوساط مطلعة، كان هيل واضحا في مقاربته للوضع اللبناني، وقد شروحات مستفيضة خلاصتها ان لبنان الان، وبحكم تجربته السابقة ومعلوماته، ليس على «الطاولة» الاقليمية او الدولية الآن وعلى قواه السياسية محاولة تقطيع الوقت باقل الاضرار الممكنة اذا كان الوصول الى تفاهامات وتسويات غير متاح. مشددا على ضرورة الحفاظ على الاستقرار الامني وتجنب اي اهتزازات قد يصعب استيعابها بسبب الانشغالات الدولية عن المنطقة. وبعد اللقاء قال هيل «كان لقاء ايجابيا جدا مع رئيس مجلس النواب. وشرف لي أن التقيه كزيارة أولى الى بيروت كمواطن ومدير لمركز ويلسون في واشنطن بعد خدمة 34 عاما في الخارجية الاميركية وكما هو معلوم إن مركز ويلسون هو مركز مستقل يقوم بإعداد نقاشات وأبحاث وتنظيم حوارات مفتوحة في واشنطن حول جملة قضايا دولية وأن برنامج قسم الشرق الاوسط في المركز أطلق برنامجا حول لبنان وحول الموضوع الاقتصادي والبرنامج السياسي وأين موقع لبنان في المنطقة وكيف يبنى لبنان». واضاف: «هذه العناوين هي على طاولة المركز في واشنطن وكذلك دور الإغتراب في مستقبل لبنان». وقال: «أنا هنا اليوم لكي أسمع واتعلم لقد كنت هنا منذ سنة ولمست نوعا من الاسى حيال مجريات الوضع لكن أعلم ان الوضع غير ميؤوس منه. لبنان أنجز انتخابات نيابية وكذلك هو في طور القيام بإصلاحات مالية واقتصادية حيث ان الدعم الدولي جاهز للمساعده فور إنجازها.والمطلوب ان تتوافر إرادة سياسية لدى اللبنانيين لإتخاذ هذه الخطوات الضرورية لاعادة الثقة واذا ما توافرت هذه الارادة السياسية لدى اللبنانيين للتعاون مع المجتمع الدولي والمؤسسات في لبنان والقطاع المالي اذا ما تضافرت هذه الجهود فأنا متفائل بمستقبل افضل للبنان».

غريو لا تملك اجوبة
وفي السياق نفسه، لم تحمل السفيرة الفرنسية آن غريو اي جديد الى عين التينة، ووفقا للمعلومات، حملت الكثير من الاسئلة ولم تكن تملك اي اجوبة حول مآل الاتصالات الفرنسية مع القوى الاقليمية والدولية حيال لبنان. وهي شجعت بري على مبادرته الحوارية، وتساءلت عن حظوظ نجاحها في احداث اختراق في الملف الرئاسي. وما اذا كانت باريس يمكن ان تلعب اي دور في تقريب وجهات النظر. وكان واضحا ان باريس عبر سفيرتها قد نعت على نحو غير مباشر نتائج زيارة الرئيس ايمانويل ماكرون الى الولايات المتحدة الاميركية، في ما يخص الملف اللبناني حيث عاد خال الوفاض ودون اي جديد يذكر، كما ان الرياض لم تتعاون كما يجب حتى الان مع المقترحات الفرنسية.

اضراب «الفا» و«تاتش»
معيشيا، لا تزال البلاد تتخبط في ازماتها، دون اي افق لحلول في ظل الفراغ المخيف، وتوالي فصول الانهيار ومواصلة موظفي شركتي الخليوي «ألفا» و»تاتش» إضرابهم لليوم الرابع احتجاجاً على عدم تلبية مطالبهم. وتوقفت أعمال خدمات الزبائن، وأُقفلت متاجر الشركتين في بيروت والمناطق، وتوقف توزيع الخطوط والبطاقات المسبقة الدفع وأعمال الصيانة.