Beirut weather 20.21 ° C
تاريخ النشر April 13, 2023
A A A
افتتاحية “الديار”: توافق سياسي شامل على التمديد للبلديات والزيادات للقطاع العام على «الورق»
الكاتب: الديار

بين ١٣ نيسان ١٩٧٥ و١٣ نيسان ٢٠٢٣ المسلسل واحد وطويل، لم يتبدل شيء، طيور الظلام لم تهاجر سماء لبنان بعد، الطوائف وراء متاريسها، القوى السياسية هي نفسها من الاجداد الى الاباء وصولا الى الابناء، شعارهم واحد «التكاذب المشترك» وتعميم الخوف من الاخر، لم يفعلوا شيء سوى نقل البلد من فتنة الى فتنة، لم ينزلوا من «بوسطة عين الرمانة بعد»، يسكنهم الحنين الى حروب الزواريب والقتل وخطف الوطن على الهوية، نجحوا في ممارسة كل الموبقات والمحظورات وفشلوا في بناء دولة لها مكانة تحت الشمس، زرعوا القلق، هجروا الناس، حاصروهم بكم هائل من الازمات، عمموا العتمة والاحباط واليأس، هجروا الطاقات وخيرة الشباب والصبايا، ادخلوا الغصة والدموع الى بيوت كل اللبنانيين وما زالوا على غيهم، متمسكين بكراسيهم ونكاياتهم، انهم ناد واحد من ٨ و١٤ اذار في تعميم نهج الفساد والنهب وابقاء البلد على «حافة المهوار» عند كل عاصفة اقليمية ودولية.

وسط هذه العتمة القاتلة شكلت المقاومة وانجازاتها بقعة الضوء الوحيدة في العتمة القاتلة عبر تحرير الارض وحفظ الكرامات. لكن المشكلة الاساسية تبقى في الناس الذين «اجروا» عقولهم لجلاديهم، وهذا ما يبقي البلد اسيرا لمرحلة ١٣ نيسان واستحالة الخروج منها الا بكنس هذه الطبقة وبناء الدولة المدنية، دولة المواطنة والحق والخير.

 

 

الانتخابات الرئاسية

القرار للخارج في الانتخابات الرئاسية، والدخان الابيض يتطلب تسويات بحاجة الى بعض الوقت، قد تظهر في القمة العربية في الرياض في ١٩ ايار، لكن لا شيء محسوم كون الملف الرئاسي ليس اولوية عربية ودولية وتتقدم عليه الملفات اليمنية والسورية والعلاقات العربية _التركية والتحضيرات للقمة، هذا ما كشف عنه سفير دولة معنية بالانتخابات في بيروت لعدد من الاعلاميين امس، مؤكدا ان رياح التسويات العربية – العربية، والايرانية – العربية انجزت وتوجت امس بزيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الى جدة بعد تلقيه دعوة رسمية، بالاضافة الى سرعة الخطوات لجهة اعادة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران التي قد تعلن في العيد. هذه التطورات الايجابية ستلفح لبنان حتما، ولن يكون الاستثناء، لكن الامور بحاجة الى بعض الوقت، والحل ليس مستحيلا كما تشيع القوى اللبنانية، والبلد لن ينهار، وعندما يوضع الملف الرئاسي على طاولة البحث الجدي بين ايران والسعودية وسوريا كونهم اللاعبين الاساسيين مع واشنطن «مقللا» من دور فرنسا، عندئذ سيخرج الدخان الابيض والقوى السياسية «ستنزل عن الشجرة» وتبصم على ما كتب بالحبر الاقليمي والدولي جازما القول « لا قدرة لاي فريق داخلي على «خربطة» التفاهمات الخارجية واسقاطها» وايران ستكون في صلب المفاوضات والاتصالات والتفاهمات.

ودعا السفير المعني خلال اللقاء، اللبنانيين للاستعداد لاستقبال المتغيرات الكبرى، وتنظيم خلافاتهم، والاقلاع عن بعض الرهانات، وان يضعوا في حساباتهم المرحلة الجديدة وايجابياتها القائمة على لعبة المصالح وليس التوترات، لكنها لن تكون على حساب لبنان مطلقا. وعلى اللبنانيين ان يتابعوا التطورات المتلاحقة في المنطقة وضرورة مواكبتها، متحدثا عن تبدلات في الموقف القطري من عودة سوريا الى الجامعة العربية والقرار سيصدر غدا في اجتماع في الرياض في حضور دول مجلس التعاون الخليجي والاردن وسوريا والعراق.

هذه الاجواء الاقليمية الجديدة، تفرض نفسها على القوى الداخلية لجهة مقاربة الملف الرئاسي بطريقة مختلفة بعد نصائح دبلوماسية للقيادات السياسية بالهدوء وخفض سقف مواقفها، حتى السفير السعودي في لبنان وليد البخاري الذي يستعد لمغادرته بعد الاعياد، ابتعد عن الصورة الداخلية واطلاق التصاريح، حيث يقضي اجازة الاعياد في بلاده، وهذا الصمت ينطبق على معظم السفراء العاملين على الخط الرئاسي، مع التاكيد ان القوى الداخلية لن تخرج عن الرغبات الايرانية – السعودية – السورية – الاميركية – الفرنسية والقطرية عندما يصدر القرار الذي يقوم على مبدأ «لا غالب ولا مغلوب» وفتح صفحة جديدة حتى بين السعودية وحزب الله واولى بوادر ذلك، افراج الرياض عن الناشطة التونسية التي تعاطت بشكل ايجابي وداعم مع منشورات حزب الله ومواقفه.

 

 

تفاهمات المقاومين ووحدة الجبهات

وفيما كانت اخبار التفاهمات السعودية- السورية- الايرانية والعربية تتصدر نشرات الاخبار العالمية، كانت تفاهمات وتحالفات من نوع اخر ترسم في بيروت والضاحية الجنوبية، تؤسس لمسار جذري ومختلف في الصراع مع العدو الاسرائيلي عبر «وحدة الجبهات» ومنع استفراد اي جبهة او ساحة، وشكلت الضاحية الجنوبية منذ مطلع شهر رمضان المبارك ساحة للالتقاء بين كل قيادات محور المقاومة الذين اجتمعوا وتوافقوا على تصعيد المواجهات وكتابة عصر عربي – جديد، كما جاء اللقاء السياسي امس بعنوان «درع القدس»: الضفة نحو عهد جديد بمشاركة حزب الله والسفير الايراني وجميع الفصائل الفلسطينية من فتح الى حماس والجهاد الاسلامي والقيادة العامة والجبهة الشعبية والجبهة الديموقراطية ليشكل وحدة حقيقية في مواجهة الاحتلال من الضفة الغربية الى قطاع غزة، عبر غرفة عمليات واحدة تقود المواجهات وتمنع استفراد اي جبهة وتؤسس البدايات للتحولات الكبرى في الصراع العربي الاسرائيلي التي بدات من جنوب لبنان وتستكمل اليوم في فلسطين وغدا في الجولان وبعد غد في ساحات أخرى.

هذه الانجازات يعود الفضل فيها الى قيادة حزب الله التي عملت ونجحت في تصليب التحالفات والمواجهات، حيث شهدت بيروت منذ مطلع شهر رمضان اجتماعات رفيعة لقيادات محور المقاومة ظهرت نتائجها سريعا وتستكمل غدا في يوم القدس الذي دعا الى احيائه الامام الخميني كل عام في اخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك، وسيتحدث فيه السيد حسن نصرالله الذي دعا الى اوسع مشاركة في يوم القدس.

ما جرى في الضاحية الجنوبية كان موضع اهتمام عالمي، وكشفت شبكة سكاي نيوز الاميركية عن محاولات ادارة بايدن الحثيثة للحصول على المعلومات، عما جرى في الضاحية الجنوبية من تحركات لقادة محور المقاومة.

 

 

مجلس المطارنة الموارنة

من جهته، ناشد مجلس المطارنة الموارنة في اجتماعه الشهري برئاسة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي النواب، تحكيم ضمائرهم لانجاح الاستحقاق الرئاسي، كما تابع مجلس المطارنة التحركات السياسية والدبلوماسية المحلية والعربية والدولية الذي يعطي املا على صعيد انجاز الاستحقاق، كما استنكر المحاولات لتحويل الجنوب الى صندوق لتبادل الرسائل وطالب الجيش وقوات الطوارئ بتطبيق القرار ١٧٠١ وناشد القوى الاقليمية والمجتمع الدولي مساعدة لبنان على تحمل الاعباء وانتقد عمليات المضاربة على العملة الوطنية محذرا من خطورة ترسيخ النزوح السوري.

 

 

الانتخابات البلدية

على صعيد آخر، فيلم تاجيل الانتخابات البلدية والاختيارية لم يكن اخراجه موفقا، في ظل توافق سياسي شامل على ترحيلها لسنة على ابعد تقدير، وتأمين النصاب للجلسة التشريعية لاقرار التمديد في حضور القوى المسيحية، وتحديدا التيار الوطني الحر الذي قاطع الجلسات الحكومية والتشريعية بسبب الفراغ الرئاسي. لكن المشكلة حسب العاملين على خط الانتخابات تعود الى رفض كل القوى تحمل مسؤولية التعطيل، وكل فريق رمى الكرة على الاخر، وغياب وزيري المالية والداخلية عن جلسة اللجان النيابية المقررة لتمويل اجراء الانتخابات البلدية شكل مادة للكتل النيابية للهجوم على الحكومة وتحميلها مسؤولية التمديد للمجالس البلدية، ودعا الرئيس بري هيئة مكتب المجلس الى الاجتماع اليوم لمناقشة الملف البلدي وامكان عقد جلسة تشريعية. وحسب المعلومات، فان المرجعيات السياسية حسمت القرار بتاجيل الانتخابات البلدية منذ اسابيع عبر اتصالات بعيدة عن الاضواء، وهذا ما ادى الى غياب اي نشاط انتخابي بلدي، كما لم تسجل اي ترشيحات في الشمال قبل شهر من موعد اجرائها، علما ان البلاد تدخل في عطل الاعياد واول ايار، وهذا ما يشكل عقبة اضافية امام تأمين الامور اللوجيستية وانجاز طلبات الترشيح. هذا مع العلم ان نائب رئيس المجلس النيابي الياس ابي صعب اعلن انه سيتقدم باقتراح قانون بتاجيل الانتخابات البلدية لـ٤ اشهر.

 

 

اجتماع اللجنة الوزارية لدرس الرواتب

رغم الاعلان الصادر عن اجتماع اللجنة الوزارية لدرس المالية العامة باقرار الزيادات لموظفي القطاع العام بما يعادل ضعف الراتب، فقد تبين ان هذه الزيادة ما زالت على الورق، بانتظار درس التغطية المالية لها في اجتماعات لاحقة، وقد خضعت الزيادات للتباينات والنقاشات الحادة بين الوزراء، جراء ملامسة الازمة المالية الخطوط الحمراء واستحالة الحوافز التي وعدت بها الحكومة، فيما طرح بعض الوزراء فرض ضرائب جديدة وتحديدا على الاملاك البحرية، وهناك رؤى مختلفة ومتباينة حول هذا الامر ستحسم في اجتماع الحكومة الثلاثاء المقبل، ويتخوف عدد من الوزراء ان تؤدي الزيادات الى رفع نسب التضخم بعد ان وصل لبنان الى المرتبة الاولى في هذا المجال، ولا يفصله الا خطوات عن تصنيفه بـ «الدولة الفاشلة». هذا الوضع المزري يتطلب، حسب نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، تسريع الخطوات بالاتفاق مع صندوق النقد الدولي، بالتوازي مع اجراءات داخلية في القطاعات الصحية والمحروقات قبل فلتان الامور في حال تاخر انجاز الاستحقاق الرئاسي.

 

 

اخلاء سبيل هدى سلوم

بعد الافراج عن الموقوفين الـ ١٠٠ في تهم الفساد وقبض الرشى في الدوائر العقاربة الاسبوع الماضي، اخلى امس قاضي التحقيق في جبل لبنان زياد الدغيدي سبيل رئيسة هيئة ادارة السير هدى سلوم بعد ٥ اشهر على توقيفها وجميع المتورطين معها في ملف قبض الرشى في ما عرف «ملف النافعة»، واحاله على النيابة العامة الاستئنافية للرفض او الموافقة، وقد تمت عمليات اخلاء السبيل مع عودة العمل الى مصلحة تسجيل السيارات في النافعة، وعلم ان عمليات اخلاء السبيل تمت بصفقة سياسية شاملة وبموافقة الجميع.