Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر April 5, 2023
A A A
افتتاحية “الديار”: الزيارة القطرية جوجلة للداخل لم تتجاوز الاستطلاع… ودروب المرشح الثالث لم تعد وعرة
الكاتب: الديار

يتوالى الاهتمام العربي والغربي بلبنان، ضمن لقاءات خارج البلد وزيارات داخلية، آخرها كان في باريس للاستماع الى بعض المرشحين الى الرئاسة، او مَن يتم التداول بأسمائهم حول بنود ومسائل عالقة لمعرفة مواقفهم وطروحاتهم، وبحسب الاجوبة يأتي الرد ويكون في معظم الاحيان مبهماً، مع مجموعة نصائح، وفي هذا الاطار افيد بأنّ بعض مرشحيّ الصف الثاني، الذين يتم التداول بأسمائهم بين الحيين والاخر، قاموا بزيارات خاطفة الى باريس بعيداً عن الاضواء وعادوا خائبين.

وفي الداخل سجّلت زيارة الوفد القطري الى بيروت، برئاسة وزير الدولة في وزارة الخارجية محمد عبد العزيز الخليفي حركة استطلاع رئاسية، خلال لقاء المرجعيات والقيادت السياسية، من دون ان تحمل مبادرة كما افاد البعض، بل إصغاء الى مواقف تلك القيادات وطرحا للحلول التي تراها مناسبة، في محاولة لإيجاد صيغة توافقية للأزمات السياسية والمالية والاقتصادية، وقد حظيت هذه الزيارة بمباركة سعودية – اميركية – ايرانية، سبقها لقاء الاسبوع الماضي بين الوزير القطري ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في طهران، وكان ملف لبنان حاضراً، كما سبق ان تابع الخليفي مع الدول الخمس تفاصيل الملف اللبناني، الامر الذي اطلق العنان لحركة سياسية اقليمية – دولية تجاه لبنان، رأت فيها مصادر سياسية مطلعة خطوةً ايجابية، من المرجّح ان تنتج رئيساً للبنان خلال شهرين، في حال عملت الاتفاقيات العربية والاقليمية ضمن الاطر الايجابية والمساعي لإنقاذ لبنان، قبل الاسابيع الاخيرة من انهياره، وفق التقارير الغربية التي حذرت من ذلك.

اما باريس الباحثة عن رئيس لبناني، يحمل صفات التوافق مع ضمانات، لم تكن مستحبّة على قلب المملكة العربية السعودية، فلم تؤد محاولاتها الى الوصول الى ذلك الرئيس المقبول من اكثرية الاطراف، لذا عمل الوفد القطري ضمن مهمة يقال فيها اقل من مبادرة واكثر من استطلاع، لمعرفة آراء المرجعيات والقيادات السياسية خصوصاً تلك المعنية بالاستحقاق الرئاسي، وقد اتت ضمن تفويض من قبل دول عديدة، نظراً الى تواصلها مع عدد كبير من الاطراف السياسية في لبنان، بهدف إيجاد حل للمعضلة الرئاسية، انطلاقاً من إيصال رئيس مقبول في الداخل ويحظى بثقة خارجية.

 

 

جولة لافتة للوفد القطري

وفي السياق نشرت اخبار عن لقاءات الوفد القطري مع المعنيين بالملف الرئاسي، كانت بعيدة عن ارض الواقع ، ويوم امس زار الوفد معراب واليرزة وبنشعي وميرنا الشالوحي لمواصلة جوجلة المواقف الداخلية، مع رئيس حزب «القوات» وقائد الجيش ورئيس «التيار الوطني الحر» ورئيس تيار «المرده»، وقد برز التكتم عن بعض تلك اللقاءات، وخصوصاً لقاء الوفد مع النائب جبران باسيل، الذي بقي بعيداً عن وسائل الاعلام والتصوير.

لكن على خط معراب، اوضح رئيس جهاز الاعلام والتواصل في «القوات اللبنانية» شارل جبور خلال اتصال مع « الديار» ، وبعد مشاركته في اجتماع الوفد القطري مع الدكتور سمير جعجع، أنّ الوزيرالخليفي لم يطرح اي اسم رئاسي كما ذكر البعض، واصفاً اللقاء بالاستطلاعي، وهو اصدق تعبيرعن الجولة القطرية، وقال: »لقد استطلعوا مواقف القوة السياسية على تناقضها وانقسامها واختلافها، من اجل تكوين وجهة نظر قطرية عن المواقف اللبنانية التعدّدية والخلافية»، مؤكداً ان ليس هنالك من مبادرة، وبالتالي كان هدف اللقاء معرفة خلفية نظر كل فريق سياسي لا اكثر ولا اقل.

 

 

الثنائي متمسّك بفرنجيه: الاقدر على إدارة المرحلة

وعلى الخط المقابل، ما زال الثنائي الشيعي متمسّكاً وداعماً لرئيس تيار «المرده» سليمان فرنجيه، ويرى فيه الاقدر على إدارة المرحلة، ولن يتخلى او يتراجع عن تأييده، وفق مصادر مقرّبة من حزب الله، أكدت ذلك خلال اتصال مع «الديار» ليلاً.

اما في ختام لقائه مع الجانب الفرنسي، فقد افيد وفق مصادر خاصة لـ « الديار» بأنّ فرنجيه تلقى نصيحة بضرورة الانفتاح على احد الخصمين المسيحيين، والتقارب منه للوصول الى بعبدا، فإما «التيار الوطني الحر» وإما «القوات اللبنانية»، وفتح نقاشات وتبادل الآراء والطروحات، كي يحظى بالاصوات التي يحتاج اليها للوصول الى بعبدا.

كل هذا يشير الى انّ الملف الرئاسي بات اليوم ضمن حراك متسارع، أكان على مستوى الداخل أو الخارج، وينتظر الشهرين المقبلين إما لتصاعد الدخان الابيض بعد القمة العربية في الرياض، وحل العقدة الرئاسية اللبنانية، من خلال فتح الدروب المقفلة امام مرشح ثالث مقبول من اكثرية الافرقاء، وهذا هو الحل الانسب، وإما للبقاء في الدوامة التي سترافقها اشهر عديدة من الفراغ الرئاسي.

 

 

ضغوط فاتيكانية لإنقاذ لبنان

وفي الاطار الرئاسي ايضاً، افيد بأنّ اهتماماً كبيراً يسجّل منذ ايام من دائرة الفاتيكان حيال الملف اللبناني، وهناك ضغوط في اتجاه عواصم القرار للمساعدة والمساهمة في الحل، لانّ الوضع دخل مرحلة الخوف الكبير من انهيار لبنان، بسبب التحذيرات التي برزت في الاسبوع الماضي، وبأنّ الفاتيكان دعا الى ضرورة الاستعجال لانتخاب رئيس للجمهورية، على ان يحصل اجتماع مرتقب لهذه الغاية بين الرياض وباريس.

 

 

خلوة الصلاة والتأمل

وعلى الخط المسيحي تتجه الانظار اليوم الى الخلوة الروحية في حريصا، التي تبدأ عند التاسعة من صباح اليوم، وفي السياق تشير مصادر الصرح البطريركي لـ» الديار» الى ان ّ السياسة ستغيب عن الخلوة لانّ هذا اليوم مخصص للصلاة فقط والتأمل بالتزامن مع اسبوع الآم السيّد المسيح، لكن لا بد ان تفتح ثغرة في الجدار وتنطلق قريباً نحو إزالة التباينات، لافتة الى انّ الخلوة ستكون بعيدة عن وسائل الاعلام ، انه يوم الصوم والصلاة والتوبة استعداداً لعيد الفصح المجيد، والتركيز سيكون على البعد الروحي لا البعد السياسي، اي الصلاة من اجل لبنان ووحدة ابنائه، ونأمل ان تزيل الاحتقان والردود وتبادل الاتهامات.

 

 

القطاع العام يواصل الإضراب

في إطار الاضرابات والاعتصامات للحصول على المطالب، أكدت روابط القطاع العام استمرارها في الإضراب المفتوح، معلنة «الإصرار على النضال بكل الوسائل»، في وقت لا تزال فيه حكومة تصريف الأعمال تدرس سلسلة إجراءات لاتخاذها في الجلسة المرتقبة، للبحث في بند أساسي هو انعكاسات الأوضاع المالية والنقدية على الرواتب والأجور في كل القطاعات.