Beirut weather 23.41 ° C
تاريخ النشر August 9, 2022
A A A
افتتاحية “الجمهورية”: هوكشتاين في إسرائيل ولبنان ينتظره.. وسعي لتكتل معارض يخوض الإستحقاقات
الكاتب: الجمهورية

كلما مضى الاهتمام بملف التأليف الحكومي الى مزيد من التراجع، كلما ارتفعت وتيرة الاهتمام بملف الاستحقاق الرئاسي الذي ستدخل البلاد في المهلة الدستورية لإنجازه مطلع الشهر المقبل، حيث بدأت تنعقد لقاءات واتصالات علناً وبعيداً من الاضواء تحضيراً لخوض غماره رغم «كلمة السر» الخارجية التي تحكمه او تتحكّم به عادة، وسط تساؤل عن مصير ترسيم الحدود البحرية الذي يفترض ان يحسم خلال الفترة المتبقية من الشهر الجاري في ضوء عودة الوسيط الاميركي عاموس هوكشتاين، الموجود في اسرائيل هذه الايام، بالرد الاسرائيلي على الموقف اللبناني.

ينتظر ان يتصدّر ملف ترسيم الحدود البحرية واجهة الاهتمامات مجددا اذ باتت تحكمه مهلة زمنية اقصاها ايلول المقبل، وهذا الملف بات محفوفاً بمخاطر خصوصا في حال جاء الرد الاسرائيلي المنتظر على الاقتراح اللبناني سلبياً، وذلك بعد ان بدأت اسرائيل تسرّب عن وجود اتجاه لديها الى تأجيل استخراج الغاز من حقل «كاريش» الى ما بعد ايلول، ما يدلّ الى احتمال وجود مراوغة او هروب الى الامام من توقيع اي اتفاق مع لبنان الى ما بعد انتخاباتها التشريعية في تشرين المقبل، والتي تسبق او تأتي عشية الانتخابات النصفية الاميركية.

وقالت مصادر متابعة لملف الترسيم لـ«الجمهورية» ان لبنان لن يقبل بأي تأجيل اسرائيلي للبَت النهائي بملف ترسيم الحدود لاقتناعه انّ هذا التأجيل ينطوي على توجه اسرائيلي للهروب من هذا الاستحقاق، او على الاقل الهروب من الاقرار بحدود لبنان وحقوقه النفطية والغازية اذ لا ضمان في انّ اسرائيل ستعود الى التفاوض لإبرام الاتفاق مع لبنان بعد انتخاباتها، التي قد توصِل الى السلطة جهات اسرائيلية متشددة ترفض الاقرار بحقوق لبنان التي تحددها المواثيق والقوانين الدولية المرعية الاجراء.

 

هوكشتاين في اسرائيل

في هذه الاثناء افادت وسائل إعلام اسرائيلية ان المبعوث الأميركي الخاص بقضية ترسيم الحدود البحرية مع لبنان اموس هوكشتاين موجود في إسرائيل، ويتابع ملف ترسيم الحدود.

وفي انتظار عودته الى بيروت، استقبل نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب امس سفير قطر في لبنان ابراهيم بن عبد العزيز السهلاوي وبحث معه في موضوع ترسيم الحدود البحرية والتطورات الاقليمية.

الى ذلك تترقب الاوساط السياسية مواقف ينتظر ان يعلنها الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله اليوم في ختام مسيرة العاشر من محرّم في ضاحية بيروت الجنوبية، والتي يتوقع ان يتطرّق في جانب منها الى ملف ترسيم الحدود البحرية، وهو كان قد أمل حتى ايلول أنه سيُبَت بهذا الملف في ضوء ما يُشاع من ايجابيات حول امكان التوصل الى اتفاق في شأنه قريباً.

 

تحذير اسرائيلي

وفي سياق متصل قال رئيس معهد أبحاث الأمن القومي والرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الجنرال عاموس يادلين إنّ «حزب الله» اللبناني سيفكر مرتين في أي مواجهة، وسيفكر في قضية منصة كاريش خصوصا بعد العملية العسكرية ضد قطاع غزة».

 

واضاف يادلين في تصريح للاذاعة الاسرائيلية «انّ أهداف العملية التي اطلقت عليها اسرائيل اسم «الفجر الصادق» كانت محدودة، ونتائجها حققت زيادة وقوة للردع الإسرائيلي».

واشار إلى أن نصرالله «ينظر ويرى دقة المخابرات الإسرائيلية في معرفة اماكن اختباء القادة، وان دولة إسرائيل تعرف أيضا كيفية ربط النيران بدقة». وقال: «حزب الله» عليه ان يفكر مرتين وان يستخلص النتائج الذي رآها في العملية الاخيرة كرادعٍ له في قضية الحدود البحرية الجنوبية»، وفق صحيفة «معاريف» العبرية. وشدّد يادلين على أن «اسرائيل ستتعامل بقوة مع «حزب الله» اكثر من تعاملها مع الجهاد الاسلامي».

 

غياب التأليف

 

من جهة ثانية غاب ملف التأليف الحكومة عن المسرح السياسي امس، اذ لم يسجل اي موقف جديد في شأنه ما زاد من تعزيز الانطباع بأنّ الحكومة الجديدة، ان لم تؤلف قبل نهاية الشهر الجاري فسيكون من المستحيل تأليفها خلال مهلة الـ60 يوماً الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية الجديد، والتي تبدأ مطلع ايلول وتنتهي في 31 تشرين الاول.

وفيما تراجعت السجالات العلنية بين مكتب إعلام الرئيس المكلف تأليف الحكومة نجيب ميقاتي وبين بعض المحيطين برئيس الجمهورية وإعلام «التيار الوطني الحر»، برزت امس تسريبات تصوّب على ميقاتي مباشرة بنقل كلام عنه في «مجالسه» قالت انه توقّعَ فيه «ارتفاع سعر الدولار الى ستين الف ليرة»، فسارَعَ مكتبه الاعلامي الى اصدار البيان الآتي: «إنّ ما يردده بعض الاعلام من كلام منسوب زوراً الى رئيس الحكومة عن وصول سعر صرف الدولار الى 60 الف ليرة كذب وتضليل، ويندرج في سياق الحملات المعروفة الاهداف، فاقتضى التوضيح».

«الإعتدال الوطني»

 

وفي هذا السياق، استغرب تكتّل «الإعتدال الوطني» خلال اجتماع استثنائي له امس «المواقف الصادرة عن كتلة التيار الوطني الحرّ تجاه رئيس الحكومة»، مشيرا الى أن «هذه المواقف المرفوضة لا تصّب إلّا في اتجاه تعطيل تشكيل الحكومة وعرقلتها، كما أن المصلحة العامة تقضي بوقف كل هذه المهاترات التي لا طائل لها، والشعب اللبناني يراهن على مسؤولين يساعدون في إنقاذه من أزمته المعيشية والإجتماعية والمالية لا أن يساهموا في توسعة الهوة بينهم». واعتبر أنّ «التعرّض لموقع رئاسة الحكومة كالتعرّض لموقع رئاسة الجمهورية امر مرفوض، ويدفع في اتجاه تأجيج المشاعر الفتنوية بين شرائح المجتمع بدلاً من ردعها».

 

التحضير لتكتل تغييري

وعلى طريق التحضير لخوض غمار الاستحقاق الرئاسي وغيره من الاستحقاقات التي ستسبقه وستلحقه، انعقد بعد ظهر امس لقاء نيابي في مقر مجلس النواب في خطوة تهدف الى تشكيل جبهة نيابية معارضة تجمع على الاقل ما بين 24 و26 نائبا من المعارضين والتغييريين، وغاب من المدعوين الى هذا اللقاء النائبان حليمة قعقور وبولا يعقوبيان فيما اعتذر آخرون بسبب ارتباطات.

واعلن المكتب الاعلامي للنائب فؤاد مخزومي، في بيان، انه «في إطار المساعي الكثيفة لكتلة «التجدد» لتوحيد المعارضة وتطبيق البنود التي وضعتها عندما أعلنت عن تشكيلها، اجتمعت الكتلة مع نواب وشخصيات ووجوه تغييرية عديدة لوضع خريطة طريق تطبق البنود الاساسية للكتلة التي تنطلق من أسس السيادة والاستقلال والنهوض بالبلد عبر برنامج إصلاحي إنقاذي ضمن خطة اقتصادية متكاملة، والعمل جار على توسيعها والتنسيق مع كتل أخرى تحمل المبادئ نفسها».

حضر اللقاء كل من النواب فؤاد مخزومي، ميشال معوض، أشرف ريفي، أديب عبد المسيح، نعمت أفرام، الياس حنكش، الياس جرادي، ياسين ياسين، سامي الجميل، ملحم خلف، مارك ضو، وضاح الصادق، رامي فنج، نديم الجميل، جميل عبود، ونجاة صليبا».

 

وقالت مصادر نيابية مطلعة لـ«الجمهورية» ان اللقاء، الذي عُقد على «العتمة» بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن المجلس، جمعَ 16 نائباً، 6 منهم من كتلة نواب التغيير وآخرون من الكتل المُحدثة «تجدد» و«وطن الإنسان» المستقلين و«الكتائب اللبنانية»، بعدما انضووا جميعاً تحت شعار المعارضة للمنظومة التي خاضت الانتخابات في مواجهتها». وأكدت المصادر ان هذا اللقاء «لن يكون الاول بل انّ اتفاقا جرى على عقد لقاءات دورية قد تكون نصف شهرية او شهرية في المرحلة المقبلة، خصوصا على عتبة دخول البلاد مدار الانتخابات الرئاسية مطلع ايلول المقبل».

 

ولفتت المصادر الى ان الدعوات الى اللقاء كانت تضم مجموعة كتلة نواب صيدا الثلاثة فاعتذر احدهم لأسباب عملية، ودعا آخرون الى مزيد من المشاورات قبل اللقاء، على حد ما نقل عن النائب عبد الرحمن البزري، فيما اعتذر النائب غسان سكاف لأسباب مهنية.

وإذ تحاشى المجتمعون الغوص في كثير من التفاصيل، تم الاتفاق على ضرورة وضع آلية عمل تقودهم الى البحث في كل ما سيطرح على جدول أعمال اي جلسة نيابية واجتماعات اللجان النيابية قبل الوصول الى الاستحقاق الرئاسي.

 

المجلس شقان

في غضون ذلك، توجّه رئيس حزب «القوّات اللبنانيّة» سمير جعجع من حدث الجبة أمس إلى «جميع النواب الذين يعدّون في صفوف المعارضة»، قائلاً: «إن مجلس النواب اليوم شقان، الأول مع محور الممانعة أي السلطة الموجودة وهو كناية عن 61 نائباً وهؤلاء معروف أمرهم وقد أعطوا أحسن ما يمكنهم إعطاؤه وهو الوضع الحالي الذي نعيشه اليوم، وهناك الشق الثاني المكوّن من النواب الـ67 الآخرين».

واضاف: «انّ الناس لم ينتخبونا من أجل أن ندلي بالتصريحات إن كان في مجلس النواب أو في الشارع، إنما أعطونا وكالتهم النيابيّة من أجل تغيير واقع حياتهم. ومن أجل القيام بذلك، علينا الإقدام على تصرّفات معيّنة فنحن اليوم أمام استحقاق انتخابات رئاسة الجمهوريّة وأي خطة إنقاذ في لبنان عليها أن تبدأ برئيس جمهوريّة «مِتل الخَلق» في اعتبار أن الأمور بسيطة ولسنا في صدد معادلات صعبة، فإذا أردنا التأكد من أمر معيّن ما علينا سوى معاينة خلافه. الجميع يرى ما هو حاصل اليوم في قصر بعبدا والنتائج التي وصلنا إليها، وإذا كنا نريد غير هذه النتائج فنحن بحاجة لرئيس بعكس الموجود اليوم».

وقال جعجع: «النواب الـ67، أي التغييرين، والجدد، نواب أحزاب المعارضة إن كانوا «قوات لبنانيّة» أو «حزب اشتراكي» أو «كتائب لبنانيّة» أو «أحرار» أو غيرها من الأحزاب، فإنهم مدعوون إلى تكثيف اتصالاتهم فيما بينهم. وهذا ما نحن في صدده حالياً، من أجل أن يتمكنوا في أول محطّة عمليّة مطروحة أمامهم، وهي انتخابات رئاسة الجمهوريّة، من تحقيق التغيير لتكون محطّة ناجحة وليس كسابقاتها التي من الممكن أن تكون قد أتت في وقت سريع وقريب جداً اذ لم يتمكن أفرقاء المعارضة من التنسيق فيما بينهم».

 

«العهد فاشل»

وفي جديد المواقف السياسية، قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط انَّ «العهد فاشل حاقد يريد تصفية جميع الخصوم، ولبنان بلد متعدد فلا بد من احترام التنوع، والعهد جلب لنا الكوارث».

وأضاف في حديثٍ الى قناة «المملكة» الأردنية أنَّ «باسيل هو القوة الأكبر الرديفة لرئيس الجمهورية، وهو يُمسك بوزارات أساسية منها وزارة الطاقة، ومن يُمسك بهذه الوزارة يُمسك بملف الغاز والطاقة». وتابع: «باسيل يقول أنا موجود ولن يكون ثمّة أي إصلاح أو انتخاب رئيس من دوني، وأنا بدوري لست مستعداً لتضييع الوقت مع هذه الحالات العبثية».

 

ولفت جنبلاط الى أنه «ما من أحد ترشح لرئاسة الجمهورية، وكل منهم ينتظر إشارة خضراء أو صفراء من سفارة أو من جهة أخرى. وما من أحد منهم تقدم ببرنامج ونحن نريد رئيسًا يملك برنامجاً واضحاً، أما الآخرون فلينتظروا على أبواب السفارات فهذا شأنهم». وأكّد أنَّ «كتلة «اللقاء الديمقراطي» ستصوّت على رئيس جمهورية يملك برنامجا سياسيا واضحًا». وشدّد على انَّ «رئيس الجمهورية المقبل، عليه وضع برنامج مع «حزب الله» لاستيعاب سلاحه ضمن منظومة دفاعية».

واعلن: «سألتقي مع مسؤولين من «حزب الله» هذا الأسبوع لتذليل بعض العقبات في شأن الكهرباء وإنشاء شركة نفطية لبنانية». ودعا إلى «إنشاء شركة وطنية للنفط لاستخراج «الثروات» لجميع اللبنانيين، بحيث لا تكون ملكاً لشخص يمثّل شركة نفط هنا وشخصاً آخر من هناك». وشدّد على أنه «إذا توحّدت الغالبية الجديدة مع التغييريين، نستطيع وضع برنامج اقتصادي اجتماعي بالحد الأدنى، أما إذا غنّى كلّ على ليلاه واعتبر نفسه وصياً على الجمهورية والرئاسة، فعلى الدنيا السلام، وعندها سينتصر محور الممانعة».