Beirut weather 17.99 ° C
تاريخ النشر January 29, 2024
A A A
افتتاحية “الجمهورية”: إرتفاع منسوب المخاوف من الحرب.. وتراجُع الملموس حول الإستحقاق الرئاسي
الكاتب: الجمهورية

فيما التصعيد العسكري يتعاظم على جبهة الجنوب رافعاً منسوب المخاوف من تحوّله حرباً مفتوحة تهدّد بها اسرائيل، فإنّ الاوساط السياسية والرسمية لم تتلمّس اي جديد حول مصير الاستحقاق الرئاسي الذي بات ينتظر ما سيؤدي اليه الحراك الجديد للمجموعة الخماسية، سواءً على مستوى سفرائها في لبنان او على مستوى ممثليها الذين سيجتمعون في الرياض قريباً لمناقشة تقرير نتائج لقاءات السفراء مع المعنيين بهذا الاستحقاق.

ومع انّ بعض الاوساط يستبعد حصول اي تقدّم ملموس قريباً على مستوى الاستحقاقات اللبنانية قبل توقف الحرب الاسرائيلية على غزة، فإنّ هناك اقتناعاً لدى المعنيين انّ المجموعة الخماسية لا يزال امامها بعض العقبات التي عليها تذليلها للنجاه في مهمّتها، وهي عقبات داخلية بين اطرافها، وخارجية، تتصل بمدى قدرتها على إقناع الأفرقاء اللبنانيين بالاتفاق على رئيس للجمهورية، او على الأقل على صيغة لإتمام هذه العملية الدستورية بالتوافق او بالتنافس الديموقراطي.

لا زيارات جماعية

تزامناً، ترصد المراجع السياسية والنيابية الحراك المنتظر لسفراء المجموعة الخماسية بعد اجتماعهم الاسبوع الماضي تلبيةً لدعوة السفير السعودي وليد البخاري. وكشفت مراجع معنية بالحراك لـ«الجمهورية»، انّه لن يكون للمجموعة اي زيارات جماعية حتى الآن، وأنّ أعضاءها يواصلون زياراتهم الإفرادية وفق برامج أُعدّت سابقاً، ومن بينهم السفيرة الاميركية الجديدة ليزا جونسون التي ستواصل هذا الاسبوع زياراتها التعارفية على القيادات السياسية والحزبية، وفق برنامج يمتد الى منتصف الشهر المقبل على الأقل.

وكشفت مصادر معنية لـ«الجمهورية»، انّ السفيرة الاميركية شدّدت خلال الاجتماع عند البخاري على ضرورة عدم قيام أي طرف بمبادرة أو تحّرك جانبي من دون التنسيق المسبق مع اللجنة الخماسية. وذلك في إشارة منها إلى قطر. واقترحت ألاّ يختصر أي طرف مهمّة تمثيل الخماسية أو التحدث باسمها، وذلك في اشارة منها الى الجانب الفرنسي الذي سيزور موفده جان ايف لودريان لبنان بعد الاجتماع الخماسي المنتظر في الرياض.

وتجدر الاشارة الى انّ الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني (ابو فهد) موجود منذ الاسبوع الماضي في لبنان ويجول على المعنيين بالاستحقاق الرئاسي. وقد التقى امس الاول رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، بعدما كان له لقاء مع ممثلين لـ«الثنائي الشيعي» وآخرين.

وتردّد انّ ابو فهد لا يطرح في جولته الحالية اسماء مرشحين لرئاسة الجمهورية، وانما يشدّد على وجوب توافق الجميع على انتخاب رئيس جيد للبنان.

جلسة حكومية

وفي هذه الأجواء، ما زال الوزراء ينتظرون تلقّي دعوة الى جلسة لمجلس الوزراء يُتوقع ان تنعقد في بحر الاسبوع الجاري وربما الخميس او الجمعة المقبلين. وقالت مصادر وزارية لـ«الجمهورية»، انّ تحديد الموعد رهن بإحالة الصيغة النهائية لقانون موازنة 2024 من الأمانة العامة لمجلس النواب الى الأمانة العامة لمجلس الوزراء، بعد ان يوقّعه رئيس المجلس نبيه بري غداً او بعد غد.

ولفتت المصادر عينها، الى انّ هناك عشرات البنود المطروحة على جدول أعمال مجلس الوزراء ومنها قضايا مؤجّلة من جلسات سابقة ومنها ما يتصل بمشروع الحوافز لموظفي القطاع العام الذين سيبدأون اليوم إضراباً شاملاً، حيث أنّ معظم الادارات تفتح ليومين او ثلاثة ايام في الاسبوع، ولكن الإقفال هذه المرّة يُتوقع ان يكون شبه شامل باستثناء بعض المؤسسات العامة التي لا تلتزم بالهيئات الإدارية لموظفي القطاع العام. وستواكب الإضراب في القطاع العام مجموعة تحركات لهيئات تمثل المتقاعدين من عسكريين ومدنيين من الإدارات الرسمية.

مواقف

وفي المواقف التي شهدتها عطلة نهاية الاسبوع، لاحظ البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظة الاحد من بكركي، انّ «دولتنا المبتورة الرأس أصبحت بمقدّراتها الكبيرة فريسة الفاسدين المعتدين عليها والعاملين بكلّ وسعهم على عدم انتخاب رئيس للجمهوريّة ليخلو لهم الجوّ والوقت الطويل لقضم مالها ومؤسّساتها، وإشاعة حالة من الفوضى تسمح للنافذين تمرير ما هو غير شرعيّ، بواسطة فائض القوّة». وقال: «يعرب لنا أهالي القرى الحدوديّة في الجنوب عن وجعهم لتخلّي الدولة عنهم وعن واجباتها ومسؤوليّاتها تجاههم. فهم بكبارهم وصغارهم يعيشون وطأة الحرب المفروضة عليهم والمرفوضة منهم. إذ يعتبرون انّ لا شأن للبنان واللبنانيّين بها. ويكتبون إلينا: «نعيش ضغوط الحرب النفسيّة وتسحق أعصابنا أهوال الغارات اليوميّة وأصوات القذائف المدويّة. وأطفالنا محرومون من وسائل الترفيه ولا يتلقون تعليمًا مدرسيًا منتظمًا إلّا عن بُعْد بسبب الإقفال القسري لمدارسنا الذي فرضته الحرب الحالّية».

أضاف: «لسنا نفهم لماذا تبقى الدوائر العقارية في جبل لبنان مقفلة، بحجة توقيف بعض موظفيها وتتعطّل أعمال المواطنين ولا تدخل الأموال الصافية للخزينة في دولة مفلّسة! إنّنا نطالب وزارة المال بمعالجة التقصير الفادح في تسيير أمور الدوائر العقارية المعطّلة في جبل لبنان وحده منذ ما ينيف على السنة حتى الآن، بما يحرم الخزينة من عائدات طائلة ويُنذر بتمدّد وضعيات غير قانونية في ظلّ الشغور الرئاسيّ وعدم الانتظام العام. لماذا أيّها المسؤولون في الدولة تهدمون مؤسسات الدولة عمدًا؟ ولصالح من؟ ولأي هدف أو مشروع؟».

عودة

بدوره ميتروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة قال، انّ «النفوس التي تشوشها الخطيئة غير قادرة على الرؤية الواضحة، وتقود البلد إلى الهاوية، مدفوعة بخطاياها ومصالحها». واكّد انّ «خلاص البلد لن يأتي إلّا بواسطة النفوس التي طهّرها الندم والتوبة، فأصبح العقل نيراً والقلب رحوماً والفكر نقياً يعمل على إيجاد الحلول لمشكلات هذا البلد عوض العمل على تحقيق المصالح والتنافس على النفوذ». وسأل: «هل يُبنى بلد بلا رأس يتولّى قيادة المجموعة الحاكمة والتنسيق بين أعضاء الجسد؟ وهل يُبنى بلد بلا حكومة تضع الخطط الإصلاحية وتنفّذها، عوض إعداد موازنة هي كارثة على البلد كما أجمع معظم النواب، وبلا قضاء نزيه وعادل لا يسكت على ظلم ولا يساوم على حقيقة؟».

قبلان

من جهته المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان قال في بيان، إنّ «البلد يعاني من أسوأ كارثة وطنية بسبب إصرار البعض على القطيعة السياسية وبخلفية دولية وإقليمية». وأكّد «أن البكاء يجب أن يكون على لبنان والشعوب المظلومة لا على حجيج العالم الذي لا يهمّه إلاّ تل أبيب وإنقاذها من هزيمتها المدوية». ولفت الى أنّ «المعيار الوطني اليوم جبهة الجنوب حتى يبقى لبنان، وحتى تظلّ أجيال هذا البلد تتكلم العربية لا العبرية، وحتى لا تتحول المساجد والكنائس في لبنان كيانات عبرية ودشماً صهيونية». واعتبر «أنّ مشكلة خدمات الدولة وواقع دوائرها ومؤسساتها تكمن بالقوى السياسية المصرّة على القطيعة السياسية ومن يدعمها، ويلقي بالتبعات على المجلس النيابي، فيما الحق والحقيقة بجانب من يصرّ على تسوية رئاسية تمرّ بالميثاقية والشراكة الوطنية لإنقاذ لبنان والنهوض بدولته من جديد، وغير ذلك عيب وحرام».

جنوباً

على الجبهة الجنوبية، استهدف قصف مدفعي اسرائيلي أمس اطراف بلدتي طير حرفا ومجدل زون، وذلك بعد إغارة مسيّرة فجراً على مؤسسة تجارية عند مثلث طيرحرفا الجبين، الحقت بها اضراراً كبيرة. كذلك اغار الطيران الحربي الاسرائيلي على عيتا الشعب وجبل بلاط وزبقين وحولا. فيما استهدف قصف مدفعي بلدتي شيحين والجبين، ترافق مع تمشيط بالأسلحة الرشاشة من مواقع العدو قبالة بلدة كفركلا واللبونة جنوب الناقورة.

وبعد الظهر، أغار الطيران الاسرائيلي على منزل قرب أطراف الضهيرة واوقع جريحة، كذلك اغار على بلدات مروحين وعيتا الشعب ومارون الراس، فيما استهدف قصف فوسفوري وسط بلدتي مركبا وحولا.

واعلنت «المقاومة الاسلامية» استهداف تجمع ‏لجنود العدو الإسرائيلي شرقي موقع بركة ريشا بالأسلحة الصاروخية وحقّقوا فيه إصابات ‏مباشرة. وردّ الاسرائيليون بقصف استهدف أطراف يارين وشيحين وأطراف الضهيرة في القطاع الغربي.

كذلك ‏قصف رجال المقاومة انتشاراً للجنود الإسرائيليين في ثكنة راميم (هونين) ومحيطها بالأسلحة الصاروخية وحقّقوا فيه ‏إصابات مباشرة.‏

كذلك قصفوا تجمعين ‏آخرين في موقع تل شعر ومحيط ثكنة هونين.‏ ‏

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، أنّ صواريخ دقيقة استهدفت مستوطنة كريات شمونة، وسقطت في منطقة عسكريّة. فيما استهدف صاروخ مضاد للدروع موقعاً للجيش الإسرائيلي في الجليل الأعلى.

وقد نعى «حزب الله» ثلاثة شهداء سقطوا في المواجهات امس وهم: صادق محمد هاشم (من بلدة رشكنناي) وعلي جمال شكر (من النبي شيت)، وحسين حسن حلاوي (من بلدة كفركلا).

وكتب الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصّة «إكس»: «انّ طائرات حربية أغارت على مبانٍ عسكرية ومواقع استطلاع ومواقع عسكرية لحزب الله في مروحين والظهيرة وعيتا الشعب ومناطق أخرى في جنوب لبنان». وأضاف، انّ الجيش الاسرائيلي «هاجم مقر قيادة عملياتي وبنية تحتية لحزب الله. كما قصفت المدفعية والدبابات عدة أهداف شكّلت تهديدًا في جنوب لبنان». واشار الى «رصد إطلاق قذائف عدة من لبنان سقطت في مناطق مفتوحة في منطقتيْ مرغليوت وزرعيت».