Beirut weather 14.1 ° C
تاريخ النشر January 23, 2023
A A A
افتتاحية “البناء”: الكهرباء 6 ساعات الخميس… والدولار يلعب فوق الـ 50 ألفاً… والأمن تحت المراقبة
الكاتب: البناء

بعد الكلام اللافت لوزير الخارجية السعودي فرحان بن فيصل في منتدى دافوس عن وضع العلاقات السعودية الإيرانية تحت عنوان التشارك في التنمية، ومقاربته لملف حرب اليمن على قاعدة أن لا حل إلا بالتسوية السياسية. وقد وضعت مصادر سياسية خليجية الكلام في إطار خروج السعودية من الرهان على الوضع الداخلي في إيران وفرضيات انعكاسه على المفاوضات معها، سواء المفاوضات السعودية الإيرانية او المفاوضات حول ملفها النووي، وصولاً لانعكاساتها على مسار التفاوض مع أنصار الله حول مستقبل التهدئة في اليمن. جاء كلام وزير الخارجية الإيرانية حسين امير عبد اللهيان عن تلقي طهران رسالة أميركية تتضمن دعوة صريحة للعودة الى مفاوضات الملف النووي، معيداً ذلك الى سقوط الرهانات على الأوضاع الداخلية الايرانية، بينما أكدت مصادر انصار الله في صنعاء حدوث تقدّم كبير في مسار التفاوض حول التهدئة في اليمن، واقتراب سعودي من المطالب التي طرحها وفد أنصار الله عبر الوساطة العمانية، وفي مقدّمتها فك الحصار على مطار صنعاء وميناء الحديدة بالتزامن مع تجديد الهدنة.

لبنانياً، يشهد اليوم أول لقاء بين قيادتي حزب الله والتيار الوطني الحر منذ القطيعة التي نشأت على خلفية الأزمة الحكومية والكلام الاتهامي الصادر عن التيار لحزب الله بالتراجع عن التعهدات، والتوتر السياسي والإعلامي بين الطرفين الحليفين، الناشئ أصلاً حول كيفية مقاربة الملف الرئاسي. وقالت مصادر متابعة للملف إن الطرفين يتعاملان مع الجلسة الحوارية الأولى بعناية وحساسية، فلا أوهام حول امكانية التوصل الى تفاهم يتيح القول إن التحالف استعاد حيويته طالما لم يتوصلا الى تفاهم حول الملف الرئاسي، وهو ما لا يمكن توهم تحقيقه بسهولة، ولذلك فإن الحرص على أن يكون اللقاء استعادة للغة الحوار حول الخلافات بدلاً من القطيعة، ما يستدعي خفض سقف التوقعات، وهو ما يعبر عنه الفريقان بالقول إنه ذاهب الى اللقاء بنية الاستماع لمعرفة ما لدى الحليف، وإلا تحول اللقاء إلى لقاء يتيم وأخير، وهو ما لا يرغبه الطرفان، مع إدراكهما لحجم المصاعب التي تعترض طريق إنعاش الحلف بينهما، وحجم التبعات التي تترتب على كل منهما بإعلان إنهاء هذا التحالف.

أمنياً، تتوقف مصادر متابعة أمام مناخات غير مشجعة تستدعي التحليل والمراقبة لمعرفة ما إذا كان الوضع الأمني يحمل مؤشرات على وجود خطة للانتقال الى الفوضى، أم أن المشاهد التي تشير الى توتر وتفلت هي مجرد مجموعة مصادفات متفرقة تقاطعت زمنياً، بينما مالياً واقتصادياً يجذب الانتباه انتقال سعر الصرف إلى اللعب فوق سقف الخمسين ألف ليرة بفاصل زمني قصير عن تخطّي سقف الأربعين ألفاً، ما يثير المخاوف من تسارع القفزات المشابهة، خصوصاً أن المصرف المركزي يواصل ضخ كميات جديدة من الأوراق النقدية المطبوعة، دون وجود أي إشارات لنية نيابية للدخول على الخط لإخضاع طباعة العملة لتشريع خاص.

الخبر المريح للبنانيين جاء من كهرباء لبنان خلافاً للعادة، حيث توقعت مصادر في مؤسسة كهرباء لبنان أن يكون يوم الخميس أول موعد لتغذية كهربائية لست ساعات يومياً بعدما تكون عمليات تعبئة خزانات الوقود قد تمّت والسفن الواقفة في عرض البحر قد أفرغت شحناتها، والمولدات التي تخضع للصيانة قد أصبحت جاهزة للعمل.

تدور الأمور على المستوى الرئاسيّ في حلقة مفرغة، فليس هناك أيّ تقدّم على مستوى تفاهم القوى السياسية على الحوار، فيما يبرز حراك حزب الله تجاه الأحزاب السياسية، فبعد زيارة قام بها المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل ومنسّق وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب الحاج وفيق صفا، لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في كليمنصو الأسبوع الفائت، يزور خليل وصفا رئيس التيّار الوطني الحر النائب جبران باسيل عند الثالثة والنصف من بعد ظهر اليوم في المقرّ العام لـ «التيّار» في ميرنا الشالوحي. ومن المنتظر أن يشهد اللقاء البحث في آخر المستجدات السياسية ليبنى على الشيء مقتضاه. وسيكون اللقاء مناسبة لحزب الله للمحاولة الأخيرة مع باسيل بالسير في التوافق على رئيس تيار المردة سليمان فرنجية..

وأكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أننا «نعمل على البحث عن الحلول للأزمات الداخلية، وفي طليعتها ملء الشغور الرئاسي بشخصية تحمل مواصفات قادرة على توفير عوامل الإنقاذ للبلد، وهذا يحتاج إلى توافقات. فالتوازنات الحالية بما فيها تركيبة المجلس النيابي، لا تسمح لأي فريق بالإتيان برئيس للجمهورية، والطريق المتاح هو الحوار والتوافق، ونحن نتعاطى مع الاستحقاق بأعلى درجات المسؤولية الوطنية، بعيداً عن الاستعراض والشعبوية، لأن المهم القيام بالخطوات التي تساعد في الوصول إلى انتخاب الرئيس، لإعادة الانتظام إلى المؤسسات الدستورية، والبدء بالعمل الجاد للخروج من الانهيار».

وقال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي هذه الحكومة هي مستقيلة ومهمتها تصريف الأعمال. ومن واجبها التفاهم حول تفسير تصريف الأعمال لئلا تخلق إشكاليات نحن بغنى عنها. إن عملها محصور بالمحافظة على الحد الأدنى من تسيير شؤون المواطنين الضاغطة ومنع سقوط الدولة نهائياً، خصوصاً أن مهزلة جلسات انتخاب رئيس للجمهورية لا تزال مستمرة، وقرار عقدها وفقاً للدستور مسلوب. وقال الراعي ليس خوفنا أن تتغير هوية رئيس الجمهورية المارونية وطائفته، بل أن تتغير سياسته ومبادئه ويلتحق بسياسات ومحاور ودول تجاهد ليل نهار للسيطرة على البلاد وتحويله إقليماً من أقاليمها. لكن هذا الأمر مستحيل، لأن قرار التصدي لتغيير هوية الرئيس وكيان لبنان مأخوذ سلفاً مهما كانت التضحيات.

وفيما تأكد أن لا جلسة لانتخاب رئيس هذا الخميس طالما أن رئيس مجلس النواب نبيه بري، لن يوجه الدعوة إلى جلسة لانتخاب رئيس هذا الأسبوع، يعقد الحزب التقدمي الاشتراكي اليوم مؤتمراً صحافياً في مقره في وطى المصيطبة، حيث يتناول خلاله الاستحقاق الرئاسي، إذ يتجه اللقاء الديمقراطي الى تعليق مشاركته في جلسات انتخاب الرئيس إذا بقيت الأمور على حالها من رفض الحوار والتشاور من أجل إنهاء الازمة، كما سيتطرق الى أهمية الحوارات الداخلية، والى ضرورة معالجة الاوضاع الاقتصادية والمالية وإيجاد حلول للقطاع التربوي، وسط اعلان موظفي وزارة التربية والتعليم العالي الاستمرار بالإضراب لغاية ٢٧ كانون الثاني الحالي.

في المقابل، يستمرّ الاعتصام الذي تنفذه مجموعة من النواب التغييريين لا سيما النائبين ملحم خلف ونجاة صليبا داخل القاعة العامة لمجلس النواب، بهدف الضغط من أجل الوصول إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية مع تكثيف دعواتهم للبنانيين لمؤازرتهم من الخارج لتنظيم اعتصامات أمام المجلس النيابي وفي المناطق. وبحسب نواب من قوى التغيير فإن المجلس سيتحوّل إلى مسكن دائم، حيث يعمل النواب على تنظيم حياتهم داخل القاعة العامة رغم عدم وجود كهرباء.

وفي الشأن الحكومي، استأنف الرئيس نجيب ميقاتي مشاوراته بشأن المرحلة المقبلة وعقد جلسة جديدة لمجلس الوزراء. ومن المقرّر أن يشهد السراي الحكومي الأسبوع الطالع سلسلة اجتماعات للجان الوزارية، تمهيداً لجلسة لمجلس الوزراء سيدعو إليها الرئيس ميقاتي لاستكمال جدول أعمال الجلسة السابقة فضلاً عن بنود تتصل بالقطاع التربوي والجامعة اللبنانية وبالشأن الصحي.

ولليوم الرابع على التوالي، تستمر قوات العدو الإسرائيلي بتحريك آليات لتنفيذ أشغال هندسية عند الحدود الجنوبية، وتحديداً في وادي هونين، مقابل قريتي مركبا والعديسة. ومنذ صباح أمس استحضرت قوات العدو آليات جديدة لاستكمال الأعمال، حيث أقدمت جرافات تابعة للجيش الاسرائيلي على تجاوز بوابة السياج التقني في وادي هونين، لتنفيذ أشغال هندسية من دون أن تخرق الخط الأزرق.

في المقابل، نفذ الجيش اللبناني انتشاراً واسعاً في تلك المنطقة، وعلى طول الخط الأزرق، لمنع الإسرائيليين من القيام بأي عملية اختراق للخط الأزرق.