Beirut weather 13.54 ° C
تاريخ النشر December 16, 2025
A A A
اطلاق أول حملة وطنية بشأن صحة المراهقين في السراي

أطلقت، برعاية عقيلة رئيس مجلس الوزارء نواف سلام، السفيرة سحر بعاصيري، الحملة الوطنية بشأن صحة المراهقين تحت عنوان “إطلاق الترند الصحي للمراهقين”، خلال حفل أقيم في السراي الحكومي، في حضور كل من وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين، وزيرة التربية والتعليم العالي ريما كرامي، وزيرة الشباب والرياضة نورا بايرقداريان، وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيد، النائبة عناية عزالدين، ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان الدكتور عبد الناصر ابو بكر، وكبار المسؤولين الحكوميين ومجموعات شبابية و كشافية وشركاء وطنيين.

وتم تطوير الحملة بشكل مشترك بين وزارات الصحة العامة، التربية والتعليم العالي والشباب والرياضة، بدعم تقني من منظمة الصحة العالمية. وهي تشكل خطوة مهمة في جهود لبنان لمواجهة المخاطر الصحية المتزايدة التي تؤثر على المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عاما.

السيدة سلام

وأكدت السفيرة سحر بعاصيري سلام في كلمتها أهمية إعطاء الأولوية لصحة المراهقين. واعتبرت أن هذه الحملة تعني أكثر من 900 ألف مراهق في لبنان”.

ووجهت كلمة الى المراهقين، قالت فيها: “من المهم أن تعوا، أن هذه المرحلة لا تنتهي في عمر 18 و19 سنة. فبالطريقة التي تعيشون فيها المراهقة اليوم ستؤثر على مستقبلكم وعلى مستقبل جيلكم، ولهذا فما تأكلون وكيف تتحركون أو تنامون أو تقضون وقتا على وسائل التواصل الإجتماعي كلها خيارات يومية يمكن اعتبارها بسيطة أو غير مهمة ولكن لها تأثير كبير، فهذه الخيارات ستؤثر على صحكتم النفسية والجسدية والاجتماعية وعلى ثقتكم بنفسكم وعلى شخصيتكم وادائكم في الجامعة وعلى علاقاتكم”.

وزير الصحة

وفي كلمته، أشار وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين إلى ضرورة المبادرة، قائلا: “تشير بعض الدراسات إلى أن الاستثمار في صحة المراهقين يحقق مردودا عاليا يفوق 10 إلى 12 ضعف الكلفة الأولية، وهو من أعلى العوائد في القطاع الصحي، نظرًا لما يحققه من تحسينات في الصحة الجسدية والنفسية والإنجابية، إضافةً إلى أثره على التعليم. وكلها مكاسب تُترجم إلى فوائد اقتصادية واجتماعية طويلة الأمد للبنان”.

وقال: “من هنا، تضع وزارة الصحة العامة صحة المراهقين اليوم في مقدمة أولوياتها. وقد بدأنا بخطوات عملية وملموسة ضمن ثلاثة محاور رئيسية: الصحة النفسية للمراهقين، التغذية السليمة وتعزيز التلقيح للمراهقين”.

وأشار الى أن “إطلاق الحملة الوطنية اليوم ليس مجرد نشاط إعلامي؛ بل هو بداية مسار إصلاحي متكامل. فحملة “الترند الصحي” تهدف إلى مخاطبة المراهقين بلغتهم، وبالأدوات التي يستخدمونها، عبر منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، لنشر رسائل واقعية وبسيطة تساعدهم على تبني أنماط حياة صحية واتخاذ قرارات أفضل”.

وقال ناصر الدين: “هذا العمل لا يمكن أن يكتمل من دون شراكتنا الوثيقة مع وزارة التربية والتعليم العالي، ووزارة الشباب والرياضة، ومنظمة الصحة العالمية. فمن خلال هذا التعاون، وبالاستناد إلى الأدلة العلمية، نستطيع تحويل هذه الحملة إلى نقطة تحوّل في مسار صحة المراهقين في لبنان”.

وأضاف: “في هذا السياق، وفي إطار تعزيز العمل المشترك، أنشأت وزارة الصحة العامة لجنة وطنية متعددة القطاعات تضم ممثلين من مختلف الوزارات والهيئات المعنية، وتعنى اليوم بإعداد الاستراتيجية الوطنية لصحة المراهقين التي سترتكز على الدليل العالمي AA-HA، وهو إطار دولي يستند إلى تدخلات مبنية على الأدلة العلمية لتحسين صحة المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عاما. ويهدف هذا النهج إلى تعزيز فرص الحياة الصحية للمراهقين والحد من المخاطر التي قد يواجهونها، مع مواءمته لخصوصية الواقع الوطني واحتياجاته”.

وزيرة التربية

وأكدت وزيرة التربية والتعليم الدكتورة ريما كرمي على دور المدارس في تكوين أجيال صحية، قائلة: “إن هذه الحملة تنسجم بشكل مباشر مع رؤية وزارة التربية حتى عام 2030، وهي رؤية تنطلق من اعتبار المدرسة بيئة متكاملة للتعلم والحياة، لا مكانا لاكتساب المعارف فقط، بل فضاء يفترض أن يكون آمنا، داعما ومعززا للصحة الجسدية والنفسية والاجتماعية للمتعلم”.

وقالت: “دور وزارة التربية في هذه الحملة ليس دور حضور أو مواكبة، بل دور شريك أساسي في تحقيق غاياتها. دور نمارسه اليوم عبر ما هو قائم فعلا في مدارسنا، من جهاز الإرشاد والتوجيه، إلى برامج الصحة المدرسية، إلى الشراكة المؤسسية مع وزارة الصحة العامة في الكشوفات الطبية، والدعم النفسي الاجتماعي، والإحالة المبكرة عند الحاجة”.

وأضافت: “بالتوازي، نعمل على ترسيخ هذا التوجه على المستوى البنيوي، من خلال إدماج مفاهيم الصحة النفسية والوقاية ضمن الكفايات الحياتية في المناهج، بحيث يصبح الوعي الصحي جزءا من التجربة التعليمية اليومية، لا استجابة موقتة لظرف أو أزمة. أما على المستوى العملي القريب، فتفتح هذه الحملة أمامنا مساحة حقيقية لتعزيز الأثر، من خلال تفعيل الرسائل التوعوية داخل المدارس، ودعم المرشدين التربويين بأدوات مرتبطة بالحملة، والاستثمار الواعي في الفضاء الرقمي، لتحويل “الترند الصحي” إلى مساحة إيجابية يشارك فيها الشباب بأصواتهم وخياراتهم”.

وزيرة الشباب والرياضة

ومن جهتها، شددت وزيرة الشباب والرياضة نورا بيرقداريان على “التزام الوزارة بتمكين الشباب”، موضحة “أن الوزارة تعمل على تعزيز الأنشطة التي تروج لثقافة الرياضة، وأن التشارك حول الموضوع مع منظمة الصحة العالمية مهد للتنسيق حول هذه الخطط التوعوية المشتركة”.

وقالت: “ان الحكومة الحالية تنطلق في مقاربتها من قناعة راسخة بأن الشباب ليسوا فئة تحتاج الى رعاية فحسب بل هم شريك أساسي في بناء السياسات وصناعة المستقبل، ومن هنا يأتي التركيز الواضح على وضع قضايا الشباب في صلب العمل الحكومي من خلال تمكينهم بالفرص والمهارات اللازمة لمواجهة تحديات العصر. وتلتزم الحكومة بدعم المبادرات المشتركة بين الوزارات والمؤسسات المحلية والدولية ايمانا منها بأن رعاية الشباب مسؤولية وطنية جامعة ومستقبل لبنان يبدأ بتوعية شباب اليوم”.

ابو بكر

بدوره، قال ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان الدكتور عبد الناصر أبوبكر: “اليوم نطلق ليس مجرد حملة، بل حركة من أجل صحة المراهقين. كل شاب وشابة في لبنان يستحق فرصة للبقاء والنمو والمساهمة في مستقبل أقوى”.

وأشار الى “أن هذه الحملة تتجاوز مجرد التوعية، فهي تشير إلى التزام وطني برفاهية المراهقين: الصحة، والنشاط البدني، والصحة النفسية، والسلامة المرورية، والتغذية، والفرص. وهي تجسد نهجا شموليا قائما على الأدلة، ويركز على الشباب”.

وقال: “ستظل منظمة الصحة العالمية ملتزمة بتوفير الأدلة، كما هو الحال من خلال المسح العالمي لصحة الطلاب في المدارس، واستخدامها لتوجيه حملات التوعية والسياسات. وسنواصل تقديم الدعم الفني لتطوير السياسات والاستراتيجيات، والعمل مع كل الشركاء لجعل الصحة ركيزة أساسية للتقدم الوطني”.

وشهد الاحتفال إطلاق المسابقة الوطنية، التي تحث المراهقين من كل أنحاء لبنان لمتابعة فيديوهات الحملة واتباع “الترند الصحي” للحملة ولإنشاء مقاطع فيديو قصيرة تشجع على السلوكيات الصحية.

كذلك ستعرض فيديوهات الحملة على مستوى لبنان من خلال المدارس ومراكز الشباب والوزارات ووسائل الاعلام والمنصات الرقمية والشبكات المجتمعية.