Beirut weather 23.41 ° C
تاريخ النشر January 7, 2019
A A A
استنفار لتأمين احتفالات الأقباط بمصر.. منفذ الهجوم وضع المتفجرات أعلى السطح المواجه للكنيسة!
الكاتب: محمد عبده حسنين - الشرق الأوسط

كثفت قوات الأمن المصرية من وجودها في محيط الكنائس والأديرة بالعاصمة وجميع المحافظات، عشية احتفال المسيحيين بعيد الميلاد، وبعد ساعات من مقتل ضابط مصري أثناء محاولته تفكيك عبوة ناسفة تم العثور عليها بالقرب من كنيسة بمدينة نصر شرق القاهرة.
ويحتفي الأقباط الأرثوذكس بعيد الميلاد في السابع من (كانون الثاني)، وهم يشكلون أكثر من 10 في المائة من نحو 100 مليون مصري. وسبق ونفذ إرهابيون تفجيرات في محيط كنائس في مثل هذه الأوقات من الأعوام السابقة.
وذكرت مصادر أمنية أن العبوة كانت إحدى 3 عبوات وضعت داخل حقيبة على أحد الأسطح المجاورة لكنيسة «العذراء وأبو سيفين» بمدينة نصر شرق العاصمة القاهرة. وأوضحت أن شرطيين وأحد المارة أصيبوا عند انفجار العبوة الناسفة. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث حتى الآن.
وكشفت كاميرات المراقبة المثبتة بجوار كنيسة «العذراء وأبو سيفين» بمدينة نصر هوية المتهم بوضع المتفجرات قرب الكنيسة، في محاولة لاستهدافها أثناء احتفالات الأقباط بعيد الميلاد مساء يوم الأحد، حيث يجري البحث عنه. وذكرت تحقيقات أجهزة الأمن، وشهود عيان، وفقاً لوسائل إعلام محلية، أن الشاب كان يصلي صلاة العشاء بمسجد «الحق» المجاور للكنيسة، وقطع صلاته ووضع الحقيبة أعلى سطح المسجد المواجه للكنيسة، بسبب وجود تشديدات أمنية في محيطها وصعوبة اجتيازه الارتكازات الأمنية. وأوضح إمام المسجد أنه ارتاب في أمر الحقيبة، وأبلغ على الفور أجهزة الأمن التي سارعت بالانتقال لموقع البلاغ، وقامت بالتعامل مع العبوات الناسفة. وأوضح مصدر أمني أن الحقيبة كانت تحوي 3 عبوات ناسفة، وفيما قامت أجهزة الأمن بتفكيك اثنتين منها، انفجرت الثالثة في ضابط مفرقعات، حيث لقى مصرعه على الفور.
وقال مسعد سعد (35 عاماً)، نجل مؤذن المسجد، حيث تم العثور على العبوة، لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه كان في المسجد مع والده «عندما اشتبه أحد المصلين في شخص صعد إلى سطح المسجد ومعه حقيبة». وأوضح أنه رأى مع الأشخاص الذين صعدوا إلى السطح لتفقد الوضع، حقيبةً، فعمدوا إلى «إبلاغ الشرطة».
ونعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في بيان، مساء أول من أمس، ضابط شرطة المفرقعات «الذي استشهد أثناء قيامه بواجبه بفحص حقيبة وجدت بجوار كنيسة (السيدة العذراء)».
كما دان الأزهر الشريف، في بيان، الأحد، «حادث انفجار عبوة ناسفة في محيط كنيسة (العذراء وأبو سيفين) بعزبة الهجانة بمدينة نصر». وأكد «تضامنه الكامل مع مؤسسات الدولة في مواجهة هذا الإرهاب الخبيث الذي يسعى إلى إفساد احتفالات الإخوة الأقباط بذكرى ميلاد المسيح».
وأكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، في بيان له، أن «ما قام به المتطرفون من الاعتداء على حرمة دور العبادة من مساجد أو كنائس واستهدافها وترويع الآمنين فيها هو أمر تحرمه الشريعة الإسلامية، وتأباه الفطرة الإنسانية السليمة». ودعا المصريين جميعاً إلى الوقوف حصناً منيعاً أمام جماعات الإرهاب التي تسعى إلى زعزعة أمن واستقرار الوطن وإثارة الفتنة بين أبناء الوطن الواحد.
وأدان الدكتور إبراهيم نجم، الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم، الحادث، وقال في بيان أمس إن «الجماعات والتنظيمات الإرهابية لا تفرق مطلقاً بين مسلم ومسيحي، أو بين مسجد وكنيسة، وإنما تستهدف الوطن بأثره وتسعى لنشر الفتن والفوضى بداخله»، مؤكداً أن هذه المحاولات الإرهابية الخسيسة لن تزيد الشعب المصري إلا قوةً وإصراراً على دحر الإرهاب والإرهابيين، مشدداً على حرمة الاعتداء على دور العبادة وترويع الآمنين والأبرياء. ولا يعد المسيحيون وحدهم أهدافاً للمجموعات المتطرّفة. فقد قُتل مئات من عناصر الشرطة والجيش في هجمات منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في (تموز) 2013.
والأسبوع الماضي، قُتل ثلاثة سيّاح فيتناميين ومرشدهم السياحي في انفجار عبوة ناسفة استهدفت حافلة كانت تقلّهم في منطقة الجيزة قرب الأهرامات، وفق السُلطات المصريّة. وفي (تشرين الثاني) 2018، فتح مسلّحون النار على حافلة تقلّ مسيحيين في محافظة المنيا جنوب مصر، ما أدّى إلى مقتل سبعة أشخاص وإصابة سبعة آخرين بجروح، وهو هجوم تبنّاه تنظيم داعش الإرهابي.