Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر January 8, 2017
A A A
استنفار روسي لدرء خطر المنشط «أريميستان»
الكاتب: وديع عبد النور - الحياة

حذّر فيزيولوجيون روس الرياضيين من تناول مكملات غذائية أو عقاقير تحتوي على مادة «أريميستان» التي حظّرتها الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات منذ مطلع كانون الثاني الجاري، وأدرجتها على لائحة الممنوعات الجديدة.

ويأتي القلق الروسي على خلفية ملف المنشطات الضخم والمتشعّب الذي كبّل رياضتهم في العام الماضي، وستعاني من تبعاته طويلاً، وخشية أن يسفر غض النظر أو التراخي عن زيادة الفضائح واستفحال الأخطاء والانتهاكات، فتقع «ضحايا» وتتدحرج أسماء رنانة على غرار ما حصل نتيجة استخدام عقار «ملودنيوم» المنتج في لاتفيا والشائع تداوله في بلدان أوروبا الشرقية، ومن أبرزهم نجمة التنس ماريا شارابوفا (29 سنة) الموقوفة حتى نيسان المقبل.

وأقرت شارابوفا بأنها تناولت الـ «ملدونيوم»، إلا أنها نفت علمها بإدراجه على اللائحة المحظورة، واستأنفت قرار الإيقاف بحقها مدة سنتين أمام محكمة التحكيم الرياضي التي خفّضت العقوبة في تشرين الأول الماضي إلى 15 شهراً.

كما حذّر فلاديمير أوبيا، رئيس الوكالة الاتحادية للطب البيولوجي من أي تساهل والسقوط في «مكمن» أريميستان، بعدما بلغ عدد ضحايا الـ «ملدونيوم» 157 رياضياً من المستوى الأول بينهم 44 روسياً، علماً أن غالبيتهم بُيّضت صفحاتها لاحقاً.

ويكشف أوبيا أن الأبحاث المتقدّمة حول تأثيرات الـ «ملدونيوم» كلفّت الخزينة الروسية نحو مليون يورو. لذا، استنفرت الأجهزة العلمية والطبية المختصة منذ الشهر الماضي وفي شكل استباقي، ووجّهت رسائل و «بلاغات» عاجلة إلى المعنيين، وفق ما أوضحته إرينا كروكلوفا، المديرة الموقتة لعيادة الرياضة الاتحادية وإعادة التأهيل في موسكو.

وعممت كروكلوفا على الجميع أن «أريميستان» بات من المواد المحظورة، ويجب الانتباه والحذر لأنه غير مدوّن على لائحة مكوّنات مكملات غذائية ومشروبات للطاقة ملصقة أو مطبوعة على عبوات يستهلكها رياضيون فيصبحون متنشطين من دون علمهم.

كذلك، نشطت الوكالة الروسية لمكافحة المنشطات في التنسيق مع وكالات «شقيقة وصديقة» مثل الوكالة البيلاروسية، لتشديد الإجراءات تفادياً لأي أخطاء، ومن منطلق مقولة «درهم وقاية خير من قنطار علاج».

وتُعرف مادة «أريميستان» الشائعة على شكل مسحوق، بأنها مثبطة للهرمونات، كما يطلق عليه اسم «مسحوق فقدان الوزن وزيادة الأيض»، فضلاً عن أنه محفّز للكتلة العضلية.

يذكر أن «أريميستان» هو أصلاً منتج لعلاج سرطان الثدي عند النساء، إذ يحد من إفراز هرمون الأستروجين، ويتناوله رياضيون رجال لتفادي الآثار الجانبية للمنشطات.

ويلفت أستاذ الفيزياء الحيوية ميشال أودران (مدير مختبر الكشف عن المنشطات في شاتوني مالابري – فرنسا) إلى أن المشكلة الأساسية تكمن في توافر مبيع «أريميستان» عبر الإنترنت كهرمون عادي «أولي»، ولا توجد منشورات علمية تشرح آثاره وترشد إلى سبل الوقاية منه. ولا أحد يعرف المدة التي يستغرقها في الجسم وتأثيرها في وظائفه، وبالتالي قد يُدهش بعضهم ويصعق من اكتشافه في فحوص المنشطات، لا سيما الفجائية منها، ويجزم بأنه يجهل وجوده في مكونات العقاقير أو المكملات التي يتناولها.

وكانت تجربة الـ «ملدونيوم» وتداعياتها حفّزت المعنيين في روسيا على التحذير من آثار الـ «أريميستان»، لا سيما أن «مفاعيله مجهولة» وتتوافر في 9 مكملات غذائية، خصوصاً تلك التي يتناولها مزاولو كمال الأجسام، ويمكن الحصول عليه على شكل كبسولات.